فلسطيني يحتفظ بوثائق من مائتي سنة لملكية أرضه

01 سبتمبر 2016
+ الخط -
وُلد الفلسطيني يوسف الشحاتيت قبل النكبة بستة شهور، إلا أن أملا كبيرا في العودة إلى مسقط رأسه لم يفارقه قط، وفي جعبته أوراق ثبوتية تثبت ملكيته للأرض وما عليها، تعود تواريخها إلى أكثر من مائتي عام.

لديه رغبة جانحة في أن يذرف الدموع، تظهر في نبرة صوته وهو يقول لـ"العربي الجديد"، إنه سيحتاج الكثير من الوقت حتى تضمد جراحه وآلامه من فراق أرضه وموطنه، لكن غبار الوثائق التي يملكها يُبقي عنده أمل الرجوع الذي لم يتحقق بعد.

يعيش يوسف الشحاتيت (69 عاما) في قرية البرج، إحدى القرى الحدودية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ببلدة دورا جنوبي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو يملك أكثر من 400 دونم في قرية الزعق المهجرة والقريبة من مدينة الخليل.

يحتفظ الشحاتيت بـ"طابو" الأرض باللغات العربية والعبرية والإنكليزية، إضافة إلى أوراق تثبت ملكيته لها من العهد التركي، وإثباتات دفع الضرائب وبراءة الذمة، وكلها باعتراف الحكومة البريطانية التي كانت تحتل الأرض، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي جاءت بعدها.

مخطط الأرض وأوراق الضرائب، ضمن عشرات الأوراق التي يحتفظ بها، ومنها ما تجاوز عمره المائتي عام، أولا لأن الأمل في العودة لم ولن يغادره، إضافة إلى أنه يريد أن يثبت للعالم زيف وجود الاحتلال في فلسطين بأوراق ملكية يملكها العرب الفلسطينيون قبل أي وجود يهودي فيها.

على الأوراق الثبوتية طوابع فلسطينية قديمة، وتواقيع أردنية وأخرى بريطانية، وكثير من تواقيع الضرائب التابعة للاحتلال، عدا عن بعض الوثائق المكتوبة باللغة العثمانية التركية القديمة.



"أريد أن أعود إلى أرضي. الأراضي المحيطة تحولت إلى بيارات زراعية، بينما تزرع أرضي بالشعير والقمح. ما زلت أملكها. خرجنا منها بقوة السلاح" يقول الشحاتيت وعيناه شاخصتان إلى الأوراق التي ينتظر منها أن تعيده إلى أرضه.

يخشى المسن، الذي يأخذه الحنين إلى أرضه، أن يحاول الاحتلال الإسرائيلي الوصول إلى تلك الوثائق التي يملكها، وهي الإرث الوحيد الذي يثبت ملكية الفلسطينيين لأرضهم قبل النكبة وبعدها. "المفاوض الفلسطيني لا يعرف أين نعيش، ولا يعرف بتلك الأوراق" يعقب الشحاتيت على مسار المفاوضات وما كان ينتشر عنها من أخبار تتعلق بتبادل الأراضي.

ويقول للمفاوض الفلسطيني إنه لن يتنازل عن أرضه مهما حدث، ولن يقبل بالتعويض المادي ولا تبادل الأراضي، "لن أنصاع لما يقوله المفاوضون الفلسطينيون".

يريد الرجل أن يثبت بأوراقه للعالم أن الأرض سُرقت تحت تهديد السلاح، وأن الفلسطينيين أحق بأرضهم ولهم حق العودة إليها، مشيرا إلى الوثائق التي تثبت صحة ما يقوله.

رفض الشحاتيت، كافة محاولات الاحتلال لإغرائه، كما رفض كل البدائل التي قُدمت إليه، ويفكر، إذا ما عثر على جهة قانونية موثوقة، في المطالبة بريع أرضه التي يزرعها الاحتلال حتى يومنا هذا.