فعاليات ضد الإسلاموفوبيا في باريس

10 ديسمبر 2017
تنامي الاسلاموفوبيا في أوروبا مدعاة للقلق(العربي الجديد)
+ الخط -


تنطلق في باريس اليوم الأحد، 10 ديسمبر/كانون الأول، فعاليات "اليوم الدولي ضد الإسلاموفوبيا" بنسخته الرابعة وبمشاركة أكثر من 20 نقابة وجمعية وحزباً سياسياً وحضوراً واسعاً من أبناء الجالية العربية والمسلمة في أوروبا.

تنتظم الفعالية تحت شعار "ماكرون أو حالة الاستثناء الدائمة". ويعتبر القائمون على اليوم السنوي، لمواجهة تزايد الكراهية ضد المسلمين في القارة الأوروبية، وفرنسا بشكل خاص، أنه "ينعقد في ظل ظروف بالغة الصعوبة، بسبب السياسة الاجتماعية والتقشفية التي تقودها الحكومة الفرنسية الحالية، وآثارها المدمرة على المدارس والجمعيات الحيوية في الأحياء الشعبية. وهو ما يشبه حربا اجتماعية يقودها ماكرون ضد الطبقات الشعبية".

وبالنسبة للمشاركين فإن فرنسا باتت تطبق سياسة هجرة صارمة من خلال تجريم عمليات التضامن مع المهاجرين والتنكر لحقوقهم، إلى جانب تشديد الأحكام الصادرة بحق فرنسيين ساعدوا مهاجرين ولاجئين "ما يعزز من كراهية الأجانب وتنعكس سلبا على المواطنين المسلمين على وجه الخصوص، الذين يعانون العنصرية والإسلاموفوبيا"، بحسب بيان منظمي المؤتمر وصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد".

وإذا كان المشاركون يعبرون عن ارتياحهم للتخلص من شخصيات تزرع الكراهية والتمييز بين الفرنسيين، ومنهم مارين لوبين وفرنسوا فيون ومانويل فالس، إلى جانب الأزمة الوجودية لليمين المتطرف والعنصري، رغم تحقيقه 33 في المائة في الانتخابات السابقة، إلا أنهم يرون أن "ثمة آخرين يزدهرون من خلال هجماتهم على الإسلام، وانتشار شبكات عنصرية كانت تشتغل داخل الدولة فترة رئاسة فالس للحكومة".
ومن الملاحظ أن من يعارضون العنصرية ضد المسلمين في فرنسا يتعرضون لضغوط كبيرة حتى في الجامعات، بحظر ندواتهم ومضايقات ضد جمعيات نسوية مسلمة عبر الشبكة العنكبوتية.

وتبدو في بيان المنظمين أن " الإجراءات التي استهدفت العرب والمسلمين في الفترة بين 2015 و2016 وصلت إلى نحو 4200 حالة تفتيش إداري، ولم تؤدّ في أقلّ من 1 في المائة، إلى إجراءات قضائية مرتبطة، حقيقة، بالإرهاب".
وينتقد هؤلاء حالة الطوارئ وإجراءاتها "وخصوصا تلك التي تسمى (زيارات منزلية) وفرض مناطق للتفتيش تمتد إلى مسافة 20 كيلومتراً".

ويشارك في النقاش حول "قوانين مكافحة الإرهاب"، الباحث والمحلل السياسي، فرنسوا بورغات، والأنثروبولوجي ألان بيرتو، وحول " الهدف من هذه القوانين، وبشكل خاص، من قانون 11 أكتوبر/ تشرين الأول" حسينة مشاي، سهام زين وميشيل توبيرا، رابطة حقوق الإنسان، وليلى شريف وجونيفييف غاريغوس.

وعن "الهجوم الهوياتي ضد الحريات العمومية"، يشارك جامعيون من بينهم لوديفين راتينيي وأوليفيي لوكور غراندميزو، ونصيرة كنيف وأناييس فلوريس وإيريك فاسان.
وعن "لماذا يريدون إسكات المناضلين ضد العنصرية؟"، يشارك عالم الاجتماع، سعيد بوعمامة، والناشطة ضد العنصرية سهام أصباغ، وعتيقة طرابلسي وإيميلين فاغوت، وفرنكو لوليا، وأسمهان شودير، إضافة إلى تنظيم ورشتين حول "مكافحة التمييز داخل الشركات وتحليل نتائج قانون الشغل" و"وصم المناطق: من سان دونيه (الفرنسية) إلى مولينبيك (البلجيكية)".

ويذكر بيان القائمين على اليوم الدولي ضد الإسلاموفوبيا أن " شابا أسود أو عربيّاً معرّضٌ للتفتيش، أكثر من أي شاب آخر بعشرين مرة، وهذا الإجراء يقوم بشرعنة التفتيش المرتكز على لون سحنة الوجه".

ثم ندوة أخيرة، "آفاق"، ويشارك فيها الباحث محمد مروان، مدير التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، وميشيل سيبوني، المناضلة اليهودية ضد الصهيونية ومن أجل السلام في الشرق الأوسط، وعمر سلاوتي، المناضل من أجل حقوق المهاجرين وضد العنف البوليسي.
ومثل كل الأيام الدولية السابقة يُراهِن المنظّمون على حضور كثيف، خصوصا وأن التحديات، مثلما الأسئلة، كثيرة ومتشعبة.


الهوية في زمن الإسلاموفوبيا(العربي الجديد) 

 

المساهمون