وتم التفتيش بتكليف من القضاة الثلاثة الذين تم تعيينُهم في 24 فبراير/ شباط الماضي، للتحقيق في شبهات "اختلاس أموال عامة" و"سوء استغلال أملاك عامة" و"سوء استغلال النفوذ".
وتسبق زيارة الشرطة لمنزل فيون الباريسي، لقاءَه في الخامس عشر من هذا الشهر مع القضاة، وتسبق لقاء زوجته، أيضاً، في الثامن عشر من الشهر.
وفي ظل هذه الأجواء تزداد عزلة فيون بعدما طالبه اليوم بالانسحاب من السباق الرئاسي 21 نائبا من اليمين والوسط، بعضهم مقربون منه، في بيان نشرته صحيفة "لوبينيون". وبدأ بعضهم يتحدث، صراحة، عن كون منافسه بداخل الحزب ألان جوبيه القادر على نقل تطلعاتهم في الانتخابات الرئاسية.
ولم يجد فيون أمامه سوى التحدي، ففي خطاب انتخابي في مدينة نيم، مساء اليوم، أكّد أنه ليس وحيدا في المعركة، معددا أسماء النواب الحاضرين معه، وأن شعب اليمين والوسط معه، "حتى النصر". وبعد أن كرر مقولته: "أنا محارب"، طالَبَ من جديد من الفرنسيين، في رنّة عاطفية: "ساعدوني، امنحوني طاقتكُم وقوتكُم وامنحوني اعتزازكم".
واستعار فيون في خطابه لغة الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، فتحدّث عن الهجرة والإسلام بأقسى العبارات، وهو ما أوحى بكونه قد أصبح، شيئا فشيئا، رهينة بين الساركوزيين، الذين سيلتقون صباح يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة موقفهم النهائي وطرق فرض خطهم السياسي على برنامج فرانسوا فيون، إذا مَا وَاصَل ترشّحه.
واستعاد فيون ما قاله سابقا حول رفع الطاقة الاستيعابية للسجون الفرنسية حتى تستطيع استقبال 16 ألف وافد جديد، وخفض سن الرشد إلى سن السادسة عشرة، حتى يتسنّى محاكمة الضالعين منهم في العنف والتطرف كما يُحاكَم البالغون. وأعاد فيون التذكير بنيته مقاومة التوتاليتارية الإسلاموية. وأيضا الحدّ من الهجرة الكثيفة، وجعلها منتقاة.
وفي مقترح آخر، غير بعيد من أيديولوجيا ساركوزي وحزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، بخصوص المهاجرين الجدد، قال "إن عليهم أن ينتظروا سنَتَيْن قبل حصولهم على أي مساعدة اجتماعية"، ولم يَنس أن يكرر وُعودَه برفع العقوبات المفروضة على روسيا.
ويعول فيون على اللقاء الجماهيري الكبير الذي دعا إليه، يوم الأحد المقبل، والذي يراهن عليه لمنحه المزيد من الدعم في مواجهة نُخَبٍ غادر بعضها مَركَب فيون والآخَر ينتظر الوقت المناسب للإقدام على هذه الخطوة المؤلمة، والتي يرون أن لا مناص منها.