فضيحة رياضية في المغرب

13 مارس 2015
+ الخط -
شهد مركب مولاي عبد الله في الرباط، في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حدثاً شغل الرأي العام الوطني والدولي شهوراً، ذلك المشهد الذي ظهر فيه لاعبو كرة القدم يسبحون في برك مائية، تجمعت في أحد جوانب الملعب الذي احتضن أكبر الملتقيات الكروية الدولية، كأس العالم للأندية في نسخته الحادية عشرة، بعدما تداولت تلك الصور على نطاق واسع بين نشطاء مغاربة، تدحرجت ككرة الثلج إلى أن وصلت إلى أعلى سلطة في البلاد، تدخل العاهل المغربي، وأعطى تعليماته بابتعاد وزير الشباب والرياضة المغربي، محمد أوزين، عن جميع النشاطات التي لها علاقة بكأس العالم للأندية، وباشرت لجنة بين وزارية التحقيق في ملابسات الفضيحة، لتحديد الجهات المسؤولة. وبموازاة ذلك، شهد المغرب غلياناً شعبياً، إثر الفضيحة التي قيل عنها، آنذاك، إنها أساءت إلى صورة المغرب دولياً، وأسال ذلك مداداً كثيراً، وتصدرت الفضيحة عناوين كبريات الصحف المغربية، في مشهد يصعب استيعابه لعدة اعتبارات، أبرزها أن نتائج التحقيق لم تكن، آنذاك، قد ظهرت، مما يبدو مجحفاً أو فعلاً متسرعاً اتهام جهة ما، وتوجيه سهام التجريح لها، من دون التوفر على ما يكفي من الأدلة لإدانتها.

وفي الأيام الأولى من العام الجاري 2015، فوجئ الرأي العام المغربي بالقرار الملكي الذي قضى بإعفاء وزير الشباب والرياضة من منصبه، بناءً على ملتمس تقدم به الوزير إلى رئيس الحكومة، يطلب إعفاءه من منصبه، هذا ما جاء في بيان للديوان الملكي، صدر بعد إعفاء الوزير من مهامه من على رأس وزارة الشبيبة والرياضة المغربية. وفي المقابل، كانت التحقيقات، في طور الإنجاز وقيد التدقيق، تحقيقات شملت التدقيق في مبالغ كبيرة ومهمة لصفقات أبرمتها وزارة الشباب والرياضة، على عهد الوزير محمد أوزين، وبلغت نحو 22 مليار درهم.
وفوجئنا، بداية الأسبوع الحالي بظهور نتائج التحقيق الذي ترأسته وزارة الداخلية، في ما عرف بفضيحة مركب مولاي عبد الله، وبرّأت نتائج التحقيق الوزير، ونفت أن تكون له أي علاقة بما شهده مركب مولاي عبد الله وكأس العالم للأندية، فيما تم توجيه اتهامات وإدانات إلى سبعة من كبار موظفي وزارة الشبيبة والرياضة، سبق لبعضهم أن أقاله الوزير السابق، بعد تفجّر الفضيحة.
ما استأثر باهتمامي وبتساؤلات كثيرين، والنقطة التي تبقى محل استفسار وغموض، أن موضوع تبرئة الوزير وظهور نتائج التحقيق، لم تتحدث عنها منابر إعلامية كثيرة، وحتى التي تطرقت إليه، اقتصرت على إشارة إلى ذلك، بشكل غير واضح، والسؤال الذي يطرحه كذلك كثيرون، من سيعيد الاعتبار إلى الوزير المعفى، بعدما تأثرت صورته سلبياً، كشخصية عمومية، وأثرت في مساره السياسي؟

2E63B9A3-EF1E-46F6-A1E0-B034637ED96A
2E63B9A3-EF1E-46F6-A1E0-B034637ED96A
محمد لعبيدي (المغرب)
محمد لعبيدي (المغرب)