فنان الغرافيتي بلال خالد: من العالم.. هنا غزة

14 يوليو 2017
+ الخط -

في أيام كهذه، وجهت إسرائيل نيرانها على قطاع غزة، في حملة عسكرية تحت اسم "الجرف الصامد"، استهدفت هدم البنية التحتية للقطاع، وقد كان. مرعلى ذكرى الحرب أربع سنوات، بُنيت مدينة منقوصة من الكهرباء، محاصرة بمعبر، وشعبها من دون مرتبات.

هكذا، اتخذ فنان الغرافيتي بلال خالد (25 عامًا) قرار الخروج من غزة كغيره من الشبان، حازمًا أمتعته، متجهًا لمعبر الخروج من مدينة حريته وسجنه بعد غلق معبرها، وحلق مع ريشته في السماء، لتنتهي به الرحلة إلى إسطنبول.

وُلد خالد في مدينة خان يونس، بدأ بممارسة فن الغرافيتي والكاليغراف منذ كان طفلًا على جدران مدينة غزة، كما عمل مصورًا لوكالة الأناضول. التقى "جيل" الفنان الشاب، وكان لنا معه هذا الحوار.


أين تعلمت فن الغرافيتي والكاليغراف؟
عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، عملت عند أحد الخطاطين في المنطقة المجاورة لبيتي، وتعلمت كيف يمسك القلم وكيف يكتب، ومن هنا بدأ حبي للخط العربي والرسم على الجدران، بحكم الحالة التي نعيشها؛ الانتفاضات والحروب، لجأنا إلى الجدران لكتابة الشعارات الثورية وصور الشهداء ورسائل للاحتلال.


رسمت أطول جدارية غرافتي في غزة، كم يبلغ طولها ؟ كيف جاءت فكرتها؟ ومدة تنفيذها؟
جدارية "طفولة محاصرة " يبلغ ارتفاعها 20 مترًا، وهي أكبر لوحة غرافيتي في فلسطين موجودة في مدينة غزة على برج الظافر، الذي تم استهدافه في الحرب الأخيرة بقذائف المدفعية الاسرائيلية. استغرق تنفيذها أسبوعًا بمساعدة بعض الفنانين من فريق غزة غرافيتي، وجاءت فكرتها كمغامرة باستخدام مساحات أكبر للرسم وتحدّ لأنفسنا. اخترنا فكرة الطفولة المحاصرة لأن هناك آلاف من الأطفال يعيشون ظروف حياتية صعبة في قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض عليها منذ عام 2007.




هل يوجد اهتمام حكومي ومجتمعي في فلسطين بالفن؟
بصراحة ليس ذلك الاهتمام المطلوب، للأسف لا يوجد تقدير للفنانين ولا لفن الغرافيتي تحديدًا، لكن وجدت اهتمام من الجمهور بدأ ينتشر.


رسوماتك للكاليغرافي هل تحمل رسالة أو عبارات معينة تستخدمها أم هي مجرد حروف؟
نعم هو يحمل رسائل وعبارات خاصة بالقضية الفلسطنية والقدس، وأحيانًا يكون عبارة عن خطوط عربية متناسقة ومتشابكة بشكل زخرفي يعطي انطباعًا للمشاهد، يجعله يتأمل فيها مدة زمنية طويلة من أجل فك حروفها.


ما هي طبيعة الرسومات التي انتشرت أثناء الحرب؟
في الحرب الأخيرة على غزة قمت بابتكار أسلوب الرسم على دخان الانفجارات، فقد كنت أعمل مصورًا في وكالة الأناضول التركية وكنت ألتقط صورًا للانفجارات. وفي مرحلة المراجعة، ألاحظ أن بعض الصور تشكّل لوحة أو وجه لشخص، فقمت بالتعديل والرسم فوقها وإظهار تفاصيل أكثر، ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت بشكل كبير ووجدت رواجًا على المواقع.

الرسالة من هذه الرسومات هي كيف أننا نصنع الفن والأمل من صور القتل والدمار، أو هي رسالة سلام ومحبة من فلسطين لجميع الشعوب.



لماذا ترسم في شوارع إسطنبول؟
أرسم في كل مكان، لا يقتصر الأمر على إسطنبول. رسمت في زيمبابوي وكينيا وماليزيا والسعودية ومصر وإسطنبول، أريد أن أضع بصمتي في كل مكان أذهب إليه، أخاطب العالم بلغه الفن لا لغة الكلام.


آخر اعمالك في إسطنبول جدارية يبلغ طولها خمسة طوابق، شاركنا كواليس الجدارية؟
كانت جدارية بالحروف العربية هي خاصة لمطعم في منطقة أوسكدار، أصحابه متابعون لأعمالي وطلبوا مني أن ارسم لهم الحائط. استغرق خمسة أيام متواصلة، عملت فيها لوحدي على كتابة الجدار كاملاً، لاقت إعجاب الزبائن والمارة.


كيف تقبل الأتراك الرسم على جدران بيوتهم؟
الشعب التركي شعب رائع، ومتضامن مع القضية الفلسطينية، فأينما ذهبت أجد أفضل معاملة وترحاب. وأثناء عملي يطلبون مرافقتي في صورة، ومنهم من يطلب رسومات على جدران بيوتهم الخارجية.

المساهمون