فرنسا: موت طفل كل خمسة أيام جراء العنف الأسري

08 مايو 2019
الطفل المعنف يحتاج لمن يدافع عنه (ماسيج لوكزنوفسكي/Getty)
+ الخط -
تزداد حملات التوعية وتسليط الضوء على العنف الأسري ضد الأطفال في فرنسا، خصوصاً في أعقاب تقرير حكومي بيّن أن طفلاً يموت كل خمسة أيام في البلاد بسبب العنف المرتكب بحقهم من قبل الوالدين.

وحملت الجمعية الفرنسية "الطفولة والمشاركة" على عاتقها مهمة إبراز هذا الواقع الرهيب، داعية إلى كسر الصمت حيال العنف المرتكب ضد الأطفال من خلال حملة إعلامية مؤثرة، مذكرة برقم هاتفي مجاني للإبلاغ عن حوادث وممارسات عنيفة تصل إلى حدود القتل تطاول الأطفال.

"هل أنت بخير يا بول؟" عنوان الفيديو الذي يحكي عن حال الطفل الفرنسي بول، الذي يمثل الطفولة المعنفة في البلاد. ومفاده أن هذا السؤال "هل أنت بخير" الذي يطرحه المعلمون أو الزملاء في الصف أو حتى في المخبز أو البقالة لا يفيد الطفل المعنف، لأن الإجابة المتوقعة غالباً تكون "نعم" خوفاً من إفصاحه عمّا يحصل له لأسباب واعتبارات عديدة.

وتوضح الجمعية عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الطفل الذي يغطي كدمة فوق جبينه بقبعة يرتديها طوال الوقت ليس على ما يرام، مثل الآلاف من الأطفال في فرنسا، فهو ضحية عنف والده في هذا الفيديو.

تنقل لنا الصورة حال الطفل حين يصل إلى باب منزله وينزع القبعة عن رأسه قبل الدخول، تظهر الكدمة، وبعد إغلاق الباب نسمع صراخ الوالد الذي يؤنب الطفل ثم يضربه، وهو يقول له "إنها غلطتك".

 

 بمجرد إغلاق الباب، تسمع صرخة الأب. "أبي ، لا تنزعج"، توسل الولد. يرد الأب، قبل أن يضرب ابنه: "إنها غلطتك".

وتنبه الجمعية أن "الطفل المعنف سيخبرك دائمًا بأنه بخير"، لذلك يجب إيجاد سبل أخرى تكشف عن أحوال الأطفال الذين يشك المربون والأقارب والمحيطون بأنهم ليسوا بخير، وعدم اكتفائهم بطرح السؤال: هل أنت بخير؟

وتدعو الجمعية الفرنسية التي تعنى بحماية الأطفال إلى التحرك قبل فوات الأوان، والتبليغ وعدم الانتظار لأن الموت ربما يكون مصير الطفل المعنف.

والجدير ذكره أن تقريراً وصفته وسائل الإعلام الفرنسية بـ "المرعب" أصدرته الوزارة العامة للشؤون الاجتماعية (IGAS) بيّن أن 363 طفلاً ماتوا تحت ضربات آبائهم بين عامي 2012 و 2016، أي طفل واحد كل خمسة أيام في فرنسا. ولفت إلى أن أكثر من نصف الضحايا الأطفال يقل عمرهم عن عام واحد، وربعهم لا يتجاوز الثالثة.