ويواجه زعيم المعارضة خوان غوايدو اختباراً لمستوى دعمه بعد أن دعا إلى "أكبر مسيرة" في تاريخ فنزويلا ضد مادورو، رغم أن الجيش يقاوم حتى الآن الدعوات للمساعدة على إطاحة مادورو.
وقال غوايدو لآلاف من أنصاره المهللين في شرق كراكاس: "إذا كان النظام يعتقد بأننا مارسنا أقصى ضغط فلن يتخيلوا (ماذا سنفعل)... علينا البقاء في الشوارع".
وقرع أنصاره الطبول ورددوا هتاف "ماذا أريد؟ الحرية!".
وتعترف الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى بغوايدو، رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، رئيساً شرعياً للبلاد.
وذكر غوايدو أنه سيدرس اقتراحاً من عمال القطاع العام للدعوة إلى التوقف عن العمل لفترات تنتهي بإضراب عام للضغط على مادورو الذي تولى السلطة من الرئيس الراحل هوغو تشافيز في 2013.
وكثيراً ما نظمت المعارضة احتجاجات ضخمة في الشوارع ضد مادورو، لكنها فشلت في الإطاحة به رغم الركود الاقتصادي الشديد والتضخم المرتفع.
في غضون ذلك، توفيت امرأة تبلغ من العمر 27 عاماً في أحد مستشفيات كراكاس مساء الأربعاء، متأثرة بإصابتها بطلق ناري في الرأس خلال مشاركتها في تظاهرة مناهضة لمادورو، بحسب ما أفادت منظمة حقوقية غير حكومية.
وقال "المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية" في تغريدة على تويتر: "ندين جريمة قتل الشابة خوروبيث راوسيو"، إثر "إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تظاهرة".
وكانت أجهزة الإسعاف في كراكاس أعلنت عن سقوط 27 جريحاً على الأقلّ في صدامات دارت الأربعاء في العاصمة الفنزويلية بين قوات الأمن ومتظاهرين مؤيّدين لغوايدو.
وعلى الجهة المقابلة، نزل أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد، الحاكم في فنزويلا، الأربعاء، إلى الشارع للمشاركة في تجمع لدعم مادورو.
وخلال مشاركته في فعالية بأحد الشوارع القريبة من القصر الرئاسي بالعاصمة كراكاس؛ للاحتفال باليوم العالمي للعمال، اتهم الرئيس الفنزويلي نظيره الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، بتنسيق كافة عمليات المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها بلاده الثلاثاء.
وقال مادورو في كلمته "صحيفة أوروبية كتبت بالأمس( الثلاثاء) إن ترامب ومستشاره جون بولتون قاما بتنسيق كافة عمليات الانقلاب العسكري. فهذه المحاولة الانقلابية تمت إدارتها من قبل البيت الأبيض، وبولتون".
وشدد على أن الشعب الفنزويلي "قادر على التضحية بنفسه من أجل حماية وطنه وثورته ضد من حاولوا الانقلاب على الرئيس هوغو تشافيز من قبل، ولم يفلحوا، وها هم يحاولون الكرة مجددًا معي ولم يفلحوا".
وفي إشارة لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو قال مادورو "وها نحن قد ألحقنا الهزيمة بأحد اليمينيين المتآمرين، وهو حاليا يتنقل من سفارة لأخرى، إذ إنهم مطلوبون للعدالة، وعاجلًا أم آجلًا سيخضعون للحساب لدفع ثمن خيانتهم وثمن ما ارتكبوه من جرائم".
وأكد مادورو أن جيش بلاده، وشعبها لن يسمحوا بأي انقلاب عسكري، مضيفًا أن "من يريد أن يصل للقصر الجمهوري عليه بشيء واحد فقط، هو الحصول على أصوات الشعب في الانتخابات، فهذا هو الطريق الوحيد لمن يريد أن يكون رئيسًا لفنزويلا، وليس بواسطة البنادق والأسلحة".
وهناك خلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن فنزويلا، إذ أبلغت واشنطن موسكو اليوم بأن تبقى خارج "نصفنا من الكرة الأرضية"، فيما حذر الكرملين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أي تحركات "عدائية" ضد حليفه مادورو.
والقوات المسلحة منحازة حتى الآن إلى مادورو، الذي يتمتع أيضاً بدعم حلفاء مثل روسيا والصين وكوبا، وهو ما أحبط مساعي غوايدو لتولي المسؤوليات اليومية للحكومة على أساس مؤقت، وهو أمر يقول إنه سيكون تمهيداً للدعوة إلى انتخابات جديدة.
ويصف الاشتراكي مادورو غوايدو بأنه دمية في يد الولايات المتحدة، ويسعى للانقلاب عليه.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي مايك بومبيو هاتفياً بأن اتخاذ المزيد من "الخطوات العدائية" في فنزويلا ستكون له عواقب وخيمة.
وندد لافروف أيضاً بما وصفه بـ"تدخل" الولايات المتحدة في شؤون فنزويلا الداخلية باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي، مضيفاً أن الحوار بين كل القوى السياسية مطلوب في فنزويلا.
ومن جانبها، اتهمت الولايات المتحدة موسكو بالتدخل في فنزويلا، وهي حليفة لروسيا منذ حكم تشافيز.
وقال بومبيو أمس الثلاثاء إن مادورو كان مستعداً للرحيل، لكنه غير خططه بعد تدخل روسيا.
ونفت متحدثة باسم الخارجية الروسية ذلك.
وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي يتخذ موقفاً متشدداً داخل الإدارة تجاه فنزويلا، إن تدخل موسكو ليس موضع ترحيب. وأضاف للصحافيين خارج البيت الأبيض: "هذا نصفنا من الكرة الأرضية. هذا ليس مكاناً يمكن لروسيا التدخل فيه".
وسيكون حجم المظاهرات اختباراً لغوايدو في ظل الإحباط بين بعض أنصاره من أن مادورو لا يزال في السلطة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على لجوء زعيم المعارضة للدستور لتولي الرئاسة بشكل مؤقت، دافعاً بأن انتخاب مادورو لفترة جديدة في 2018 كان غير مشروع.
(رويترز، الأناضول)