فرنسا في المونديال... منافس قوي على اللقب

11 يونيو 2018
+ الخط -
رياض الترك
هو المنتخب الذي يحتل المركز السابع في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، ويُعتبر من بين أبرز المنافسين على لقب المونديال الروسي هذا العام، خصوصاً أنه وصل إلى نهائي بطولة يورو 2016، وكان قريباً من خطف اللقب على أرضه لولا الهدف البرتغالي القاتل. المنتخب الفرنسي يدخل كأس العالم 2018 وعينه على الأدوار المقبلة أولاً، وبعد ذلك التفكير في مقارعة الكبار على اللقب العالمي ومحاولة حصده للمرة الثانية في تاريخه.

لمحة وتاريخ
يُشارك المنتخب الفرنسي في بطولة كأس العالم للمرة الـ 15 في تاريخه من أصل 21 نسخة للمونديال، وهو من المنتخبات التي لم تغب كثيراً. بدأ مشاركته لأول مرة في مونديال 1930 وخرج من دور المجموعات وكرر نفس الأمر في مونديال 1934 وكذلك في سويسرا 1954. لكنه في مونديال 1958 فاجأ الجميع وحل ثالثاً، وعاد ليخرج مرتين من دور المجموعات في نسختي 1966 و1978.

تألقت فرنسا في مونديال 1982، وخطفت المركز الرابع وعادت وحلت في المركز الثالث في مونديال المكسيك 1986. أما في نسخة 1998 فتُوجت فرنسا بأول لقب لها، وفي التفاصيل عبرت من دور المجموعات، بعد أن تصدرت مجموعتها متفوقة على منتخبات الدنمارك وجنوب أفريقيا والسعودية. وفي الدور الثاني أطاحت باراغواي ثم إيطاليا في ربع النهائي بركلات الترجيح. وبعد ذلك أقصت كرواتيا في النصف نهائي وفازت على البرازيلي في النهائي الشهير بثلاثة أهداف نظيفة.

لكن البطل الفرنسي ودّع مونديال 2002 بطريقة مفاجئة من الدور الأول، وعاد وحل وصيفاً في بطولة ألمانيا 2006. ولم يُحالف الحظ فرنسا في كأس العالم 2010 وخرجت من دور المجموعات، في وقت استعادت عافيتها في البرازيل 2014 وخرجت من الدور ربع النهائي. ولعبت فرنسا في المجموعة 59 مباراة (28 فوزاً و12 تعادلاً و19 خسارة) وسجلت 106 أهداف وتلقت 71 هدفاً.

التصفيات ونقاط القوة والضعف
تأهلت فرنسا إلى مونديال 2018، بعد أن تصدرت المجموعة الأولى في التصفيات الأوروبية، برصيد 23 نقطة (سبعة انتصارات وتعادلان وخسارة)، وتفوقت على منتخبات السويد، الوصيفة، وهولندا الثالثة وبلغاريا الرابعة. ولم تتلقّ فرنسا سوى خسارة واحدة في عشر مباريات خلال التصفيات.

تملك فرنسا الكثير من نقاط القوة التي تجعلها من بين أبرز المرشحين للظفر باللقب المونديالي، خصوصاً امتلاكها عناصر شابة موهوبة وقوية، ولدى المدرب ديدييه ديشامب مجموعة قوية قادرة على تسجيل نتائج إيجابية، خصوصاً في دور المجموعات الذي يجب أن يكون نزهة للمنتخب الفرنسي والعبور لن يكون صعباً بعد ثلاث جولات. ويمكن اعتبار خط هجوم فرنسا من بين الأقوى في كأس العالم مع وجود لاعبين بحجم كيليان مبابي، عثمان ديمبيلي، أنطوان غريزمان.

في المقابل يملك المنتخب الفرنسي بعض نقاط الضعف، ولعل أبرزها تراجع مستوى نجم خط الوسط بول بوغبا في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع المنتخب الفرنسي، في وقت تبرز مشكلة ثانية، التي بدت واضحة في يورو 2016؛ وهي عدم قدرة المدرب ديشامب على استخراج أفضل ما يُمكن من هذه المجموعة التي تضم أسماء كبيرة ورائعة، هذا بالإضافة إلى مشكلة الجناح الأيسر الذي يعاني مؤخراً من عدم وجود اللاعب المثالي.

المجموعة والتشكيلة
يلعب المنتخب الفرنسي في المجموعة الثالثة في بطولة كأس العالم 2018 إلى جانب منتخبات أستراليا، وبيرو، والدنمارك. تبدأ فرنسا مشوارها ضد أستراليا في ملعب "كازان" يوم 16 حزيران / يونيو، ثم تلعب مباراتها الثانية ضد بيرو في "الملعب المركزي" في 21 حزيران / يونيو، وتختم مشوارها في دور المجموعات ضد الدنمارك في 26 حزيران/ يونيو على ملعب "لوجنيكي".

أما التشكيلة الرسمية للمنتخب الفرنسي فهي: في حراسة المرمى هيوغو لوريس، ستيف مانداندا، ألفونس أريولا. وفي خط الدفاع هناك دجيبريل سيديبي، بينجامين بافارد، عادل رامي، رافاييل فاران، صامويل أومتيتي، بريسنيل كيمبيبي، بينجامين ماندي، لوكاس هيرنانديز.

أما خط الوسط فيضم كلّاً من بول بوغبا، بليز ماتويدي، كورينتين توليسو، نغولو كانتي، ستيفين نزونزي. بينما يضم خط الهجوم الشاب الهداف كيليان مبابي، أوليفيه جيرو، أنطوان غريزمان، عثمان ديمبيلي، توماس ليمار، نبيل فقير، فلوريان توفان.

نجوم المنتخب
لا يمكن اختيار نجم المنتخب الفرنسي الأول بسهولة، وذلك بسبب وجود الكثير من الأسماء البارزة التي قدمت مستوى كرويا مُتميزا مع الأندية الأوروبية التي تلعب معها. لكن يمكن اعتبار بول بوغبا أحد أبرز النجوم إلى جانب مهاجم فريق أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان الذي قاد فريقه لتحقيق لقب بطولة الدوري الأوروبي، كما أنه كان النجم الأول مع منتخب "الديوك" في بطولة يورو 2016 وساهم في الوصول إلى المباراة النهائية.

وإلى جانب النجوم أصحاب الخبرة الكبيرة في ملاعب كرة القدم، هناك الشباب الواعد مع فرنسا وأبرزهما كيليان مبابي أحد أخطر مهاجمي الدوري الفرنسي والعالم حالياً، وإلى جانبه عثمان ديمبيلي مهاجم فريق برشلونة الإسباني الذي أثبت مؤخراً أنه لاعب مُتميز يملك موهبة كروية خارقة قادرة على مساعدة فرنسا لحصد لقب المونديال.

ولا يمكن عدم اعتبار الحارس هيوغو لوريس أحد نجوم المنتخب الفرنسي خصوصاً أنه قائد المنتخب في المحافل الدولية الأخيرة، وسيكون له شأن كبير في المونديال الروسي خصوصاً على المستوى القيادي داخل الملعب، فهل تصنع هذه الأسماء الإنجاز الكبير وتعود بالكأس إلى العاصمة الفرنسية باريس.


المدرب
يقود ديدييه ديشامب المنتخب الفرنسي منذ عام 2012، ولا يمكن إنكار أن فرنسا تحسنت كثيراً تحت قيادته، فبعد أن خرجت من دور المجموعات في كأس العالم 2010، وصلت إلى الدور ربع النهائي في نسخة 2014، كما وبلغت نهائي يورو 2016 وهي النتائج التي تؤكد العمل الكبير الذي يقوم به هذا المدرب.

يملك ديشامب سيرة تدريبية جيدة بدأها مع فريق موناكو بين أعوام 2001 و2005 وتابعها مع يوفنتوس الإيطالي في موسم 2006-2007 ثم مارسيليا لثلاثة أعوام (2009-2012) وأخيراً المنتخب الفرنسي. قاد ديشامب المنتخب الفرنسي في 74 مباراة حتى الآن (46 فوزاً و13 تعادلا و15 خسارة) ووصلت نسبة انتصاراته إلى حوالي 62%.

وعلى صعيد ألقابه، حصد ديشامب لقب كأس الدوري الفرنسي في عام 2003 وحل وصيفاً في دوري أبطال أوروبا موسم 2003-2004. وحقق مع فريق يوفنتوس لقب دوري الدرجة الثانية في إيطاليا موسم 2006-2007. أما مع مارسيليا فحقق لقب الدوري موسم 2009-2010 ولقب كأس الدوري الفرنسي أعوام 2010، 2011، 2012، ولقب كأس فرنسا عامي 2010-2011. فهل ينجح ديديه ديشامب في العودة بقوة بعد إخفاق يورو 2016 على أرضه وبين جماهيره؟
المساهمون