27 سبتمبر 2018
فلسطين.. انتفاضات مستمرة
عاد الحدث الفلسطيني لكي يحتلّ الصدارة، بعدما بدا أنه تراجع في الثورات العربية، وغرق في صراعات دموية، تكاد تنسى أن المسألة هي مسألة ثورات نشبت قبل خمس سنوات تقريباً. هذه الثورات التي جعلت فلسطينيين يقولون إنها همّشت القضية الفلسطينية.
لم يكن ممكناً أن تهمّش القضية، فهي في عمق الثورات العربية التي تريد كنس نظم تابعة للإمبريالية، ومتصالحة، أو تريد المصالحة مع الدولة الصهيونية. وأيضاً، لم يكن ممكناً أن تهمّش، لأن الشعب الفلسطيني ليس أمامه من خيار سوى الاستمرار في المقاومة، في مواجهة كيان يريد أن يلتهم كل فلسطين، وبالتالي، أن يدمّر وجوده.
لكن، أظهر الحراك أن الوضع ليس كما كان في الانتفاضة الأولى، ولا حتى كما كان في الانتفاضة الثانية، حيث ظهر عبء وجود السلطة جلياً. السلطة التي وافق الكيان الصهيوني على تشكيلها من أجل "ضبط" الفلسطينيين، وشل مقاومتهم، إضافة إلى تحمل عبء الإدارة المدنية، لكي تريحه. وعلى الرغم من أن حراكاً يحصل في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنه يبدو كاحتكاك مع الحواجز الصهيونية التي تقف عند حدود السلطة. وظهر أن القدس التي هي خارج سيطرة السلطة هي مركز الحراك، ممتداً إلى الخليل بالأساس، فقد ظهر، في السنوات السابقة، أن الأجهزة الأمنية التي تشكلت جزءاً من السلطة واجهت كل حراك في هذه المناطق، حيث أن "العقيدة" التي تدربت على أساسها تقوم على "محاربة الإرهاب"، وليس حماية الشعب الفلسطيني من القتل الصهيوني.
وعلى الرغم من كل تصريحات مسؤولي السلطة، وإظهار وقوفهم مع الحراك، فإن وجود السلطة نفسه بأجهزتها الأمنية هو ما يشكّل مشكلة لتوسع هذا الحراك، ويريح الكيان الصهيوني من إمكانات توسعه. ربما هذه المسألة هي التي أوجدت فصلاً بات واضحاً بين الشباب الذي يخوض الحراك والسلطة. ولكن، أيضاً كل التنظيمات والأحزاب الفلسطينية، وهي الحالة التي حدثت في كل الثورات العربية، حيث باتت الأحزاب "في الخلف"، أو جرى تجاوزها، بينما تولى شباب لم يكن مسيساً تفجير الثورات، و"تنظيمها". وهو الأمر الذي يدمج الحراك الفلسطيني بمجمل الحراك العربي، ويعطيه الأبعاد نفسها، فقد باتت الأحزاب التي تشكلت قبل عقود من الماضي، ظهر هرمها، بينما ينفتح الأفق لبناء بدائل من الشباب الذي انخرط للتو في السياسة.
لكن، ربما أظهر الحراك الراهن مسألة أخرى، هي مرتبطة بدور الشباب بالأساس، حيث ظهر التفاعل في كل فلسطين، وخصوصاً هنا، وهذا هو الجديد بشكلٍ ما، في الأرض المحتلة سنة 1948، وظهر أن الشباب الفلسطيني بات يتجاوز "التقسيم" الذي رُسم منذ قبول حل الدولتين، ومن ثم بعد انفكاك قطاع غزة عن الضفة الغربية، نتيجة التصارع على سلطة ليست موجودة أصلاً. عادت فلسطين هي فلسطين، أي كل فلسطين، وليس الضفة الغربية وقطاع غزة كما رسمت السلطة في سعيها إلى تحقيق حل الدولتين. وهذا يعني كذلك حل "حلم" بتحقيق حل الدولتين الذي أصبح مركز الخطاب الفلسطيني منذ عقود أربعة. بالتالي، عادت فلسطين مشروع تحرر، وأصبح النضال هو شكل المواجهة الأساس، بعيداً عن كل مفاوضة من أجل حل لن يأتي أبداً عبر هذا الطريق.
يبقى أن نقول إن الوطن العربي يسير نحو حراك كبير، مترابط، ومتكامل، وأن نجاحه هو الذي سوف يدعم النضال الفلسطيني الذي بات جزءاً من هذا الحراك، ويسير في المسار نفسه، من حيث تبلور بدائل سياسية وعملية، تستطيع تطوير الصراع وتحقيق الأهداف التي تتعلق بالاستقلال والوحدة والتطور المجتمعي. بالتالي، يمكن القول إن فلسطين عادت إلى وضعها الطبيعي في قلب الصراع العربي ضد الإمبريالية والكيان الصهيوني، ومن أجل الاستقلال والوحدة والتطور والحداثة.
لم يكن ممكناً أن تهمّش القضية، فهي في عمق الثورات العربية التي تريد كنس نظم تابعة للإمبريالية، ومتصالحة، أو تريد المصالحة مع الدولة الصهيونية. وأيضاً، لم يكن ممكناً أن تهمّش، لأن الشعب الفلسطيني ليس أمامه من خيار سوى الاستمرار في المقاومة، في مواجهة كيان يريد أن يلتهم كل فلسطين، وبالتالي، أن يدمّر وجوده.
لكن، أظهر الحراك أن الوضع ليس كما كان في الانتفاضة الأولى، ولا حتى كما كان في الانتفاضة الثانية، حيث ظهر عبء وجود السلطة جلياً. السلطة التي وافق الكيان الصهيوني على تشكيلها من أجل "ضبط" الفلسطينيين، وشل مقاومتهم، إضافة إلى تحمل عبء الإدارة المدنية، لكي تريحه. وعلى الرغم من أن حراكاً يحصل في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنه يبدو كاحتكاك مع الحواجز الصهيونية التي تقف عند حدود السلطة. وظهر أن القدس التي هي خارج سيطرة السلطة هي مركز الحراك، ممتداً إلى الخليل بالأساس، فقد ظهر، في السنوات السابقة، أن الأجهزة الأمنية التي تشكلت جزءاً من السلطة واجهت كل حراك في هذه المناطق، حيث أن "العقيدة" التي تدربت على أساسها تقوم على "محاربة الإرهاب"، وليس حماية الشعب الفلسطيني من القتل الصهيوني.
وعلى الرغم من كل تصريحات مسؤولي السلطة، وإظهار وقوفهم مع الحراك، فإن وجود السلطة نفسه بأجهزتها الأمنية هو ما يشكّل مشكلة لتوسع هذا الحراك، ويريح الكيان الصهيوني من إمكانات توسعه. ربما هذه المسألة هي التي أوجدت فصلاً بات واضحاً بين الشباب الذي يخوض الحراك والسلطة. ولكن، أيضاً كل التنظيمات والأحزاب الفلسطينية، وهي الحالة التي حدثت في كل الثورات العربية، حيث باتت الأحزاب "في الخلف"، أو جرى تجاوزها، بينما تولى شباب لم يكن مسيساً تفجير الثورات، و"تنظيمها". وهو الأمر الذي يدمج الحراك الفلسطيني بمجمل الحراك العربي، ويعطيه الأبعاد نفسها، فقد باتت الأحزاب التي تشكلت قبل عقود من الماضي، ظهر هرمها، بينما ينفتح الأفق لبناء بدائل من الشباب الذي انخرط للتو في السياسة.
لكن، ربما أظهر الحراك الراهن مسألة أخرى، هي مرتبطة بدور الشباب بالأساس، حيث ظهر التفاعل في كل فلسطين، وخصوصاً هنا، وهذا هو الجديد بشكلٍ ما، في الأرض المحتلة سنة 1948، وظهر أن الشباب الفلسطيني بات يتجاوز "التقسيم" الذي رُسم منذ قبول حل الدولتين، ومن ثم بعد انفكاك قطاع غزة عن الضفة الغربية، نتيجة التصارع على سلطة ليست موجودة أصلاً. عادت فلسطين هي فلسطين، أي كل فلسطين، وليس الضفة الغربية وقطاع غزة كما رسمت السلطة في سعيها إلى تحقيق حل الدولتين. وهذا يعني كذلك حل "حلم" بتحقيق حل الدولتين الذي أصبح مركز الخطاب الفلسطيني منذ عقود أربعة. بالتالي، عادت فلسطين مشروع تحرر، وأصبح النضال هو شكل المواجهة الأساس، بعيداً عن كل مفاوضة من أجل حل لن يأتي أبداً عبر هذا الطريق.
يبقى أن نقول إن الوطن العربي يسير نحو حراك كبير، مترابط، ومتكامل، وأن نجاحه هو الذي سوف يدعم النضال الفلسطيني الذي بات جزءاً من هذا الحراك، ويسير في المسار نفسه، من حيث تبلور بدائل سياسية وعملية، تستطيع تطوير الصراع وتحقيق الأهداف التي تتعلق بالاستقلال والوحدة والتطور المجتمعي. بالتالي، يمكن القول إن فلسطين عادت إلى وضعها الطبيعي في قلب الصراع العربي ضد الإمبريالية والكيان الصهيوني، ومن أجل الاستقلال والوحدة والتطور والحداثة.