فضائح فرانسوا فيون تهدد بإقصائه من الانتخابات الرئاسية الفرنسية

01 فبراير 2017
الفضائح تلاحق فرانسوا فيون (فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن الحريق في حزب "الجمهوريون" اليميني حقيقيّ وجديّ، وبدأت ملامحه تتضح على أكثر من مستوى.

فإذا كانت صحيفة "لوكنار أونشينيه" الأسبوعية الساخرة هي التي حازت السبقَ في ما أصبح يعرف، بـ"بينيلوبي غيت"، أي بخصوص عمل وهميّ (منصب شبح) لزوجة فرانسوا فيون ملحقة برلمانية له، ثم ملحقة برلمانية للنائب الذي خلفه بعد أن أصبح فيون رئيساً للحكومة، جنت بمقتضاه بينيلوبي فيون مبلغ 600 ألف يورو، وهو خبر تناقلته وسائل الإعلام، ثم سرعان ما دفع صحفاً أخرى للبحث في ماضي هذا المرشح، الذي لم ينفك يدعو إلى تخليق الحياة السياسية، والذي يدعو الفرنسيين للعمل بدل انتظار مساعدات من الدولة، فقد كشف موقع "ميديا بارت" الإخباري عن فضائح جديدة، تتعلق باستغلال المرشح لأموال في مجلس الشيوخ (الغرفة البرلمانية الثانية).

في المقابل، يصر المرشح فرانسوا فيون على تبرئة نفسه، رغم أن القضية أصبحت، الآن، بين أيدي القضاء الفرنسي. فقد أكّد في لقاء مع القناة الأولى ثم في لقاء جماهيري، شارك فيه الآلاف من أنصاره على براءته الناصعة، مهدداً بمحاكمة كلّ من يشهّر به أو بعائلته، ولم يفته أن يستعرض فقرات تتماهى مع البلاغة الديغولية: "من قلب إلى قلب، ومن إرادة إلى أخرى، نسير في الأمام باستقامة، نحو النصر، في اتجاه العظمة، وفي اتجاه الفرنسيين، وسنأخذهم معنا ونَقودَهُم، ونكون معاً، فرنسا العاملة، فرنسا الواقفة، فرنسا العصيّة على الكسر، فرنسا المُقاوِمة، فرنسا الحرة".

صحيفة "لوكنار أونشينيه" لم تتوقف عند سبقها الصحافي الأول، بل كشفت في طبعتها، اليوم الأربعاء، أن بينيلوبي فيون حصلت على مبلغ يتجاوز الـ900 ألف يورو، نظير "سبع سنوات من السعادة الإضافية في البرلمان"، كما تقول الصحيفة الساخرة، فيما حصل اثنان من أبنائها على مبلغ 84 ألف يورو، نظير عملهما ملحقين برلمانيين لوالدهما.


ولا يدري فرانسوا فيون ولا طاقمه الانتخابي السبيل للخروج من هذا النفق المظلم، ولا كيف يمكن وضع حد لهذه الاعترافات والفضائح، التي طاولته وزوجته وأبناءه، أي "العائلة الذهبية"، كما تكتب صحيفة "ليبراسيون" ساخرة، وهو نفق مظلم، لا يرى مدير صحيفة "ليبراسيون" طريقة للخروج منه. ورغم أنه يعترف أن القضاء يميل أكثر للمُتَّهَم، "إلا أنّ طريقة الدفاع الكارثية التي اتبعها فرانسوا فيون أمام الرأي العام الفرنسي بدأت تنقلب عليه، إذ ظهر تناقض في حديثه عن ابنيه المحاميَين اللذين اشتغلا معه، فتحدث عن قيامه بتكليفهما بـ"مهمة"، في حين أن صحيفة "لوكنار أونشينيه" كشفت أنهما كانا ملحقين برلمانيين ولم يكونا محاميَيْن، بعدُ.

ولأنّ الحريق جديّ في بيت "الجمهوريين"، فإنّ كثيراً من القادة اليمينين بدأوا يُطلون برؤوسهم ويفكرون في طيّ صفحة فيون، وليس غريباً أن فرانسوا بايرو، بدأ يملأ الفضاء الإعلامي والسياسي، وهو ما ينذر بقرب إعلان ترشحه، بعد أن كان يراهن على صفقة مع فيون مقابل عدم الترشح، في حين أن وزير التربية الوطنية السابق اليميني، لوك فيري، شرع في الحديث عن ألان جوبيه مرشحاً جديداً لليمين، ليكون قادراً على هزيمة جميع منافسيه والوصول إلى الإيليزيه.

وهذه الأصوات التي كانت خافتة وبدأت مع الحريق تتحرر، جعلت مدير صحيفة "ليبراسيون" يتساءل عما إذا كان فيون لا يزال يستطيع، بحق، أن يراهن على تضامنها، خاصة دوائر ألان جوبيه ونيكولا ساركوزي، "الممتلئة بالأحقاد".

ولم يُخف موقع "أتلنتيكو" اليميني، اليوم الأربعاء، أن مناورات كبرى تدور في الظل للعثور على مرشح بديل لفرانسوا فيون، بعد أن ساهمت "قضية بينيلوبي" في إضعاف متواصل لوضعية فيون.

وعلى الرغم من الدعم الرسمي العلني من مسؤولي الحزب لفرانسوا فيون، إلا أن الموقع اليميني كشف أن "قيادات تابعة لساركوزي وجوبيه، وحتى فيون نفسه، تحاول البحث عن مرشح بديل.

ولأن الحريق، الذي يضرب بيت "الجمهوريين" حقيقي، أيضاً، فقد ظهر، اليوم، استطلاع جديد للرأي، نشرته صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية، يكشف عن إقصاء فرانسوا فيون من الدور الثاني لرئاسيات 2017، ولا تمنحه هذه الاستطلاعات سوى 19% من أصوات الناخبين، وهو ما يجعل إيمانويل ماكرون المستفيد الأكبر من متاعب فرانسوا فيون، بنسبة 22%، بينما لا تزال مارين لوبين في الصدارة بنسبة 26%، في حين أن مرشح الحزب الاشتراكي، هامون، الحاصل أخيراً على تزكية الحزب، قد حقق قفزة واعدة، بحصوله على نسبة 16%، متجاوزاً ميلونشون، الذي تقهقر إلى 10%.​