وقعت العشرات من الصحف والمواقع الإلكترونية والبرامج الحوارية المصرية في فضيحة مهنية مدوية، بعد أن تداولت جميعها على مدار الساعات الماضية، اسم المهندس محمد وجيه عبد العزيز كمرشح بارز لتولي حقيبة النقل، خلفاً للوزير المقال هشام عرفات، على خلفية حادث اصطدام "جرار" قطار في أحد أرصفة "محطة مصر"، أودى بحياة العشرات من القتلى والجرحى.
البداية كانت مع تغريدة نشرها خالد وجيه على حساب باسم "خالد عنخ آمون الأول" بموقع "تويتر"، لمدة ساعة وربع الساعة قبل حذفها، ادعى فيها أن "المهندس محمد وجيه عبد العزيز مرشح قوي جداً لوزارة النقل، كونه حصل على أوسمة من فرنسا، وأحدث طفرة في قطاع النقل والسكك الحديدية في السويد على مدار الثمانية عشر عاماً الأخيرة".
التغريدة لاقت صدى واسعاً على موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، وتلقفها الصحافيون المكلفون بتغطية فعاليات مجلس الوزراء المصري، ووزارة النقل، ليصنعوا منها أخباراً رئيسية نقلاً عن "مصادر مطلعة"، من دون التأكد من صحة المعلومة، أو البحث في سيرة المرشح "المزعوم" للحقيبة الوزارية، والذي تبين في ما بعد أنه توفي منذ أحد عشر عاماً كاملة.
وسارعت المواقع الإلكترونية المملوكة لصحف "الشروق" و"التحرير" و"البوابة نيوز" و"الأخبار"، وغيرها من المواقع الحكومية أو الخاصة، إلى حذف الخبر، من دون الاعتذار للقارئ عن هذه الفضيحة المهنية، وذلك بعد أن نشرتها بشكل عاجل و"حصري" أمس، ونقلها عنها برامج شهيرة مثل برنامج "على مسؤوليتي" للإعلامي أحمد موسى على فضائية "صدى البلد"، وبرنامج "الحكاية" للإعلامي عمرو أديب على فضائية "إم بي سي مصر".
وكتب خالد وجيه على حسابه بموقع "تويتر"، اليوم، معلقاً "الكارثة فين؟ إن دي تويتة من تأليفي، وإن محمد وجيه عبد العزيز يبقى والدي الله يرحمه، واللي توفي من 11 عاماً، وماكانش مهندس ولا خبير في السكك الحديدية"، متابعاً "حبيت أثبت لكل الناس إن (تويتر) مركز قوي للشائعات. وإن مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا حاجة ممكن تخرب بيوت وبلاد وشعوب"، على حد تعبيره.
وأضاف وجيه: "تركت التغريدة لمدة ساعة و13 دقيقة بالضبط وحذفتها، وبعد ساعة ونصف الساعة بدأت في الانتشار على (تويتر)، وكل واحد كتب المعلومة نقلاً عن مصادره الموثوقة، وأخذ السبق فيها"، مستطرداً "فجأة لاقيت عمرو أديب يذيعها نقلاً عن الشروق، وأحمد موسى يذيعها على أن التعيين هايبقى خلاص رسمي، ومعاه ضيف مهم يؤكد المعلومة عشان نشرت على مواقع إخبارية رسمية، واستحالة تكون غلط!".