يعتبر الفلسطينيون كنيسة مهد المسيح، في مدينة بيت لحم، إرثاً تراثياً لا يمكن التفريط فيه بالتوازي مع مكانته الدينية، وها هم اليوم يعملون على ترميمها
لم تشهد كنيسة المهد في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، منذ مئات السنين، ترميماً شاملاً لكلّ مرافقها، حتى أعلنت لجنة دولية من الخبراء قبل سنوات عن الحاجة إلى ذلك. وبذلك، بدأ الفلسطينيون منذ عام 2012 عملية الترميم الجزئية، إلى أن حصلوا مؤخراً على مباركة من الكنائس الثلاث التي تعتبر مسؤولة عن مهد السيد المسيح، ليجري تفعيل العمل بشكل أكبر، بانتظار اكتمال العملية عام 2019.
يقول مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لشؤون العلاقات المسيحية الدولية والمحلية، زياد البندك، لـ "العربي الجديد" إنّ الكنائس الثلاث وهي بطريركية الروم الأرثوذوكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذوكس، بعد عدم الاتفاق في ما بينها على مسألة الترميم، باركت جميعها مبادرة دولة فلسطين إلى تنفيذ العملية وتولي مهامها.
يؤكد الفلسطينيون من خلال عملية الترميم على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وعلى هدف الحفاظ على التراث والتاريخ الفلسطيني، خصوصاً مع إصدار الرئيس، محمود عباس، مرسوماً بتولي عملية الترميم. فقد تبرع عباس من خزينة الدولة بمليون دولار أميركي في بداية المشروع، ووصلت اليوم إلى 3.7 ملايين دولار من الخزينة.
ومع طرح المشروع لإجراء طلب عطاء (مباراة بين الشركات) للالتزام بالمشروع، تبيّن من خلال الشركة الفائزة أنّ الكنيسة في حاجة إلى الترميم في أكثر من مرفق، لا سيما السقف والجدران والفسيفساء، كونها لم تخضع لمثل هذه العمليات منذ مئات السنين. تبعاً لذلك، جمعت تبرعات للمشروع، نصفها من الفلسطينيين من خزينة الدولة ومن القطاع الخاص والمغتربين، بالإضافة إلى متبرعين من دول أجنبية. ووصل حجم التبرعات إلى 11 مليون يورو.
وبعد توفر الأموال بدأت الشركة الفائزة في عمليات الترميم في مرحلتها الأولى التي شملت تغيير الرصاص في الكنيسة بشكل كامل، بالإضافة إلى الخشب، الذي كان ما بين تسعة وعشرة في المائة منه متآكلاً بشكل كبير نتيجة تعرضه للرطوبة والهواء والعث والسوس. ويقدر عمر هذا الخشب بما يتراوح بين 500 عام و600. كذلك، جرى تغيير جميع النوافذ العلوية في الكنيسة، فقد كانت الأمطار ومعها الهواء يدخلان منها سابقاً ما يشكل خطراً بدوره على محتويات الكنيسة الداخلية.
وبحسب البندك، فإنّ المشروع انطلق بالرغم من عدم استيفاء جميع الأموال اللازمة التي تقدر بـ17 مليون يورو. لكنّ الرئيس الفلسطيني أصرّ على ذلك، وقرر دعمه بقدر المستطاع من خزينة الدولة.
اقــرأ أيضاً
لم تشهد كنيسة المهد في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، منذ مئات السنين، ترميماً شاملاً لكلّ مرافقها، حتى أعلنت لجنة دولية من الخبراء قبل سنوات عن الحاجة إلى ذلك. وبذلك، بدأ الفلسطينيون منذ عام 2012 عملية الترميم الجزئية، إلى أن حصلوا مؤخراً على مباركة من الكنائس الثلاث التي تعتبر مسؤولة عن مهد السيد المسيح، ليجري تفعيل العمل بشكل أكبر، بانتظار اكتمال العملية عام 2019.
يقول مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لشؤون العلاقات المسيحية الدولية والمحلية، زياد البندك، لـ "العربي الجديد" إنّ الكنائس الثلاث وهي بطريركية الروم الأرثوذوكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذوكس، بعد عدم الاتفاق في ما بينها على مسألة الترميم، باركت جميعها مبادرة دولة فلسطين إلى تنفيذ العملية وتولي مهامها.
يؤكد الفلسطينيون من خلال عملية الترميم على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وعلى هدف الحفاظ على التراث والتاريخ الفلسطيني، خصوصاً مع إصدار الرئيس، محمود عباس، مرسوماً بتولي عملية الترميم. فقد تبرع عباس من خزينة الدولة بمليون دولار أميركي في بداية المشروع، ووصلت اليوم إلى 3.7 ملايين دولار من الخزينة.
ومع طرح المشروع لإجراء طلب عطاء (مباراة بين الشركات) للالتزام بالمشروع، تبيّن من خلال الشركة الفائزة أنّ الكنيسة في حاجة إلى الترميم في أكثر من مرفق، لا سيما السقف والجدران والفسيفساء، كونها لم تخضع لمثل هذه العمليات منذ مئات السنين. تبعاً لذلك، جمعت تبرعات للمشروع، نصفها من الفلسطينيين من خزينة الدولة ومن القطاع الخاص والمغتربين، بالإضافة إلى متبرعين من دول أجنبية. ووصل حجم التبرعات إلى 11 مليون يورو.
وبعد توفر الأموال بدأت الشركة الفائزة في عمليات الترميم في مرحلتها الأولى التي شملت تغيير الرصاص في الكنيسة بشكل كامل، بالإضافة إلى الخشب، الذي كان ما بين تسعة وعشرة في المائة منه متآكلاً بشكل كبير نتيجة تعرضه للرطوبة والهواء والعث والسوس. ويقدر عمر هذا الخشب بما يتراوح بين 500 عام و600. كذلك، جرى تغيير جميع النوافذ العلوية في الكنيسة، فقد كانت الأمطار ومعها الهواء يدخلان منها سابقاً ما يشكل خطراً بدوره على محتويات الكنيسة الداخلية.
وبحسب البندك، فإنّ المشروع انطلق بالرغم من عدم استيفاء جميع الأموال اللازمة التي تقدر بـ17 مليون يورو. لكنّ الرئيس الفلسطيني أصرّ على ذلك، وقرر دعمه بقدر المستطاع من خزينة الدولة.
في هذا الخصوص، تشرف شركة إيطالية على عمليات الترميم، بعد فوزها بعطاء تنافست فيه عدة شركات دولية. وجاء اختيار هذه الشركة بالذات نظراً إلى مميزاتها الفنية العالية التي تراعي أحدث المعايير والمواصفات في العمل، خصوصاً أنّ البلدة القديمة في مدينة بيت لحم وكنيسة المهد أدرجتا ضمن قائمة التراث العالمي وفق منظمة "اليونسكو"، فكان المطلوب مراعاة هذه الأصول.
أما بخصوص الإنجازات في العملية حتى اليوم، فيشرح البندك أنّ سقف الكنيسة الرصاصي جرى تغييره بالكامل، بالإضافة إلى 5 في المائة من الأخشاب المحتاجة إلى تغيير كامل. كذلك، جرى تغيير كلّ القصارة (قشرة الجدران) وتقويتها، بالإضافة إلى ترميم نحو 130 متراً مربعاً من الفسيفساء وتقويتها. بالإضافة إلى ذلك، جرى تغيير النوافذ العلوية بشكل كامل عبر تركيب زجاج خاص يحوي فلاتر ضد أشعة الشمس الضارة، وكذلك ترميم الأخشاب الموجودة على الأعمدة الحاملة للكنيسة.
ويبقى في مراحل الترميم إنجاز أعمال نحو 50 عموداً تحمل رسوم قديسين، بالإضافة إلى أرضية الكنيسة. وهي أعمال ما زالت تنتظر التمويل. أما بخصوص مغارة الميلاد، فيؤكد البندك أنّ الكنائس الثلاث المسؤولة عن كنيسة المهد طلبت أن تتولى عملية الترميم هي نفسها، وعدم تدخل أحد غيرها، كونه المكان الأكثر قدسية في الكنيسة.
ويفتخر الفلسطينيون وفق البندك، بأنّ نصف التبرعات كانت من جيوبهم، كونهم يرغبون في الحفاظ على تاريخهم ومستقبلهم، خصوصاً أنّ كنيسة المهد هي الكنيسة الوحيدة العاملة منذ 2000 سنة.
ويشير إلى أنّ القيادة الفلسطينية ترغب في بعث رسالة إلى كلّ العالم، ومن ضمنه البلدان المجاورة، أنّ فلسطين تقف مع تعزيز الحضور المسيحي فيها، على عكس الكثير من الدول القريبة التي تعرض فيها المسيحيون إلى التهجير القسري.
هي صورة أخرى من صور التعايش بين الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، خصوصاً أنّ أطر الترابط في العلاقات الاجتماعية، ومراحل التآخي التي يعيشونها في دولة تقبع تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، ويعيشون فيها معاً كلّ الممارسات والإجراءات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
عمليات الترميم تلك منذ بدايتها حتى اليوم لا تعرقل زيارة المؤمنين إلى الكنيسة للصلاة، بل تفتح كنيسة المهد أبوابها طوال الوقت أمام الجميع، وتستعد مثل كلّ عام لاستقبال وفود الحجيج من كلّ أقطار العالم احتفالاً بعيد الميلاد المجيد.
أما بخصوص الإنجازات في العملية حتى اليوم، فيشرح البندك أنّ سقف الكنيسة الرصاصي جرى تغييره بالكامل، بالإضافة إلى 5 في المائة من الأخشاب المحتاجة إلى تغيير كامل. كذلك، جرى تغيير كلّ القصارة (قشرة الجدران) وتقويتها، بالإضافة إلى ترميم نحو 130 متراً مربعاً من الفسيفساء وتقويتها. بالإضافة إلى ذلك، جرى تغيير النوافذ العلوية بشكل كامل عبر تركيب زجاج خاص يحوي فلاتر ضد أشعة الشمس الضارة، وكذلك ترميم الأخشاب الموجودة على الأعمدة الحاملة للكنيسة.
ويبقى في مراحل الترميم إنجاز أعمال نحو 50 عموداً تحمل رسوم قديسين، بالإضافة إلى أرضية الكنيسة. وهي أعمال ما زالت تنتظر التمويل. أما بخصوص مغارة الميلاد، فيؤكد البندك أنّ الكنائس الثلاث المسؤولة عن كنيسة المهد طلبت أن تتولى عملية الترميم هي نفسها، وعدم تدخل أحد غيرها، كونه المكان الأكثر قدسية في الكنيسة.
ويفتخر الفلسطينيون وفق البندك، بأنّ نصف التبرعات كانت من جيوبهم، كونهم يرغبون في الحفاظ على تاريخهم ومستقبلهم، خصوصاً أنّ كنيسة المهد هي الكنيسة الوحيدة العاملة منذ 2000 سنة.
ويشير إلى أنّ القيادة الفلسطينية ترغب في بعث رسالة إلى كلّ العالم، ومن ضمنه البلدان المجاورة، أنّ فلسطين تقف مع تعزيز الحضور المسيحي فيها، على عكس الكثير من الدول القريبة التي تعرض فيها المسيحيون إلى التهجير القسري.
هي صورة أخرى من صور التعايش بين الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، خصوصاً أنّ أطر الترابط في العلاقات الاجتماعية، ومراحل التآخي التي يعيشونها في دولة تقبع تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، ويعيشون فيها معاً كلّ الممارسات والإجراءات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي عليهم.
عمليات الترميم تلك منذ بدايتها حتى اليوم لا تعرقل زيارة المؤمنين إلى الكنيسة للصلاة، بل تفتح كنيسة المهد أبوابها طوال الوقت أمام الجميع، وتستعد مثل كلّ عام لاستقبال وفود الحجيج من كلّ أقطار العالم احتفالاً بعيد الميلاد المجيد.