اكتسب كثير من الفنانين شهرتهم، بسبب نجاحهم في تقديم نمط بعينه في كل أعمالهم، وصارت أسماؤهم مرتبطة في أذهاننا بتلك الشخصيات التي برعوا فيها.
الحقيقة أن العديد من النجوم، لعبوا أدواراً بعيدة كل البعد عما اعتاد عليه الجمهور، ورغم تمكنهم ونجاحهم في تلك الأدوار، عادوا سريعاً إلى قواعدهم وصورتهم الذهنية المألوفة، ربما خوفاً من التمادي في المغامرة، أو لأن "المخرج عايز كده".
وهنا نستعرض 7 من أبرز الفنانين الذين قدموا أدواراً فاجأت جمهورهم، وأسعدتهم أيضاً.
أمينة رزق
اشتهرت بدور الأم في السينما المصرية، وقدمت عدداً كبيراً من الأفلام الكلاسيكية الجدية، وتنوع أداؤها في لعب دور الأم ما بين الحنان والقسوة، ولم يعد أحد يتذكر أدوارها وهي صغيرة في السن، إلا أنها قدمت أعمالاً جدية للمرأة والزوجة المخلصة.
لكنها في فيلم "البؤساء" عام 1943 والذي يعد من أوائل الأفلام التي شاركت فيها مع الفنان عباس فارس وزكي رستم، لعبت دور المرأة اللعوب، حتى أنها رقصت بصاجات وغنت مع المطرب صالح عبد الحي أغنية "صبوات"، الفيلم مقتبس من رواية فيكتور هوغو "البؤساء"، وإخراج كمال سليم.
مريم فخر الدين
اعتادت لعب دور الحبيبة والفتاة الرقيقة بسبب ملامحها الهادئة، لكنها عام 1961، قدمت دوراً مختلفاً في فيلم "مع الذكريات"، حيث لعبت دور العشيقة الخائنة والانتهازية، وأدته ببراعة أذهلت الجمهور الذي لم يألفها في مثل تلك الأدوار، الفيلم بطولة أحمد مظهر، نادية لطفي، تأليف وإخراج سعد عرفة.
أحمد مظهر
أطلق عليه عشاقه لقب فارس السينما المصرية، نظرا لوسامته وأناقته ورقيه وهو ما ظهر في أدواره المختلفة، لكنه في عام 1960 لعب دوراً مختلفاً تماماً، ولولا عبقرية أدائه وإمكاناته الفنية الهائلة لما كان مقنعاً، في فيلم "لوعة الحب" مع شادية وعمر الشريف، حيث أتقن دور سائق القطار سيئ الطباع وقاسي المشاعر، مجسداً أسلوب وتعاملات الطبقة الفقيرة بصورة بارعة، الفيلم من تأليف السيد بدير، وإخراج صلاح أبو سيف.
يوسف وهبي
عرف الفنان يوسف بك وهبي، بأدائه الجاد المميز، فتنوعت أدواره في السينما والمسرح، لكنها كانت دائماً أدواراً جادة، فهو عادة الشخص القوي أو الحكيم المحترم الذي يتحدث الفصحى.
لكن أدواره الأخيرة جاءت على خلاف تاريخه الفني كله، ففضل فيها تقديم "الرجل الهلاس" الذي يميل إلى الشرب والنساء لكن بشكل كوميدي، ولعل أشهر تلك الأدوار في فيلم "إشاعة حب"، بطولة عمر الشريف وسعاد حسني، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، إخراج فطين عبد الوهاب.
فاتن حمامة
فاجأت سيدة الشاشة العربية جمهورها بدورها في فيلم "صراع في الميناء" عام 1956، حيث اعتادوا رؤيتها في أدوار الفتاة الرقيقة الحالمة ذات الطباع الهادئة والصوت المنخفض، سواء كانت من الطبقة الغنية أو الفقيرة، لكن في ذلك الفيلم لعبت دور فتاة إسكندرانية "بنت بلد"، حتى نبرة صوتها وارتفاعه اختلفا كثيراً، وتعاملت في الدور بحرية كبيرة لم يعتدها المشاهد في أدوارها الأخرى، الفيلم تأليف محمد رفعت، سيناريو وإخراج يوسف شاهين.
غسان مطر
اشتهر بأدوار الشر التي حصره فيها المخرجون، بسبب ملامحه الحادة وصوته القوي، لكن في عام 1973، لعب الفنان غسان مطر دوراً مختلفاً تماماً في فيلم "السلم الخلفي" بطولة ميرفت أمين ونور الشريف وعبد المنعم إبراهيم، حيث قدم دور الشخص المثقف اليساري، ولعب الدور بحرفية بالغة، الفيلم تأليف كامل الحفناوي، وإخراج عاطف سالم.
نيللي
اعتادت تقديم أدوار الفتاة المرحة خفيفة الظل، التي تهوى اللعب والمرح والغناء، لكنها في فيلم "العذاب امرأة" مع محمود ياسين، قدمت دوراً مميزاً ومختلفاً عن كافة أعمالها، فلعبت دور الزوجة المتسلطة التي حولت حياة زوجها إلى جحيم حتى يسقط مصاباً بانهيار عصبي نتيجة أفعالها، والفيلم من تأليف علي الزرقاني وإخراج أحمد يحيى.