فضيحة جديدة.. بلير وسيط بين الإمارات ودول العالم

25 يونيو 2014
بلير ومحمد بن زايد (نيكولاس عصفوري/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز": إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أصبح وسيطاً سياسياً وتجارياً، يعمل خلف الكواليس بين حكومة الامارات ودول العالم، مشيرة في هذا الصدد الى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أصبح شخصية مثيرة للجدل في المحيط السياسي البريطاني ويواجه انتقادات من تيارات اليمين واليسار.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن بلير ينوي فتح مكتب في إمارة أبوظبي ضمن خطوة لتوسيع دوره "خلف الكواليس كوسيط سياسي وتجاري في الشرق الاوسط".

ونسبت الصحيفة في تقريرها لصديق توني بلير القول "إن رئيس الوزراء البريطاني من المقربين لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الذي يشاطره انتقاده الصارخ للجماعات الاسلامية". مشيرة في هذا الصدد الى أن سمعة توني بلير في منطقة الشرق الاوسط أصبحت مثيرة للجدل.

وحسب التقرير: لدى توني بلير عقد تجاري لتقديم الاستشارات لشركة "المبادلة" الاماراتية، التي تدير جزءاً من الثروة السيادية لحكومة أبوظبي، كما أنه يدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يقف ضد الاخوان المسلمين، والذي أصدر حكماً يوم الاثنين الماضي على ثلاثة من صحافيي "قناة الجزيرة" بالسجن سبع سنوات.

وقال التقرير" بعض المطلعين على الاعمال، التي يقوم بها توني بلير أبلغوا ذي فايناشيال تايمز، أنه كلف مجموعة من الخبراء بكتابة تقرير عن تنظيم الاخوان المسلمين والاتهامات الموجهة لهم من قادة الجيش المصري، ومناصريهم الخليجيين بالتورط في عمليات الارهاب".

وذكر التقرير، أن مساعدي بلير قالوا: إن "التقرير - الوثيقة" طلب بلير كتابته لاستخدامه الشخصي، كما يصر متحدث باسم حكومة أبوظبي، إن حكومة أبوظبي لم تكلف أحداً بكتابة مثل هذا التقرير. ولكن بعض المطلعين على التقرير، قالوا، إنه كتب لمصلحة قادة حكومة أبوظبي. ونسبت الصحيفة الى أحد مساعدي بلير القول "السيد بلير لا يسعى الى الحصول على عقود تجارية في منطقة الشرق الاوسط".

وبينما لم يوقع بلير بعد، على تأسيس مكتب له في أبوظبي. قال أحد مساعديه " من المنطقي أن يكون لدى بلير وجود دائم في إمارة أبوظبي، حتى يتمكن من خدمة عقوده الحالية مع الحكومة الاماراتية، بما في ذلك عقوده مع حكومتي كازاخستان ورومانيا".

ونسبت الصحيفة الى مصادر أخرى مطلعة على خطط بلير القول "إن توني بلير يسعى الى العمل كوسيط بين إمارات الخليج الغنية، وبقية بلدان العالم الاخرى". وذكرت الصحيفة أن أكبر عقود بلير في الشرق الاوسط، كان العقد الذي نفذه بالكويت وكان يهدف الى إدخال إصلاحات على مكتب رئيس الوزراء الكويتي في عام 2009، ولكن هذا العقد أنتهى في عام 2012.

كما نسبت الصحيفة الى مصدر يعرف جيداً توني بلير"إنه يرى فرصاً كبيرة "مؤسسة طوني بلير وشركائه" الاستشارية في منطقة الخليج. وهذه الشركة مسجلة في لندن، وهي الجناح التجاري لتوني بلير التي تمنح الاستشارات للشركات والنصح بشأن الاصلاح للحكومات.

وتعرض بلير خلال الاسبوع الماضي، لانتقادات واسعة من التيارات السياسية اليمينية واليسارية في بريطانيا عقب دفاعه عن الغزو الاميركي للعراق. وقال التقرير: إن الانتقادات لم تثن بلير عن استخدامه شبكة علاقاته الواسعة لتمتين علاقاته في منطقة الشرق الاوسط، بما في ذلك مع حكومة الامارات، التي ضعفت علاقاتها مع بريطانيا بعد رفض الأخيرة اتخاذ موقف معادٍ للاحزاب الاسلامية في المنطقة العربية.

وذكرت الصحيفة أن توني بلير دعم في خطاباته الانقلاب العسكري في مصر الذي أقصى الرئيس المنتخب محمد مرسي عن الحكم. ووصف بلير الانقلاب المصري في أحد خطاباته بأنه "عملية إنقاذ مهمة لشعب مصر". وقالت: "إن هذا الموقف متوافق تماماً مع موقف حكومة الامارات".

وأشارت الى أن تقرير توني بلير عن الجماعات الاسلامية الذي كلف خبراء بكتابته، مغاير للتحقيقات الحالية التي تجريها الحكومة البريطانية عن تنظيم الاخوان المسلمين، والتي من غير المتوقع أن ترضي طموحات حكومة الامارات باتخاذ إجراءات بحظر جماعة "الاخوان المسلمين".

ونقلت "فايننشيال تايمز" عن بعض الأشخاص المطلعين على التقرير، الذي يعده بلير عن الأخوان المسلمين، قولهم بأنه يساعد أبو ظبي في تقديم الإستشارات في مجال الإصلاح الاقتصادي للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأن بلير كان قد اجتمع بالسيسي في يناير/ كانون الثاني. ونقلت الصحيفة عن أحد المطلعين على هذا الأمر قوله إن "المسؤوليين في أبو ظبي يرغبون في أن يساعدهم بلير في إقناع السيسي بضرورة الإصلاح الاقتصادي، لأن السيسي ربما قد يعجب بشخصية طوني بلير".

ونسبت الصحيفة الى دبلوماسي على علم بالتقرير، إن بلير سيستخدم التقرير لتوعية المجتمع البريطاني والدول الغربية بـشأن "خطر الاخوان المسلمين". وقالت: إن مكتب بلير لم يعلق، حول ماذا كانت الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس مكتبه سابقاً ألستير كامبل الى القاهرة، هل كانت بتكليف منه أم لا؟

وقالت الصحيفة: إن حكومة أبوظبي لم تكن راضية عن موقف الحكومة البريطانية من تنظيم "الاخوان المسلمين". وعبرت عن عدم الرضا هذا، بإبعاد شركة "بريتش بتروليوم" من مزاد لتمديد إنتاج إحدى آبار النفط في أبوظبي، رغم الجهود التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمصلحة الشركة البريطانية.

كما أن حكومة الامارات رفضت شراء المقاتلة الاوروبية "تايفون" وأنهت التعاقد مع عشرات المستشارين البريطانيين الذين كانوا يعملون في تدريب الجيش الاماراتي. وقالت: إن العلاقات البريطانية-الاماراتية شهدت مزيداً من التوتر في بداية العام الجاري حينما منحت الحكومة البريطانية حق اللجوء السياسي لثلاثة إماراتيين أعضاء في جمعية الاصلاح التي تقول حكومة الامارات، إنها مرتبطة بالاخوان المسلمين.

دلالات
المساهمون