ويوضح مسؤول عسكري عراقي يشغل رتبة عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش، لـ"العربي الجديد"، أن " عدد أعضاء الفريق 16 ضابطاً أميركياً، وصل منهم 7 عناصر إلى بغداد، وبدأوا بجمع معلومات وتأسيس قاعدة بيانات واسعة فضلاً عن تجنيد عراقيين محليين من أبناء العشائر والمواطنين في مناطق تواجد تنظيم (داعش). ومن المنتظر وصول آخرين وفقاً لتسريبات حصلت عليها قوات الجيش". ووفقاً للضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، يعمل هؤلاء "ضمن دائرة منعزلة عن الجيش الأميركي والعراقي، وقاموا بثلاث زيارات إلى مواقع خارج بغداد منذ وصولهم الأسبوع الماضي إلى العراق".
ويصف المسؤول العراقي أعضاء الفريق بأنهم "يجيدون اللغة العربية بطلاقة، واتخذوا من مقر الحاكم المدني الأميركي السابق في العراق، بول بريمر، مقراً لهم في الجزء الجنوبي من المنطقة الخضراء، على نهر دجلة، وطلبوا من قوات الجيش المكلفة بتأمين المنطقة الخضراء عدم اعتراض الشخصيات الذين يقصدونهم في مقر تواجدهم، وتسهيل عملية دخولهم من دون استجوابهم أو تفتيشهم، كحال الداخلين إلى المنطقة الخضراء منذ إنشاء الولايات المتحدة لها في عام 2003".
ويشير المسؤول إلى أن "الأميركيين يرون في الإطاحة بالبغدادي عاملاً مهماً في زعزعة التنظيم وإضعافه، ولا سيما أنه لا توجد شخصية بديلة عنه في (داعش) بمثل مكانته، وتكون مقنعة لعناصر التنظيم، يمكن أن تخلفه بعد قتله. وهو ما سيؤدي إلى إضعاف التنظيم، إذا ما نجحت مساعي قتل البغدادي".
وتزامن وصول الفريق مع كشف الضابط، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، عن أنّ "جهاز الاستخبارات العراقي رصد مبلغ 25 مليون دولار مقابل رأس البغدادي".
قوات كوماندوس
من جهته، يعتمد التنظيم على أساليب جديدة في معاركه في العراق، تعتمد على استحداث وحدات قتالية خاصة في الموصل، وتكريت، والفلوجة، ومدن أخرى، شبيهة بقوات الكوماندوس في الجيوش النظامية.
ووفقاً للمسؤول العسكري العراقي، تتألف هذه الوحدات من ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل غالبيتهم من الانتحاريين، رداً على بدء قوات أميركية بتدريب جنود عراقيين على قتال المدن وحرب الشوارع.
ويشير إلى أن تنظيم "داعش" بدأ في "اختيار أفضل مقاتليه لعمليات تدريب عنيفة داخل المدن، وعلى مرأى من المواطنين، منذ ثلاثة أيام، سيكونون خط الدفاع الأخير عما يصفونه بأرض الخلافة".
ويوضح المسؤول، نقلاً عن تقرير للاستخبارات العراقية، أن "غالبية أعضاء تلك الوحدات الخاصة من الانتحاريين، الذين يشكل العرب والآسيويون أكثر من نصفهم. وجرى تجهيزهم بمعدات حديثة حصل عليها (داعش) من الجيش وقوات البشمركة الكردية خلال معارك سابقة".
ويلفت إلى أن "التنظيم تخلى عن أطماعه بالتمدد وتوسيع رقعة سيطرته منذ أسبوع، وحالياً يعمل على ترتيب وضعه الداخلي في المدن، التي يسيطر عليها، بعد هجمات ناجحة لقوات التحالف استهدفت معاقل حساسة ومهمة تابعة له، فضلاً عن قطع خطوط إمداد وتواصل التنظيم بين المدن الكبرى، التي يبسط نفوذه عليها كالفلوجة والموصل وتكريت وتلعفر ومناطق أخرى".