فساد الفيفا...أموال "كوبا أميركا" في دائرة الاتهام

12 يونيو 2015
رشى وفساد مالي في بطولات الكوبا (العربي الجديد)
+ الخط -

تتمحور فضائح "الفيفا" حول الرشى المالية والفساد الإداري داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبعد انطلاق بطولة "كوبا أميركا" يبدو أن هذه البطولة لها حصة من الفساد المتعلق بالفيفا، إذ إن رئيس الاتحاد الأوروغواياني، أوجينيو فيغيريدو، متورط برشى مالية متعلقة بـ "كوبا أميركا" تصل إلى حوالي 100 مليون دولار.

ويعتبر أوجينيو من بين 11 عضواً في اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "الكونمبول"، متهمين في الحصول على رشى مالية من شركات دعائية، من أجل الحصول على أرباح مالية في بطولة "كوبا أميركا" الحالية وفي المستقبل.

شراء كوبا أميركا
تعتبر بطولة "كوبا أميركا" من بين أكثر بطولات كرة القدم في العالم التي تحصد نسبة مشاهدة عالية، ففي العام 2011 وصلت نسبة المشاهدين للبطولة إلى حوالي خمسة مليارات شخص حول العالم، حسب التقرير الذي نشره موقع "بي بي سي" البريطاني، ومثل كأس العالم فإن "كوبا أميركا" تشهد ارتفاعاً في معدلات المشاهدة في السنوات الأخيرة، حيثُ إن الحقوق الدعائية للبطولة في العام 1987 تم بيعها بحوالي 1.7 مليون دولار، وفي "كوبا أميركا" 2015 وصل المبلغ إلى حوالي 75 مليون دولار.

في المقابل سيتم إقامة بطولة خاصة للاحتفال بمئوية بطولة "الكوبا" في أميركا في العام 2016، وستصل قيمة الحقوق الدعائية إلى حوالي 112.5 مليون دولار، ليصل الفارق بين بطولة العام 1987 و2016 إلى حوالي 110 ملايين دولار، ومنذ العام 1986 تتحكم بالحقوق الدعائية شركة واحدة وهي "ترافيك سبورت"، حتى أمست هذه الشركة الأقوى في التسويق الرياضي في القارة الأميركية بأكملها.      

وأشار تقرير من التحقيقات التي تجريها الشرطة الأميركية الفدرالية، أن العائدات المالية من بيع حقوق البث والرعاية الدعائية بلغت حوالي 14.2 مليون دولار، في وقت إن الربح الصافي يُقدر بحوالي 29.1 مليون دولار، والمثير أن لجنة القضاء الأميركي نشرت تقريرا اتهمت فيه شركة "ترافيك سبورت"، بضمان البقاء الراعي الرسمي لبطولات "كوبا أميركا مقابل استقدام مسؤولين ليعملوا في الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم خلال الـ 30 سنة الماضية.

الرشى المالية
تم دفع هذه الأموال من الشركة لرئيسين سابقين لاتحاد "الكونمبول" وتسعة رؤساء اتحادات لكرة القدم في القارة، ومن ضمنهم رئيس الاتحاد الأرجنتيني والبرازيلي. وأول قضية فساد تتمثل وبحسب محامي القضية، أنه في العام 1991 طلب نيكولاس ليوز رئيس اتحاد أميركا الجنوبية من جوزي هاويلا رئيس شركة "ترافيك سبورت" مبلغا ماليا، مقابل توقيعه على عقد الاتفاقية بين الاتحاد والشركة.

وقال ليوز لهاويلا إن حقوق البث والرعاية الدعائية لبطولة "كوبا أميركا" ستدر للشركة أموالا كثيرة، وكل هذا مقابل الحصول على مبالغ مالية تصل إلى حوالي 600 ألف دولار أميركي، وقد أشار التقرير إلى أن ليوز طلب من الشرطة دفع مبلغ مليون دولار في كل نسخة من "كوبا أميركا"، خصوصاً عندما كان رئيساً لاتحاد "الكونمبول" في العام 2011.

في المقابل في العام 2007 وعندما استضافت فنزويلا "كوبا أميركا" طلب رئيس الاتحاد الفنزويلي الحصول على حوالي 1.7 مليون دولار، من أجل الاستمرار في متابعة دعمه لشركة "ترافيك سبورت"، وعدم الاستغناء عن خدماتها في أقوى بطولات القارة. ومنذ ذلك الحين أخذت عملية الرشى منعطفاً جديداً، إذ إن شركة جديدة دخلت على الخط للدخول في السوق السوداء لتبدأ الأرقام المالية بالارتفاع.

وكشف التقرير من التحقيق الأميركي أنه كان هناك عقدان مع الشركات الراعية، واحد وهمي والآخر غير معلن وغير شرعي، إذ إنه في كل نسخة من "كوبا أميركا" كان هناك تهريب مالي بدأ صغيرا، وأصبح الآن مبالغ طائلة، ففي نسخة 2001 هناك مليون دولار مجهولة المصدر، وفي العام 2007 هناك 2.5 مليون يورو، وفي "كوبا أميركا" 2015 هناك 25 مليون دولار غير معروفة المصدر؛ وهي دفعات من الشركة للداعمين لها في القارة الأميركية، في حين أنه بطولة العام 2016 التي تُعد احتفالية لبطولة "الكوبا" بعيدها الـ 100 هناك 35 مليون دولار دفعات غير مصرح بها.

ويأتي تقسيم الدفعات على الشكل التالي، حيثُ تتقسم الأموال على 11 اتحادا كرويا حتى بطولة "كوبا أميركا" 2023، حيثُ يحصل كل رئيس من "الكونمبول" على 3 ملايين دولار، وخصوصاً الاتحادين البرازيلي والأرجنتيني، في حين أن 1.5 مليون دولار تُدفع لباقي الاتحادات، عدا عن الأموال والحوافز نتيجة توقيع العقود. ومن المعروف أن قيمة الأموال المتفق عليها، وفقاً للعقود الموقعة رسمياً على العلن بين الشركة والاتحاد تصل إلى حوالي 317.5 مليون دولار مقسمة على أربع بطولات لـ"كوبا أميركا، أما الأموال غير المصرح عنها وغير الشرعية فهي حوالي 100 مليون دولار، مقسمة على 12 اتحادا كرويا في القارة. 

المساهمون