احتفلت الطوائف المسيحية في فلسطين المحتلة، اليوم الثلاثاء، بعيد الميلاد المجيد، بحسب التقويم الشرقي لتلك الطوائف، في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وشهدت المدينة أجواء احتفالات بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، فيما تزيّنت ساحة كنيسة المهد بشجرة ميلاد، إضافة إلي الزينة التي علقتها الطوائف المسيحية الأربع، وهي: الروم الأرثوذكس، والسريان، والأحباش، والأقباط، حيث شهدت ساحة الميلاد وصول مواكب المطارنة على التوالي، وكلّ أقام قداسه داخل الكنيسة بحسب طقوسه الدينية المتعارف عليها.
بدورهم، تمنى مطارنة الطوائف الثلاث، خلال قداساتهم الدينية على بلاط مهد المسيح، أن يعم الأمن والسلام فلسطين، وأن ينال شعبها حقوقه الكاملة، ويقيم دولته المستقلة المكفولة دوليا وعاصمتها القدس الشريف.
من جهة أخرى، امتنعت طائفة الروم الأرثوذكس عن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، احتجاجا على السياسة التي يتبعها بطريرك الطائفة "ثيوفولوس الثالث"، والتي كان آخرها صفقته مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي (صفقة مار لياس) وتسريب أملاك وأراض تعود ملكيتها للطائفة، إضافة إلى سياسته العنصرية ضد المطارنة العرب.
وقال صالح البندك من الشباب العربي الأرثوذكسي لـ"العربي الجديد" إن شباب الطائفة قاطعوا اليوم موكب البطريرك "ثيوفولوس" ونظموا وقفتين احتجاجيتين عند دوار العمل الكاثوليكي لحظة مرور الموكب من وسط المدينة، ورددوا على مسمعه هتافات تطالب برحيله ورفعوا في وجهه شعارات "غير مستحق" وهي شعارات دينية ترفع في وجه البطريرك غير المرغوب فيه ضمن طقوس تلك الطائفة.
فيما تجمع المئات من أبناء الطائفة الأرثوذكسية في ساحة المهد لحظة دخول موكب البطريرك إلى الكنيسة ورددوا هتافات تطالب بتغييره وتنحيته، إضافة إلى رفع الشعارات ذاتها التي رفعت في وسط المدينة، مقاطعين القداس الذي أقامه. وبحسب البندك، فإن الروم الأرثوذكس العرب لم يدخلوا إلى الاحتفال مع البطريرك.
وأشار إلى أن طقوس الاحتفالات المعتادة، مثل الزينة وفرق الكشافة التي تتقدم المواكب، خرجت اليوم فقط من أجل مدينة بيت لحم، مؤكدا على أنها لم تخرج من أجل الاحتفال بموكب البطريرك المتهم بتسريب الأراضي لصالح شركات الاستيطان الإسرائيلية، موضحا أن العشرات حضروا من قرى وبلدات مختلفة من الضفة الغربية المحتلة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ومن أجل فرحة أطفالهم، متجاهلين وجود البطريرك في المدينة.
ولفت البندك إلى أن الشباب العربي الأرثوذكسي سوف يستمر في سلسلة الاحتجاجات ضد البطرياك مسرب الأراضي بالتعاون مع المؤسسات الأرثوذكسية حتى إسقاطه.