تجلس الحاجة، نعيمة النجار، تحت شجرة زيتون تضمد جراح ابنها أحمد، الذي أصيب بحجارة المستوطنين في صدره، على أحد قمم الجبال في بلدة بورين، قضاء نابلس، شمال الضفة الغربية.
وأصيب أحمد بينما كان وعائلته يشرعون في قطف ثمار الزيتون، في أرضهم المحاذية لمستوطنة "يتسهار" القريبة من القرية، حيث هاجم مستوطنون المزارعين، الذين يتواجدون على أراضيهم القريبة من المستوطنة.
وعلى غرار أحمد، فإن أكثر من 120 انتهاكاً ضد مزارعين فلسطينيين، تم تسجيلها خلال الأيام الخمسة الماضية، أي منذ البدء بموسم الزيتون، في عدة مناطق تتبع لمدن نابلس ورام الله (وسط) وطولكرم (شمال) وسلفيت (وسط).
وبدأ الفلسطينيون، منذ يوم الأحد الماضي، موسم جني صمودهم في مواجهة الاحتلال، عبر قطف ثمار الزيتون، الذي يعد مصدرَ رزق ورافداً لمداخيل أكثر من 100 ألف عائلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، وسط توقعات بموسم متوسط. وسنوياً، تقوم وزارة الزراعة الفلسطينية، ومجلس زيت الزيتون الفلسطيني، بالتنسيق مع الارتباط العسكري الإسرائيلي، لمنع عصابات المستوطنين من الاعتداء على المزارعين الفلسطينيين، الذين يحضرون إلى أرضهم مرة واحدة كل عام، لقطف الثمار.
وعلى الرغم من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر دوريات له في عدة مناطق، يعتقد أنها ستشكل اشتباكات بين مزارعي الطرفين، إلا أن المستوطنين ينفذون هجمات بحق المزارعين، بحسب المدير السابق لمجلس زيت الزيتون، نبيه الديب، الذي قال، لـ"العربي الجديد": "سنوياً نذهب إلى الارتباط العسكري في كل مدينة، ونزودهم بأماكن وأسماء المزارعين، الذين ينوون التوجه إلى أراضيهم قبيل البدء بموسم الزيتون، إلا أن الاحتلال غالباً ما يكون متواطئاً مع المستوطنين".
وأضاف الديب: "إن الاعتداءات المتكررة، التي ينفذها المستوطنون بحق المزارعين الفلسطينيين، تهدف أساساً إلى الاستيلاء على أراضيهم، تمهيداً لأن تصبح مزارع للمستوطنين، أو أراضي يتم ضمها إلى المستوطنة."
وأكد أحد المزارعين، ممن يتعرضون سنوياً لمضايقات المستوطنين في بلدة عصيرة القبلية قرب نابلس أيضاً، أن العام الماضي شهد قيام المستوطنين بمهاجمة عائلته أثناء موسم قطف الزيتون، مما أدى إلى تعرضه لكسر في يده، ورضوض في أنحاء متفرقة من جسده بسبب اعتداءات المستوطنين.
وأضاف: "هذا العام توجهنا إلى الارتباط العسكري الإسرائيلي قبل أيام من موسم الزيتون، وأبلغونا بعدم التوجه إلى أرضنا المحاذية لمستوطنة مقامة هناك، إلا بمرافقة دورية عسكرية إسرائيلية لهم، وحتى اليوم لا يوجد أي جديد، بل ونخشى التوجه بمفردنا إلى أرضنا".
وواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المزارعين الفلسطينيين، وبأشكال متعددة، أهمها إطلاق خنازير برية على الجبال، التي تعود لمزارعين فلسطينيين، بغرض مهاجمة الفلسطينيين.
وقبل بدء موسم الزيتون للعام الجاري، أطلق جنود الاحتلال عدة خنازير على جبال بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس، بحسب ما أفاد مزارعون وقاطفو زيتون من البلدة، لـ"لعربي الجديد".
وقال مزارعون إن الخنازير البرية هاجمت المزارعين في أراضيهم، وتقوم ليلاً بإتلاف أشجار الزيتون، وتكسير أغصانها.
وأكد وكيل وزارة الزراعة في حكومة التوافق، عبد الله لحلوح، أن لقاءات مكثفة تعقدها الوزارة مع الارتباط العسكري الإسرائيلي لردع المستوطنين وجيش الاحتلال، إلا أن ذلك لا يطبق على أرض الواقع.
وأضاف، خلال اتصال هاتفي مع مراسل العربي الجديد: "نحاول قدر الإمكان أن نقلل من الاعتداءات، التي يتعرض لها المزارعون عبر إرسال متطوعين ووفود أجنبية تشارك في قطف الزيتون مع المزارعين، وهناك بعض النجاحات، التي تحققت في هذا الشأن".
ومنذ عدة سنوات، بدأت وفود أجنبية ومتطوعون، ومؤسسات حقوقية، في مشاركة المزارعين الفلسطينيين في مناطق التماس في قطف الزيتون، مما قلل من حجم الاعتداءات.
وكانت أحدث الاعتداءات، التي تعرض لها المزارعون، ما قام بها مستوطنو "بيتار عليت"، المقامة على أراضي بيت لحم، فأحرقوا عشرات أشجار الزيتون القريبة من سياج المستوطنة في ساعة متأخرة من الأربعاء الماضي، مستغلين حالة الظلام وغياب المزارعين عن حقولهم.
كما قام مستوطنون يتبعون لمستوطنة "إيتمار"، جنوب مدينة نابلس، بسكب مواد كيماوية سامة على أكثر من 50 شجرة زيتون تتبع لمزارعين من بلدة عورتا، قضاء المدينة، مما أدى إلى تلفها بشكل كامل.
وفي إحصائية قدمها وكيل وزارة الزراعة، لـ "العربي الجديد"، فإن خسائر قطاع أشجار الزيتون خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ قرابة 25 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ إجمالي الاعتداءات التي نفذها المستوطنون على القطاع الزراعي ككل قرابة 40 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.
وأكد أن وتيرة اعتداءات المستوطنين، بحق المزارعين الفلسطينيين، ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضية، تزامناً مع التوسع الاستيطاني للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتابع:"خلال السنوات الثلاث الماضية تم تسجيل 2000 انتهاك بحق المزارعين الفلسطينيين، بينما بلغ مجموع أشجار الزيتون، التي تم تدميرها بشكل كامل حتى نهاية الموسم الماضي نحو 50 ألف شجرة.
وأشار إلى أن الوزارة، وبالتعاون مع الجمعيات الزراعية والمؤسسات الدولية، بدأت منذ العام الماضي بزراعة 1.2 مليون شجرة زيتون في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيتم زراعة مليون أخرى خلال العامين القادمين.
وفي قطاع غزة، باشر المزارعون جني الثمار، استعداداً لبيعه، سواء الذي يُخزن في المنازل، أو الذي يؤخذ منه الزيت، في ظل تأكيدات من وزارة الزراعة في غزة بأن الموسم الحالي، الذي بدأ هذه الأيام، سيكون غزيراً وسيحقق اكتفاءً ذاتياً بنسبة 80%.
وكان متوقعاً أن تصل نسبة الاكتفاء إلى 100%، لكن الاحتلال الإسرائيلي ساهم في تقليص ذلك عبر تجريفه مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون، خلال العدوان الأخير على القطاع.
وأرجع المزارع، علي جودة، غزارة إنتاج الموسم الحالي إلى كميات الأمطار، التي تساقطت خلال العام الماضي، متوقعا أن يشهد الموسم إقبالاً كبيراً من المواطنين للشراء مع أسعار بيع تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الداخلية.
وقال جودة لـ "العربي الجديد": "يحتل الزيتون، صنف (السُري)، المساحة الأكبر في القطاع، لسرعة نموه وغزارة الزيت المخزنة في داخله. وبدأ جني ثماره، بينما يُفضل جني باقي الأنواع منتصف الشهر الجاري".
وتعتبر تجارة الزيتون من أهم مصادر الرزق للعديد من العائلات في القطاع، كعائلة عرفات، التي تملك نحو 50 دونماً (الدونم يساوي 1000 متر) في شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع. وقال المزارع، ناجي عرفات (48 عاماً)، إن الأرض، التي نزرعها منذ عام 1995، تشكل مصدر رزق لتسع عائلات، ولكن الاحتلال جرف كل شيء ودمر آبار المياه بهدف إطالة فترة إعادة الحياة للأرض، التي قد تصل إلى عشر سنوات.
وتقدر مساحات الأراضي المزروعة بالزيتون، في غزة، بنحو 38 ألف دونم، مقسمة بين 25 ألف دونم مثمر، و13 ألف دونم غير مثمر، بينما يبلغ متوسط إنتاج الدونم طنّاً، وتتوقع وزارة الزراعة أن يكون إنتاج هذا الموسم 20 ألف طن، بعدما كان متوقعا أن يصل إلى 25 ألف طن، ولكن النسبة تقلصت بعد تجريف الاحتلال وتخريب نحو ثلاثة آلاف دونم.
من جهته، قال رئيس قسم البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، محمد أبو عودة، إن الاحتلال دمرّ خلال عدوانه الأخير نحو 20% من الأراضي المزروعة بالزيتون، سواء بالاستهداف المباشر عبر التجريف، أو غير المباشر من خلال قصف الأراضي الزراعية وتخريب شبكات الري وتدمير آبار المياه، وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم لريّها ومعالجتها طوال فترة العدوان، مما انعكس بالسلب على نسبة الاكتفاء.
وأضاف أبو عودة، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن معدلات الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي، أفضل من المواسم السابقة، وستلبي احتياجات القطاع من زيتون التخليل، بينما قد يظهر بعض العجز في كميات زيت الزيتون، موضحا أن معدلات الإنتاج تختلف من عام لآخر، نظراً للظروف الجوية ورعاية المزارع للأرض.
وأوضح أبو عودة أن وزارة الزراعة أصدرت قراراً بتجميد استيراد الزيتون والزيت من الخارج، إلى حين بيع المنتج المحلي بالأسعار، التي تتناسب مع المزارعين، وبعد تقدير نسبة العجز في السوق المحلية، مشددا على أن أولوية الاستيراد ستكون من مزارعي الضفة الغربية المحتلة، ترسيخا لسياسة دعم المنتج الوطني.
وأصيب أحمد بينما كان وعائلته يشرعون في قطف ثمار الزيتون، في أرضهم المحاذية لمستوطنة "يتسهار" القريبة من القرية، حيث هاجم مستوطنون المزارعين، الذين يتواجدون على أراضيهم القريبة من المستوطنة.
وعلى غرار أحمد، فإن أكثر من 120 انتهاكاً ضد مزارعين فلسطينيين، تم تسجيلها خلال الأيام الخمسة الماضية، أي منذ البدء بموسم الزيتون، في عدة مناطق تتبع لمدن نابلس ورام الله (وسط) وطولكرم (شمال) وسلفيت (وسط).
وبدأ الفلسطينيون، منذ يوم الأحد الماضي، موسم جني صمودهم في مواجهة الاحتلال، عبر قطف ثمار الزيتون، الذي يعد مصدرَ رزق ورافداً لمداخيل أكثر من 100 ألف عائلة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، وسط توقعات بموسم متوسط. وسنوياً، تقوم وزارة الزراعة الفلسطينية، ومجلس زيت الزيتون الفلسطيني، بالتنسيق مع الارتباط العسكري الإسرائيلي، لمنع عصابات المستوطنين من الاعتداء على المزارعين الفلسطينيين، الذين يحضرون إلى أرضهم مرة واحدة كل عام، لقطف الثمار.
وعلى الرغم من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر دوريات له في عدة مناطق، يعتقد أنها ستشكل اشتباكات بين مزارعي الطرفين، إلا أن المستوطنين ينفذون هجمات بحق المزارعين، بحسب المدير السابق لمجلس زيت الزيتون، نبيه الديب، الذي قال، لـ"العربي الجديد": "سنوياً نذهب إلى الارتباط العسكري في كل مدينة، ونزودهم بأماكن وأسماء المزارعين، الذين ينوون التوجه إلى أراضيهم قبيل البدء بموسم الزيتون، إلا أن الاحتلال غالباً ما يكون متواطئاً مع المستوطنين".
وأضاف الديب: "إن الاعتداءات المتكررة، التي ينفذها المستوطنون بحق المزارعين الفلسطينيين، تهدف أساساً إلى الاستيلاء على أراضيهم، تمهيداً لأن تصبح مزارع للمستوطنين، أو أراضي يتم ضمها إلى المستوطنة."
وأكد أحد المزارعين، ممن يتعرضون سنوياً لمضايقات المستوطنين في بلدة عصيرة القبلية قرب نابلس أيضاً، أن العام الماضي شهد قيام المستوطنين بمهاجمة عائلته أثناء موسم قطف الزيتون، مما أدى إلى تعرضه لكسر في يده، ورضوض في أنحاء متفرقة من جسده بسبب اعتداءات المستوطنين.
وأضاف: "هذا العام توجهنا إلى الارتباط العسكري الإسرائيلي قبل أيام من موسم الزيتون، وأبلغونا بعدم التوجه إلى أرضنا المحاذية لمستوطنة مقامة هناك، إلا بمرافقة دورية عسكرية إسرائيلية لهم، وحتى اليوم لا يوجد أي جديد، بل ونخشى التوجه بمفردنا إلى أرضنا".
وواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على المزارعين الفلسطينيين، وبأشكال متعددة، أهمها إطلاق خنازير برية على الجبال، التي تعود لمزارعين فلسطينيين، بغرض مهاجمة الفلسطينيين.
وقبل بدء موسم الزيتون للعام الجاري، أطلق جنود الاحتلال عدة خنازير على جبال بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس، بحسب ما أفاد مزارعون وقاطفو زيتون من البلدة، لـ"لعربي الجديد".
وقال مزارعون إن الخنازير البرية هاجمت المزارعين في أراضيهم، وتقوم ليلاً بإتلاف أشجار الزيتون، وتكسير أغصانها.
وأكد وكيل وزارة الزراعة في حكومة التوافق، عبد الله لحلوح، أن لقاءات مكثفة تعقدها الوزارة مع الارتباط العسكري الإسرائيلي لردع المستوطنين وجيش الاحتلال، إلا أن ذلك لا يطبق على أرض الواقع.
وأضاف، خلال اتصال هاتفي مع مراسل العربي الجديد: "نحاول قدر الإمكان أن نقلل من الاعتداءات، التي يتعرض لها المزارعون عبر إرسال متطوعين ووفود أجنبية تشارك في قطف الزيتون مع المزارعين، وهناك بعض النجاحات، التي تحققت في هذا الشأن".
ومنذ عدة سنوات، بدأت وفود أجنبية ومتطوعون، ومؤسسات حقوقية، في مشاركة المزارعين الفلسطينيين في مناطق التماس في قطف الزيتون، مما قلل من حجم الاعتداءات.
وكانت أحدث الاعتداءات، التي تعرض لها المزارعون، ما قام بها مستوطنو "بيتار عليت"، المقامة على أراضي بيت لحم، فأحرقوا عشرات أشجار الزيتون القريبة من سياج المستوطنة في ساعة متأخرة من الأربعاء الماضي، مستغلين حالة الظلام وغياب المزارعين عن حقولهم.
كما قام مستوطنون يتبعون لمستوطنة "إيتمار"، جنوب مدينة نابلس، بسكب مواد كيماوية سامة على أكثر من 50 شجرة زيتون تتبع لمزارعين من بلدة عورتا، قضاء المدينة، مما أدى إلى تلفها بشكل كامل.
وفي إحصائية قدمها وكيل وزارة الزراعة، لـ "العربي الجديد"، فإن خسائر قطاع أشجار الزيتون خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ قرابة 25 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ إجمالي الاعتداءات التي نفذها المستوطنون على القطاع الزراعي ككل قرابة 40 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.
وأكد أن وتيرة اعتداءات المستوطنين، بحق المزارعين الفلسطينيين، ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضية، تزامناً مع التوسع الاستيطاني للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتابع:"خلال السنوات الثلاث الماضية تم تسجيل 2000 انتهاك بحق المزارعين الفلسطينيين، بينما بلغ مجموع أشجار الزيتون، التي تم تدميرها بشكل كامل حتى نهاية الموسم الماضي نحو 50 ألف شجرة.
وأشار إلى أن الوزارة، وبالتعاون مع الجمعيات الزراعية والمؤسسات الدولية، بدأت منذ العام الماضي بزراعة 1.2 مليون شجرة زيتون في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيتم زراعة مليون أخرى خلال العامين القادمين.
وفي قطاع غزة، باشر المزارعون جني الثمار، استعداداً لبيعه، سواء الذي يُخزن في المنازل، أو الذي يؤخذ منه الزيت، في ظل تأكيدات من وزارة الزراعة في غزة بأن الموسم الحالي، الذي بدأ هذه الأيام، سيكون غزيراً وسيحقق اكتفاءً ذاتياً بنسبة 80%.
وكان متوقعاً أن تصل نسبة الاكتفاء إلى 100%، لكن الاحتلال الإسرائيلي ساهم في تقليص ذلك عبر تجريفه مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون، خلال العدوان الأخير على القطاع.
وأرجع المزارع، علي جودة، غزارة إنتاج الموسم الحالي إلى كميات الأمطار، التي تساقطت خلال العام الماضي، متوقعا أن يشهد الموسم إقبالاً كبيراً من المواطنين للشراء مع أسعار بيع تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الداخلية.
وقال جودة لـ "العربي الجديد": "يحتل الزيتون، صنف (السُري)، المساحة الأكبر في القطاع، لسرعة نموه وغزارة الزيت المخزنة في داخله. وبدأ جني ثماره، بينما يُفضل جني باقي الأنواع منتصف الشهر الجاري".
وتعتبر تجارة الزيتون من أهم مصادر الرزق للعديد من العائلات في القطاع، كعائلة عرفات، التي تملك نحو 50 دونماً (الدونم يساوي 1000 متر) في شرقي مدينة خان يونس، جنوب القطاع. وقال المزارع، ناجي عرفات (48 عاماً)، إن الأرض، التي نزرعها منذ عام 1995، تشكل مصدر رزق لتسع عائلات، ولكن الاحتلال جرف كل شيء ودمر آبار المياه بهدف إطالة فترة إعادة الحياة للأرض، التي قد تصل إلى عشر سنوات.
وتقدر مساحات الأراضي المزروعة بالزيتون، في غزة، بنحو 38 ألف دونم، مقسمة بين 25 ألف دونم مثمر، و13 ألف دونم غير مثمر، بينما يبلغ متوسط إنتاج الدونم طنّاً، وتتوقع وزارة الزراعة أن يكون إنتاج هذا الموسم 20 ألف طن، بعدما كان متوقعا أن يصل إلى 25 ألف طن، ولكن النسبة تقلصت بعد تجريف الاحتلال وتخريب نحو ثلاثة آلاف دونم.
من جهته، قال رئيس قسم البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، محمد أبو عودة، إن الاحتلال دمرّ خلال عدوانه الأخير نحو 20% من الأراضي المزروعة بالزيتون، سواء بالاستهداف المباشر عبر التجريف، أو غير المباشر من خلال قصف الأراضي الزراعية وتخريب شبكات الري وتدمير آبار المياه، وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم لريّها ومعالجتها طوال فترة العدوان، مما انعكس بالسلب على نسبة الاكتفاء.
وأضاف أبو عودة، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن معدلات الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي، أفضل من المواسم السابقة، وستلبي احتياجات القطاع من زيتون التخليل، بينما قد يظهر بعض العجز في كميات زيت الزيتون، موضحا أن معدلات الإنتاج تختلف من عام لآخر، نظراً للظروف الجوية ورعاية المزارع للأرض.
وأوضح أبو عودة أن وزارة الزراعة أصدرت قراراً بتجميد استيراد الزيتون والزيت من الخارج، إلى حين بيع المنتج المحلي بالأسعار، التي تتناسب مع المزارعين، وبعد تقدير نسبة العجز في السوق المحلية، مشددا على أن أولوية الاستيراد ستكون من مزارعي الضفة الغربية المحتلة، ترسيخا لسياسة دعم المنتج الوطني.