وقال مسؤول عراقي مقرب من "الحشد الشعبي" إن بعض الفصائل المسلحة الحليفة لإيران لا ترغب بافتتاح منفذ عرعر الذي يربط العراق بالسعودية في الوقت الحاضر الذي تشهد فيه العلاقات بين الرياض وطهران تصعيداً غير مسبوق على خلفية هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت مواقع نفطية سعودية تُتهم إيران بالضلوع فيها.
وبين أن هذه الفصائل أبلغت الحكومة بقلقها من افتتاح المنفذ الذي قد يستخدم لأغراض أخرى غير التجارة ونقل الحجاج والمعتمرين، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن السلطات العراقية لم تبلغ هذه الفصائل باستجابة واضحة لمطالبها، إلا أن بعض القيادات الأمنية وعدت بدراسة المخاوف الأمنية التي تراود بعض مكونات "الحشد الشعبي" من افتتاح منفذ عرعر.
وطالب عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) كريم عليوي الحكومة العراقية بتأجيل افتتاح هذا المنفذ في ظل الأوضاع المتأزمة في المنطقة، مضيفاً "على الحكومة الحذر من افتتاح منفذ عرعر لأن هذا المنفذ قد يكون معبراً للإرهابيين والمخربين إلى العراق".
وتابع في سياق حديثه لوسائل إعلام محلية "قد يتم استغلاله لضرب أمن واستقرار العراق، داعيا بغداد إلى الحذر من هذه الخطوة"، الا أن عضواً في الحكومة المحلية بمحافظة الانبار التي يوجد الجانب العراقي للمنفذ ضمن حدودها قال لـ "العربي الجديد" إن الطريق الى المنفذ مؤمن بشكل كامل، مبينا أن حكومة الأنبار أبلغت سلطات بغداد بخشيتها من وجود بعض الأصوات التي تريد تأخير افتتاحه بسبب خلافات وصراعات سياسية.
كما أكد عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان الدليمي أن إعادة الإعمار في المنفذ تسير بوتيرة متصاعدة، موضحاً في تصريح صحافي أن الحكومة المحلية بالمحافظة سخرت جميع الإمكانيات من أجل فتح المنافذ المارة عبر حدودها والتي تربط العراق بالأردن وسورية والسعودية.
واتفق العراق والسعودية على بدء التشغيل التجريبي لمنفذ عرعر في الخامس عشر من الشهر المقبل، وجاء الإعلان عن ذلك خلال لقاء مشترك على الحدود بين البلدين منتصف الشهر الجاري جمع السفير العراقي في السعودية قحطان الجنابي بالسفير السعودي في العراق عبد العزيز الشمري، وتم الاتفاق على أن يتم استخدام المنفذ لنقل الحجاج والمعتمرين، وتعزيز التبادل التجاري.
والمعبر الذي أغلق منذ حرب الخليج عام 1991، يتم فتحه سنوياً لفترة قصيرة أمام الحجاج العراقيين، ويتم إغلاقه بعد عودتهم. وبحسب مسؤولين عراقيين، فإن المعبر سيكون تجارياً بنسبة 90 في المائة.