يوم الجمعة الماضي، قام مواطن لبنان يدعى، جورج زريق، بحرق نفسه على مقربة من مدرسة ولديه، بسبب مطالبة إدارة المدرسة بدفع المستحقات المالية للأطفال. حصلت الحادثة في شمال لبنان، وظهرت استنكارات بالجملة، غزت مواقع التواصل الاجتماعي. أصدر نائبٌ كويتي قراراً بمساعدة العائلة المنكوبة، وذلك بدفع مبلغ 10 آلاف دولار، والتكفل بتعليم الأطفال حتى نهاية تعليمهم الجامعي.
الفنّانون في لبنان تمهَّلوا في إبداء رأيهم بالقضية التي هزَّت كلّ من تابع الخبر ووقف عنده. ليست المرّة الأولى التي ينأى فيها بعض الفنانين اللبنانيين بأنفسهم عن قضية وطنية. جل ما يقومون به هو مجاملات مع السلطات السياسية داخل لبنان وخارجه، لما فيها من مصلحتهم الشخصية، والتي تتفوق على أكثر الأمور الإنسانية تعقيداً في المجتمع الذي يعيشيون فيه. بعض الفنانين اللبنانيين والعرب، والذين يشغلون مناصب إنسانية في بعض التنظيمات الدولية، يبررون وكأنهم ضمن "روبوت" متحرك. فإن كانت قضيَّة ما، لا تعود عليهم بالمنفعة، تراهم يغضون النظر عنها، ويستأنفون نشاطهم الفني بسرعة البرق.
وحدها المغنية، إليسا، كانت السباقة إلى استنكار ما سمعت وقرأته على مواقع التواصل الاجتماعي. كتبت إليسا: "مواطن لبناني يحرق نفسه بسبب تراكم الأقساط المدرسية… هيدا أسوأ خبر ممكن إسمعو عن بلد صار فيه الحرق أهون من وجع كل يوم". وختمت: "الله يساعد كل شخص مسؤول عن عيلة ويحرق قلب كل حرامي أخد لقمة عيشو بالنهب". زميلتها نجوى كرم سارعت بعدها إلى استنكار ما حصل أيضاً، وكتبت: "ما بدنا نضلّ واقفين قدام المشكلة، لازم نلاقي حلّ!! شي مأساوي.. وهالإنسان حدا من كتار.. كلّ يوم عم تنحرق قلوبن عن يوم، ما بدنا نضلّ واقفين قدام المشكلة، لازم نلاقي حلّ". فيما غاب باقي الفنانين اللبنانيين عن ذكر ما حصل، أو حتّى تقديم استنكار. لكن هؤلاء أنفسهم لا يوفرون مناسبة وطنية لدولة أو لشخصية سياسية أو أمنية وعسكرية، إلا ويبادلونها التغريدات المهللة التي تبين عن المجاملات والتزلف.
المتابعون على صفحات "الميديا البديلة"، ردوا على نجوى كرم وإليسا بالتغريدات حول القضية ذاتها، وجاءت معظم الردود تمثل لسان حال أي مواطن لبناني أو عربي قد يواجه الموقف نفسه الذي واجه جورج. وبالتالي يجب اتخاذ الحيطة من لحظات التخلي، كما كتب أحدهم معلقاً على التغريدات: "الذي حققته الحادثة هو تبوء اسم جورج زريق على قمة محرك تويتر في لبنان لمدة زادت عن 24 ساعة".