فشل إماراتي بإقناع السيسي بتدخّل عسكري مباشر في ليبيا

28 يناير 2020
فشلت مليشيات حفتر بمعركة السيطرة على طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية معنية بالملف الليبي، لـ"العربي الجديد"، عن اتصالات رفيعة المستوى بين الإمارات ومصر، سعى خلالها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لإقناع القيادة المصرية بحسم الأزمة الليبية عسكرياً في وقت سريع، عبر تدخّل مباشر للجيش المصري بعد تعثُّر اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعدم استطاعته حسم المعركة المستمرة للسيطرة على طرابلس منذ إبريل/ نيسان 2019.
وأكدت المصادر أن هناك ممانعة مصرية قوية للتوجّه الإماراتي الساعي لتدخّل مباشر للقوات المسلحة المصرية، مشددة في الوقت ذاته على أن القاهرة أبلغت أبوظبي بشكل واضح بأن تلك الفكرة مرفوضة تماماً خشية تورط الجيش المصري في معركة طويلة الأمد تستنزف قواته، كما حدث في حرب اليمن إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، موضحة أن إدارة معركة حربية في مسرح عمليات مثل ليبيا، لن تكون بالعملية السهلة كما يروّج قادة الإمارات.

وأوضحت المصادر أن هناك حسابات أخرى، بخلاف الأبعاد العسكرية والمخاطرة، متعلقة بالجوانب السياسية الدولية، وتوازنات القوى والقرار الأوروبي والأميركي. وأشارت إلى أن القاهرة تدرك طبيعة التجاذبات السياسية، وأحلاف المصالح في منطقة الشرق الأوسط المرتبكة، وكذلك تدرك أن تداعيات الإقدام على خطوة التدخّل العسكري المباشر في ليبيا، قد تضع القاهرة في أزمات أخرى متعلقة بقضايا ذات صلة.

وبحسب المصادر، فإن أبوظبي والرياض ربطتا موافقة الإدارة المصرية على التدخّل المباشر في لبيبا بحزمة اقتصادية ضخمة، بالإضافة لتحمّل كافة نفقات المعركة هناك، مع تقديم كافة أشكال الدعم المختلفة، وهو ما قوبل مصرياً برفض واضح، مؤكدة أن القيادة المصرية أبدت تجاوباً كبيراً في تقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي والعسكري لحفتر، عبر حدودها، بعيداً عن التدخّل المباشر للجيش المصري هناك.


وأوضحت المصادر أن مؤسسات رسمية في أبوظبي استضافت على مدار يناير/ كانون الثاني الحالي عدداً كبيراً من الكتّاب والمفكرين والشخصيات العامة المؤثرة في صناعة القرار المصري، في اجتماعات ولقاءات مع باحثين ومسؤولين إماراتيين تحت مظلة مراكز أبحاث أحدها تابع لوزرة الدفاع الإماراتية، انصبّت النقاشات خلالها على حتمية الحسم العسكري للأزمة الليبية، وعدم تحقيق ذلك إلا عبر بوابة الجيش المصري، صاحب المصلحة الرئيسية باعتبار ليبيا دولة جوار، تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري، ومصالح مصر المباشرة.

يأتي هذا في الوقت الذي أثار فيه الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، المستشار السابق لولي عهد أبوظبي، الجدل بسبب تغريدة قال فيها إنه إذا لم يتمكن "الجيش الوطني الليبي"، في إشارة إلى مليشيات شرق ليبيا التي يقودها حفتر، من حسم معركة طرابلس قريباً، فالجيش المصري وحده قادر خلال 24 ساعة على حسم معركة طرابلس.

فيما قال المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، محمد قنونو، إن مليشيات حفتر برهنت مجدداً أن لا عهد لها ولا ميثاق بعد تنفيذها هجوماً برياً على أبوقرين والقداحية بدعم من طيران أجنبي. وأضاف قنونو أن قوات الحكومة دمرت عدداً من الآليات وسيطرت على ذخائر ومعدات عسكرية مصرية الصنع، مشيراً إلى أنها ألقت القبض على عدد من أفراد مليشيات المتمردين، بينهم مرتزقة، فيما فر البقية تاركين جثث قتلاهم تحترق داخل الآليات العسكرية. كما دعا المدنيين في المنطقة الممتدة من أبوقرين وحتى سرت والجفرة إلى الابتعاد عن تمركزات المليشيات والمرتزقة حتى لا يتخذونهم دروعاً بشرية، وفق تعبيره.