فشل محاولة لاقتحام الفلوجة ورجلا دين يعلنان "النفير" لنصرتها

10 مايو 2014
مقاتلون في الرمادي (الأناضول/getty)
+ الخط -

أعلن المجلس العسكري لعشائر الفلوجة، اليوم السبت، فشل محاولة ثانية لقوات الجيش الحكومي لاقتحام مدينة الفلوجة من المحورين الجنوبي والغربي، خلال معركة استمرت ست ساعات، فيما دعا كل من مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، وعبد الملك السعدي، العراقيين، الى النفير ونصرة أهل الفلوجة وعدم تركهم بمفردهم، في تطور جديد على الساحة الامنية والسياسية في العراق.

وقال عضو المجلس العسكري لعشائر الفلوجة محمد عبد الله المحمدي لـ"العربي الجديد" إن الثوار تمكنوا من صدّ هجوم ثان واسع على الفلوجة بغية اقتحامها من المحورين الجنوبي والغربي، واندلعت اشتباكات عنيفة استمرت ست ساعات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وشاركت فيها جميع الفصائل، وأسفرت عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش، الأمر الذي اضطره الى الانسحاب الى مسافة تقدر بنحو 3 كيلومترات.

وأوضح المحمدي أنّ "الجيش لم يتمكن من إخلاء جنوده، الذين قُتلوا وسيسمح للصليب الأحمر بالدخول لسحب الجثث مقابل فتح الجيش طريق لمنظمات الأمم المتحدة، لإدخال مساعدات غذائية وإنسانية للعائلات".

وكشف عن مقتل أحد قادة المجلس العسكري للثوار ويدعى أبو الفدا الزبيدي، الى جانب خمسة من المقاتلين، خلال المعارك مع الجيش، مبيناً أن "خسائر الثوار لا تذكر مقابل خسائر قوات الجيش الحكومي".

غير أن وكالة "الأناضول" نقلت عن مصدر في قيادة عمليات الأنبار، قوله إن "قوات من الجيش العراقي بدأت أمس، تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الفلاحات والصبيحات غربي الفلوجة، وحررتها من عناصر تنظيم (داعش) بعدما سيطروا عليها".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "الفرقة الثامنة وبمساندة لواء المدرعات شاركت في تنفيذ العملية العسكرية وسيطرت على هذه المناطق، وقامت بنشر عناصرها فيها".

من جهة ثانية، أعلن مستشفى الفلوجة العام مقتل 13 مدنياً وإصابة 32 آخرين بسقوط 11 برميلاً متفجراً ألقتها طائرات مروحية على المدينة، ما بين الواحدة والخامسة من صباح هذا اليوم.

وقال رئيس الأطباء في مستشفى الفلوجة، أحمد الشامي، في مؤتمر صحافي عُقد صباح اليوم بالمستشفى، إن من بين الضحايا الذين قتلوا عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال ووالدتهم، مبيناً أن غالبية الجرحى أطفال ونساء.

وأسفرت عملية القصف للجيش الحكومي عن تدمير نحو 20 منزلاً وأربعة مساجد جامعة كبيرة، إضافة الى مدرستين ومبنى لوزارة التربية العراقية وسط المدينة، فيما استمر نزوح العائلات من الفلوجة الى خارج المدينة عبر نهر الفرات.

في مقابل تصعيد العملية العسكرية، دعا كل من مفتي الديار العراقية الرفاعي، ورجل الدين البارز عبد الملك السعدي، في بيانين منفصلين، الى النفير العام ومساعدة أهالي الفلوجة في ردّ الهجوم.

وقال الرفاعي "أدعو أهالي نينوى وسامراء وديالى وبغداد وكركوك وباقي مدن العراق الى النفير لنصرة أهلهم في الفلوجة والدفاع عنهم والوقوف بوجه قوات (رئيس الحكومة نوري) المالكي ومنع سفك دماء أهلهم".

وأوضح في بيان "أدعو الثوار الى الصمود والثبات، فإن النصر سيكون قريباً وأدعو أهل المحافظات الى النفير ونصرة أهلهم".

بدوره، طالب المرجع الديني السني الأعلى في العراق عبد الملك السعدي في بيان صدر في ساعة متأخرة من ليلة أمس، أهالي الفلوجة بالدفاع عن أنفسهم، معتبراً ذلك "أكبر الطاعات والفروض تقرباً الى الله"، مطالباً "العراقيين السنة بالتبرع بالمال والسلاح والدفاع عن أنفسهم وعدم السكوت".

وخاطب العشائر العراقية القاطنة في جنوب العراق الى "سحب أبنائهم من هذا الجيش وعدم الاستمرار بالاشتراك في قتال أهلهم بالفلوجة".

وتعتبر الدعوتان من أبرز شخصيتين دينيتين لدى العراقيين السنة تطوراً كبيراً على مستوى الأزمة، اذ إن إعلان النفير للمسلمين السنة هو الثاني من نوعه منذ العام 2003 عقب الاحتلال الأميركي للبلاد.

الى ذلك، فإن المنفذ الوحيد المفتوح الى الفلوجة بات عبر نهر الفرات ويجري من خلاله إدخال المواد الغذائية والإنسانية والأدوية ونقل البضائع أو إخراج العائلات.