ويُشكّل هذا التحوّل تطوراً في الموقف الفرنسي حيال الملف اليمني، بعد البيان المقتضب الذي أصدرته الخارجية الفرنسية، غداة بدء التحالف العشري، الذي تقوده السعودية، عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في 26 مارس/آذار الماضي. وأبدت الخارجية في بيانها "دعمها الكامل للعملية ولحلفائها في المنطقة". ونددت بـ"ما يقوم به الحوثيون من زعزعة للاستقرار في اليمن والمنطقة"، ومجددة دعمها للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
وبعد البيان، أتى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على ذكر الوضع اليمني في 27 مارس، في ذروة مفاوضات لوزان حول الملف النووي الإيراني، حين قال في حديث لقناة "فرانس 24" التلفزيونية، إن "ايران لا تستطيع أن تصف نفسها بقوة سلام، وتؤكد عدم سعيها لصنع القنبلة النووية، وتدعم في الوقت عينه الحوثيين في اليمن". وأبدى اعتقاده بأن "العمليات العسكرية الجارية في اليمن، تمثل تهديداً جديداً قد يؤدي لاستهداف الأقليات". وشدد على أنه "من غير المقبول أن تسيطر جماعة من الناس (في إشارة إلى الحوثيين)، مدعومين من الخارج علي مقاليد الأمور في اليمن".
اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" ضرورة تاريخيّة
وجاء الموقف الرسمي الفرنسي منسجماً مع التوجه العام للدبلوماسية الفرنسية في منطقة الخليج، ولا سيما أن لفرنسا علاقات وتعاوناً عسكرياً متيناً مع السعودية قائدة العملية، ومع كل الدول المشاركة في العملية من قطر إلى باكستان مروراً بالمغرب ومصر.
غير أن التصعيد الدبلوماسي الأميركي الأخير ضد طهران، والتهديد بأن "واشنطن لن تبقى مكتوفة الأيادي إزاء الدعم الإيراني للحوثيين"، بالإضافة إلى الدعم العسكري الأميركي المباشر لـ"عاصفة الحزم"، طرح علامة استفهام حول الموقف الفرنسي الذي بقي في حدّه الأدنى، دبلوماسياً وعسكرياً.
لكن من المرجح أن يتصاعد الموقف الفرنسي، خصوصاً بعد إعلان وزارة الدفاع الفرنسية، أن "مجموعة من جنودها تعرّضت السبت 4 أبريل/نيسان، لإطلاق نار كثيف من طرف مسلحين مجهولين، في محيط مدينة عدن، عندما كانوا يقومون بإجلاء مجموعة من الرعايا الغربيين من بينهم فرنسيون". وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن "البحرية الفرنسية نجحت في تأمين عملية الإجلاء، وتمكنت من نقل 109 أشخاص، من بينهم 39 فرنسياً، إلى جيبوتي، عبر بارجة حربية كانت تنتظرهم في ساحل عدن".
ويزور فابيوس السعودية والإمارات، غداً الأحد، لبحث ملفي اليمن واتفاق لوزان.
اقرأ أيضاً: الحرب الدبلوماسية: توعّد إيراني للسعودية... والحوثيون يغيّرون إستراتيجيّتهم