يجتهد فنانون عراقيون شبان لإزالة آثار الدمار عن جدران مدينة الموصل وتزيينها بجداريات ألوانها زاهية، تنبض بالحياة وتعيد لسكانها ذكريات ماضيها الجميل وتحيي في نفوسهم الأمل في مستقبل أفضل.
وشكل الفنانون، ومعظمهم من طلاب الجامعات، فريقا سموه (ثورة الفن) أوائل عام 2018 بعد فترة وجيزة من طرد القوات العراقية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من معقلهم السابق.
ويستهدف أحدث مشروع للفريق، الجدران المتهالكة للمباني السكنية في منطقة عمو البقال بالبلدة القديمة في الموصل، وشهدت تلك المنطقة بعضا من أسوأ المعارك.
Facebook Post |
وقالت طالبة بأكاديمية الفنون الجميلة وعضو في الفريق تدعى شيماء عمر (21 عاما) "شكلنا فريق ثورة الفن بعد التحرير، رأينا أن المدينة كلها دمار وقصف، ففكرنا بما نقدر أن نقدمه لهذه المدينة كرسامين، وواجبنا كرسامين تجاه المدينة، فاجتمعنا شباب وبنات من الموصل، وشكلنا هذا الفريق".
Facebook Post |
وأضافت شيماء "المنطقة تحتاج الكثير، تحتاج إلى أمل، تحتاج إلى حياة، خاصة الأطفال صار عندهم نوع من الكآبة، كل شيء قليل، لذا نحاول بهذه الرسومات إعادة الحياة، علّها تعيد البهجة قليلا".
وقال رجل من سكان منطقة عمو البقال يدعى نجم نشوان إن الرسومات "تريحنا" مضيفا أنه لا يزال منزعجا من الدمار الذي لحق بالمدينة، لكن الجداريات الملونة تساعده وأطفاله على رؤية أن الحياة يمكن أن تستمر.
Facebook Post |
وأضاف نشوان "هذه الرسومات مجرد محاكاة، يحاكون الجدران، الجدران البائسة من آثار القصف، من آثار الهلع، يحاكونها لنرتاح، حقيقة آثار الدمار ظلت بنفوسنا، ظلنا مكتئبين، أطفالنا ظلوا متوحشين، لكن هذه الرسومات الحلوة والجميلة تبعث روح التفاؤل وتجعلنا نشعر بحياة أخرى ستبدأ وتستمر الحياة".
وتُصور بعض الجداريات، التي رُسمت في إطار مشروع، تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، معالم بارزة وآثارا تمثل الحضارة العراقية القديمة.
Facebook Post |
وقالت الطالبة الجامعية وعضوة فريق ثورة الفن آية بشار، إن الجداريات تهدف إلى الحفاظ على تراث المدينة وإعادة الحياة إلى الحياة الطبيعية لا سيما الآثار التي تضررت بسبب القتال. وأضافت آية (20 عاما) "نحن من خلالها نعيد إحياء التراث بالموصل، يعني جدارياتنا، كما تلاحظ، فيها أبرز الرموز والمعالم التي اندثرت بالموصل، وأيضًا معالم لا تزال موجودة".
Facebook Post |
ودمر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ونهبوا المناطق التي احتلوها، تاركين وراءهم المنازل والمساجد والكنائس خربة. وتقول الحكومة المركزية إنها في حاجة لما يصل إلى 100 مليار دولار لإعادة بناء الموصل، لكن مسؤولين محليين يقولون إنها لم تقم بواجبها كما ينبغي تجاه المدينة.
Facebook Post |
(رويترز)