فرنسا: سبعة مرشحين يخوضون تمهيديات اليسار الاشتراكي

18 ديسمبر 2016
فالس المرشح الأوفر حظاً (تيري شيسنوت/فرانس برس)
+ الخط -

انطلقت الحملة الانتخابية الفرعية في صفوف اليسار الفرنسي بشكل رسمي ابتداء من اليوم الأحد، بعد أن حددت اللجنة الوطنية للترشيحات في الاشتراكي، بشكل نهائي، لائحة المرشحين للانتخابات التمهيدية، من أجل اختيار مرشح اليسار للانتخابات الرئاسية المقبلة. 

ويخوض هذه التمهيديات أربعة مرشحين اشتراكيين، وثلاثة من أحزاب يسارية أخرى. 

وعلى رأس المرشحين الاشتراكيين رئيس الوزراء المستقيل، مانويل فالس، وثلاثة وزراء سابقين هم بونوا هامون وأرنو مونتبورغ وفانسون بيون. 

ويشارك في هذه التمهيديات ثلاثة مرشحين من أحزاب أخرى، هم فرانسوا دو روغي، وهو قيادي سابق في "حزب الخضر"، وجان لوك بنيامياس الذي يترأس حزب "الجبهة الديمقراطية" من الوسط اليساري، بالإضافة إلى سيلفيا فينال، رئيسة حزب "اليسار الراديكالي" والمرأة الوحيدة المرشحة في هذه الانتخابات.

ويخوض فالس (54 عاماً) هذه الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظاً، بالنظر إلى موقعه كرئيس وزراء سابق منذ 2014، كما أنه يمثل التيار الإصلاحي الليبرالي داخل الاشتراكي، وهو مدعوم من طرف غالبية وزراء الحكومة الاشتراكية الحالية. 

ويحاول فالس الدفاع عن حصيلة أدائه الحكومي طيلة السنتين الماضيتين، ويتعهد بإصلاح بعض الهفوات التي أدت إلى تدني شعبيته في صفوف الاشتراكيين والرأي العام، مثل استعماله المتكرر البند 49.3 من أجل تمرير مشاريع قوانين إصلاحية من دون المرور عبر تصويت البرلمان. 



وأعلن فالس، الأربعاء الماضي، أنه في حال انتخابه رئيساً للجمهورية سيلغي البند 49.3، لكونه "صار يتعارض مع مبدأ الديمقراطية الحديثة". 

وكان رئيس الوزراء المستقيل قد خاض الانتخابات التمهيدية السابقة عام 2011، وحصل على 5.6 من الأصوات في الدور الأول، ثم دعم ترشيح فرانسوا هولاند لاحقاً. 

ويجد فالس في مواجهته وزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبورغ (54 عاما)، والذي تتمثل استراتيجيته في التموقع كمنافس أول للتيار الليبرالي داخل الاشتراكي، ومناهض شرس لحصيلة الولاية الاشتراكية في عهد الرئيس هولاند. 

وغادر مونتبورغ، المعروف بفصاحته اللغوية وبميله لاستعمال الجمل الرنانة، منصبه في حكومة فالس في صيف 2014، على وقع خلاف سياسي حاد مع رئيس الوزراء بسبب الخيارات الحكومية الليبرالية. 

ويناهض وزير الاقتصاد السابق سياسة التقشف الأوروبية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على فرنسا، كما يدعو إلى سياسة حمائية وتشجيع الصناعة الوطنية، وفرض قيود جمركية على المنتجات الواردة من الدول الآسيوية. 

ويدعو، أيضا، إلى ولاية رئاسية من سبع سنوات بدل خمس، على أن تكون غير قابلة للتجديد. 

وكان مونتبورغ قد حلّ ثالثا في الانتخابات التمهيدية السابقة بعد هولاند ومارتين أوبري، وهو يفخر بأصوله الجزائرية، وقام أخيرا بزيارة للجزائر اعتبرها المراقبون مبادرة لاستمالة أصوات الفرنسيين من أصل جزائري وعربي.

وإلى جانب مونتبورغ، هناك المرشح الشاب بونوا هامون (49 عاما)، وزير التعليم السابق في الحكومة الاشتراكية، والذي يمثل الجناح اليساري والجيل الجديد من المناضلين الاشتراكيين المنضوين تحت يافطة تيار "الساخطون". 

وبزغ نجم هامون مبكرا بقيادته التظاهرات الطلابية عام 1986، وكان أول رئيس لحركة "الاشتراكيون الشباب" عام 1993، وانتخب عام 2004 نائبا أوربيا. 

ويناهض بشدة السياسة الليبرالية للحكومة الاشتراكية، ويعتبرها مسؤولة عن تدني شعبية الحزب في أوساط الطبقات الضعيفة والمتوسطة.  

أما المرشح الاشتراكي الأخير في هذه التمهيديات فهو النائب الأوروبي وزير التعليم السابق فانسان بيون (56 عاماً)، والذي دخل معترك المنافسة متأخراً وبشكل مفاجئ في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، واتخذ قراره بالترشح بعد إعلان هولاند تخليه عن الترشح لولاية رئاسية ثانية. 

ويعتبر العديد من المتابعين أن ترشح بيون، والذي دخل المنافسة بدون برنامج أو فريق انتخابي واضح المعالم، هو محض مناورة من تدبير معسكر هولاند، هدفها إضعاف فالس تحديداً.

ويشارك في هذه التمهيديات ثلاثة مرشحين من أحزاب صغيرة أخرى، تدور بشكل أو بآخر في فلك الحزب الاشتراكي، وهم منذورون للعب دور الكومبارس في هذا الاقتراع، أولهم جان لوك بنيامياس (62 عاما)، والذي بدأ مسيرته السياسية في الثمانينيات مع "حزب الخضر" عام 1984 عند تأسيسه، ثم غادره عام 2007، والتحق بحزب الوسط اليميني "موديم".

وقد أسس بنيامياس عام 2014 حزباً صغيراً سماه "الجبهة الديمقراطية". 

ومن بين المرشحين، أيضا، فرانسوا دو روغي (43 عاما)، المرشح المقرب من "الخضر"، والداعي إلى التحالف بين المدافعين عن البيئة والاشتراكيين.

وحتى الآن لم يقدم دوروغي أي برنامج محدد، ويكتفي بالدفاع عن ضرورة حضور البعد البيئي في برنامج الحزب الاشتراكي. 

وأخيرا هناك السيدة الوحيدة والمرشحة الأصغر سنا في لائحة المرشحين، سيلفيا بينيل (39)، وهي وزيرة السكن السابقة في حكومة جان مارك آيرولت، ورئيسة حزب "اليسار الراديكالي". 

ومن المنتظر أن تبدأ الحملة الفعلية في هذه الانتخابات التمهيدية مباشرة بعد نهاية احتفالات أعياد الميلاد في مستهل الشهر المقبل. 

وستُنظَّم عدة مناظرات تلفزيونية مباشرة بين المرشحين السبعة قبل الدور الأول الذي سيجرى في 22 يناير/كانون الثاني المقبل، والذي سيفرز مرشحين اثنين يتنافسان في الدور الثاني في 29 من الشهر نفسه.

دلالات
المساهمون