أصدر فريق "منسّقو استجابة سورية"، اليوم الخميس، إحصائيات تحيط بتفاصيل الأوضاع الإنسانية في مخيمات الشمال السوري، تتضمن التركيبة السكّانية في المخيمات فضلاً عن الحالات الخاصة فيها، والعجز في الاستجابة الإنسانية، إضافة إلى المشاكل التي يواجهها النازحون في المخيمات.
وأوضح الفريق في الإحصائيات الصادرة عنه، أنّ عدد المخيّمات الكلّي يبلغ 1293 مخيماً، يقيم فيها نحو مليون و44 ألف نازح، وهي تتضمّن مخيمات عشوائية يبلغ عددها 382 مخيماً ويقيم فيها 185557 نازحا. وتتكوّن التركيبة السكانية في كافة المخيمات من 307829 من الذكور، 377292 من الإناث، 408568 من الأطفال، أمّا الحالات الخاصة في المخيمات فتوزّع على الشكل التالي، 19102 فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما بلغ عدد النساء الأرامل، بلا معيل، 10146 امرأة.
أمّا نسبة العجز في الاستجابة الإنسانية بحسب الفريق، فقد بلغت 52 بالمائة في قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، بينما بلغت 69 بالمائة في قطاع المياه والإصحاح، أمّا في قطاع الصحة والتغذية، فبلغت نسبة العجز 83 بالمائة، و59 بالمائة في قطاع المواد غير الغذائية. بينما بلغت نسبة العجز في قطاع المأوى، أو الخيام والمسكن، 52 بالمائة. وبلغت نسبة العجز في كلّ من قطاعيّ التعليم والحماية، 79 بالمائة و72 بالمائة لكلّ منهما على التوالي.
أمّا المشاكل التي تواجه النازحين في المخيمات بحسب الإحصائية ذاتها، فهي: البيئة غير الصحية ومخاطر التلوث خصوصاً في المخيمات العشوائية، وانتشار حفر الصرف الصحي المكشوف، الحرمان من مصادر الدخل الأساسية والاعتماد على المساعدات الإنسانية فقط، توقف الأطفال عن الدراسة والتحوّل لنظام التعليم عن بعد، وهو أمر لا يمكن تحقيقه لدى كافة العائلات التي لديها أطفال ضمن فترة التعليم، حسب الفريق.
ومن المشاكل التي يعاني منها النازحون أيضاً، غياب الرعاية الصحية والأسس الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا مع النقص المستمر في الغذاء والماء، وانعدام أبسط الخدمات اليومية.
في المقابل أظهر الفريق أنّ أبرز احتياجات النازحين في المخيمات هي: تأمين نظام رعاية صحية في المخيمات بشكل ثابت ومستمر، تأمين فرص عمل فيها وعدم حصر مصادر الدخل ضمن المساعدات الإنسانية فقط، توفير بيئة آمنة للتعليم في المخيمات، تحسين ظروف المأوى تزامناً مع اقتراب فصل الشتاء، بالإضافة إلى ضمان تأمين عوامل الاستقرار الأساسية المتمثّلة بالغذاء ومياه الشرب النظيفة، ومواد النظافة الشخصية.
أمّا التحديات الكبرى التي تواجه النازحين في مخيمات شمال سورية، مع انتشار فيروس كورونا في المنطقة، فلخّصها الفريق بزيادة عدد المصابين بفيروس كورونا بين النازحين، والحفاظ على استمرارية وصول المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، وإدارة عمليات المرضى بكوفيد-19، في حال تسجيل إصابات بصفوف النازحين في المخيمات.
وقدّم الفريق توصيات بخصوص واقع مخيمات الشمال السوري، تضمّنت زيادة الفعاليات الإنسانية في المخيمات، خاصة في حالة الطوارئ، تحسين جودة الخدمات المقدّمة في المخيمات وخاصة البنية التحتية، من إصلاح لشبكات الصرف الصحي وتعبيد الطرقات وعزل الخيام، زيادة فعالية القطاع الطبي وعدم حصره بالعيادات المتنقلة فقط، تحسين جودة التعليم في المخيمات من خلال زيادة عدد المدارس، بحيث تضمن وصول التعليم لجميع الأطفال ومنع ازدياد حالات التسرّب لدى الأطفال من المدارس، تأمين وتحسين كتل الحمامات في المخيمات بحيث تحقق الخصوصية خاصة لفئة النساء، وأخيراً، تخفيض أعداد القاطنين ضمن المخيّمات من خلال تحقيق الاستقرار في المدن والقرى التي شهدت عمليات النزوح الأخيرة، بحيث تنخفض المخاطر المتعلّقة بانتشار العدوى بفيروس كورونا.