تشتهر مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة بزراعة العنب بكافة أشكاله، ما يجعل المدينة في موسم الحصاد محط أنظار للتجار والمصدرين والمتسوقين.
ولا يمكن للفلسطينيين ذكر اسم الخليل دون عنبها، فهي على مد النظر مليئة بحقول العنب الخضراء التي تجعل من المدينة مركزا مهما يحمل إرثا تاريخيا، يحمل مع أوراق العنب هوية شعب يُصر على الصمود في وجه كل اعتداءات سلطات الاحتلال عليهم.
ويسرق الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه، مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، سيما مدينة الخليل التي يتفشى فيها الاستيطان بشكل كبير، ويفرض عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي تضييقا خانقا ما يجعل المزارعين يعانون على مدار العام عند توجههم إلى أراضيهم الزراعية، خصوصا تلك القريبة من الطرقات التي يستخدمها المستوطنون أو الحواجز والبؤر الاستيطانية المتطرفة.
في المدينة، أطلقت وزارة الزراعة الفلسطينية بالتعاون مع عدد من المؤسسات في المدينة مهرجان العنب "الشهد في عنب الخليل"، والذي يعود تاريخه إلى حقبة السبعينيات من القرن الماضي؛ بغرض مساعدة المزارعين الفلسطينيين في تسويق منتجات العنب المختلفة إلى بقية مدن الضفة الغربية المحتلة والتصدير إلى دول عربية كالأردن والخليج.
ويقول بدر الحوامدة، مدير زراعة الخليل لـ "العربي الجديد": إن المدينة تضم 22 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالعنب، ويعتاش عليها نحو 5700 عائلة فلسطينية في المدينة، فيما أنتجت في هذا العام قرابة 24 ألف طن من أصناف العنب المختلفة والتي يقدر عددها بـ14 صنفا بألوان وأحجام مختلفة.
اقرأ أيضاً: فلسطين: ابتلاع الأراضي الزراعية يفاقم الفقر
ويهدف المهرجان بحسب الحوامدة، إلى تسليط الضوء على العنب الفلسطيني الذي تشتهر به المدينة، ودعمه كونه المنتج الاقتصادي الأساسي فيها، ومساعدة التجار والمزارعين على تسويق منتجاتهم داخل وخارج فلسطين، في الوقت الذي وضعت فيه وزارة الزراعة خطة لمواجهة عنب الاحتلال.
وأشار إلى أن مدينة الخليل تضم عددا من المستوطنات التي تقوم بزراعة العنب، وتحاول قدر الإمكان إغراق السوق الفلسطينية به والتأثير على المنتج الوطني الفلسطيني، ما دفع وزارة الزراعة إلى محاربة تهريب العنب إلى السوق، ومنع إدخاله بكافة الأشكال، حيث فرضت قانونا يعاقب على ذلك.
واستطاعت المهرجانات أن تؤثر على المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا يصدرون ثمارهم إلى "الخمارات"، حيث تراجعت نسبة تصديره إلى الصفر، بعد عدد من الخطط الثقافية والتوعوية التي يتلقاها المزارع من خلال الجهات التي تعنى بدعمهم.
ويعتبر موسم العنب في مدينة الخليل مناسبة اجتماعية وثقافية للفلسطينيين هناك، فالعنب يدرس في المناهج وينال نصيبا من الأغاني الشعبية والثورية الفلسطينية، وكذلك فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية في حال لو تم تسويقها بشكل جيد.
ويقول مراقبون إن قيمة محصول العنب المنتجة تقترب من 20 مليون دولار، فضلا عن 6 ملايين دولار أخرى يتم الحصول عليها بفضل تسويق أوراق العنب الخضراء.
اقرأ أيضاً: الحكومة الفلسطينية تحيل 28 تاجراً إلى النيابة لتلاعبهم بالأسعار