عبّر عدد من أبناء الجالية الفلسطينية في بغداد عن رفضهم استلام سلة غذائية مقدمة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بسبب سياسات الحصار التي يفرضها على قطاع غزة، فضلاً عن طريقة توزيع تلك المساعدات.
وقال فلسطينيون لـ"العربي الجديد"، إنهم رفضوا تسلم السلة الغذائية التي تقدمها السفارة الفلسطينية في بغداد، والتي تضم علبة جبن وكيسين من المعكرونة وقنينة زيت طبخ، وكيلو سكر وعلبتي معجون طماطم، والتي لا تتجاوز قيمتها الإجمالية 5 آلاف دينار عراقي (نحو 3 دولارات).
وعبر فلسطينيون عن سخطهم من ممارسات رافقت عملية توزيع السلال الغذائية، واعتبرها بعضهم مذلة، ما جعل الغالبية العظمى منهم يغادرون المكان تاركين السلال الغذائية وراءهم، وعلل بعضهم ذلك بأنها كتب عليها "إهداء من السيد رئيس دولة فلسطين محمود عباس".
وقال الفلسطيني أحمد محمود (43 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إنها "طريقة سخيفة للغاية، لم أذهب للحصول على مساعدة، لكن قادني الفضول لمشاهدة المسرحية، وحزنت كثيراً لما عاينت أسلوب التوزيع، لكن عندما رأيت ردة فعل الفلسطينيين فرحت. شعب الجبارين فعلاً. كان الأولى بعباس أن يتوقف عن إيذاء أهل غزة، بدلاً من كيس المعلبات هذا".
وقال فلسطيني آخر، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "أتوقع أن عباس حصل على مساعدات مالية باسم الفلسطينيين في العراق، وأنه قام بشراء تلك المساعدات الغذائية التافهة بجزء منها، واحتفظ بالباقي".
وقوبل الموضوع بردود أفعال كبيرة من الفلسطينيين في العراق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت مريم العلي: "نعيش غرباء منذ 70 سنة، وحيثما كنا فنحن تعساء في يقظتنا وفي أحلامنا نتيجة عدم وجود قيادات تسعف جراحات شعبها ولو بكلمات طيبة".
وقال خالد عساف: "الخزي والعار لرئيس يبعث كيس مساعدات يحمل ورقة أكبر منه عليها اسمه، ما هدفه من ذلك. نحن لا نحتاج كيس شعيره، أين كان طيلة كل تلك السنين، هل استيقظ ضميره فجأة بهذا الكيس الصغير؟ حقنا العودة إلى أرضنا يا سيادة الرئيس".
ويعيش في العراق آلاف الفلسطينيين ممن لم يحالفهم الحظ في مغادرة البلاد بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، وتعرض المئات منهم إلى عمليات قتل وخطف ممنهجة على يد فصائل ومليشيات مسلحة.