"كارثة حقيقية"، هكذا وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نتائج الفيضانات الأخيرة التي ضربت أجزاء من بلاده. وفي ما يبدو، فإنّ تداعيات هذه الكارثة الطبيعية تطلبت نقاشاً حكومياً جدّياً حول الفيضانات التي وصلت حتى إلى العاصمة باريس.
أكد هولاند أنّ "المناطق التي أصيبت بالكارثة الطبيعية ستتطلب دعماً اقتصادياً من قبل الحكومة". لا يبدو واضحا عن أيّ مناطق يتحدث. فالعاصمة باريس تضررت بشكل غير مسبوق ولم تشهد أمطاراً في مايو/ أيار كما شهدت عام 2016. وفقاً للأرصاد الجوية الفرنسية، فإنّ ما جرى "كارثة لم تشهدها باريس منذ بدء العمل بالأرصاد الجوية قبل 150 عاماً".
بدورها، قالت وزيرة الطاقة الفرنسية سيغولين رويال، إنّ ما جرى يشكل "تحدياً كبيراً لتأمين المياه الصالحة للشرب والطعام للسكان الذين حاصرهم طوفان نهر السين والأمطار. الأمور صعبة، لكن هناك روح تضامن حقيقية بين أفراد المجتمع". وحين تتحدث وزيرة فرنسية عن الحالة التي ضربت بلادها، فإنّها تشدد في المقابل على أنّ فرق الإنقاذ كانت سريعة التدخل.
تلك الأمطار رفعت منسوب المياه في وادي لوري وفي مناطق جنوب العاصمة باريس. وعلى بعد 110 كيلومترات من جنوب العاصمة باريس في مدينة مونتارغي، أجلي مأوى كبار السن والمدارس. وفي باريس نفسها لم يكن الوضع أقل سوءاً على سكانها وزائريها، فقد فاضت المياه على ضفتي نهر السين ووصلت إلى 6 أمتار ثم تدنت إلى 5 أمتار. وكان عام 1910 قد شهد ارتفاع منسوب المياه 8.6 أمتار على ضفتي السين.
أغلقت السلطات في عاصمة النور متاحفها اضطراراً، خصوصا متحف أورساي، ومتحف اللوفر الشهير الذي عمل موظفوه على نقل التحف واللوحات التي لا تقدّر بثمن إلى الطبقة الأخيرة من المتحف خوفاً من المياه. كما اتخذت إجراءات منذ الخميس في بقية المتاحف المنتشرة على ضفة السين. وكان قرار إغلاق المتاحف قد اتخذ بعد اجتماع في اللوفر ضم وزير الثقافة أودراي أزولاي ومدير المتاحف جان لوك مارتينيز وممثلين عن الإرث الثقافي الفرنسي، وسيبقى الإغلاق سارياً على الأقل حتى يوم بعد غد الثلاثاء، باعتبار يوم غد الاثنين يوم إغلاق بطبيعة الحال.
وعدا عن المتاحف، أقفل عدد من معالم باريس الشهيرة أبوابه، ومنها غراند بالاس، والمكتبة الوطنية. كما اتخذ متحف الفنون القريب من اللوفر إجراءات لكنّه أبقي مفتوحاً.
بحسب الأرصاد الجوية الفرنسية، فإنّ الأمطار التي شهدها شهر مايو/ أيار الماضي وصلت إلى 117 مليميتراً، وهي نسبة كبيرة ومرتفعة عن المتوسط المسجل بين الأعوام 1981 و2010 للشهر نفسه بـ63 ميليمتراً.
اقــرأ أيضاً
وبنتيجة تلك الأمطار الغزيرة والفيضانات، تضرر العديد من المحال التجارية والعمارات السكنية. وأجلت أجهزة الإطفاء والإنقاذ نحو 20 ألف مواطن، خصوصاً أولئك الذين يقطنون في "بيوت عائمة"، وبقي 25 ألفا من دون كهرباء. وبلغ عدد ضحايا الفيضانات أربعة أشخاص.
المشكلة الحقيقية التي تواجه العاصمة الفرنسية بارتفاع منسوب مياه نهر السين هي تأثير ذلك على حركة السير والنقل العام، خصوصاً في موسم سياحي ورياضي متعلق باستقبال فرنسا بطولة "رولان غاروس" للتنس، وبطولة أمم أوروبا في كرة القدم (يورو 2016).
وبالرغم من أنّ يوم الخميس بدأ يشهد انحساراً للفيضان في باريس، لكن في مناطق أخرى جنوب العاصمة ما زال الأمر "يدعو إلى اليقظة والطوارئ"، وفق رويال. وما يخشاه المسؤولون عن قطاع البنى التحتية للنقل، على لسان الناطق باسمه أريك ديفري، هو عدم قدرتهم على إيقاف تأثير الفيضانات باستخدام ألواح إسمنتية ضخمة يجري نقلها عبر سيارات شحن على بعد 100 كلم من باريس. ووفق ما نقلت صحيفة لوموند عن المسؤولين في قطاع النقل، فإنّ ما يقدّر بـ140 كيلومتراً من الأنفاق غمرت بالمياه.
وتعيش فرنسا قبل هذه الفيضانات والأمطار الغزيرة إضراباً ينفذه عمال قطاع النفط، مع انضمام آخرين متعاطفين معهم، ما يصنع مشكلة حقيقية في قطاع النقل والمواصلات. وهو ما زاد الأمر تعقيداً في إغلاق عدد من محطات المترو وتوقف بعض خطوط القطارات وتأثر باريس بذلك، وتأخر البعض عن المواعيد. كذلك، فإنّ مستوى إنذار الخطر في بعض مناطق باريس مقلق، حيث يصل إلى الأصفر الذي يأتي مباشرة خلف أعلى مستوى إنذار.
من جهتها، أصدرت الحكومة الفرنسية وعداً واضحاً بتعويض المتضررين ودعمهم. ولهذا سيكون اجتماع يوم غد، الإثنين، بهدف إجراء عملية تنسيق جهود التعويض، بحسب رئيس الوزراء مانويل فالس.
بدوره، يقول الخبير إيتين كابيكان، من الأرصاد الجوية الفرنسية، إنّ ما جرى في فرنسا وألمانيا من أمطار قوية وفيضان للأنهار "ناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، وسنشهد مثل تلك الظواهر بشكل منتظم في المستقبل". ويعتبر آخرون أنّ في الأمر مؤشراً على ظاهرة تغيّر بيئي عالمي لن تكون أوروبا في منأى عنه. ويتوقع بعضهم أن تمحى شواطئ دول كاملة، خصوصاً في هولندا وشواطئ غرب ألمانيا والدنمارك وغيرها من الدول.
اقــرأ أيضاً
أكد هولاند أنّ "المناطق التي أصيبت بالكارثة الطبيعية ستتطلب دعماً اقتصادياً من قبل الحكومة". لا يبدو واضحا عن أيّ مناطق يتحدث. فالعاصمة باريس تضررت بشكل غير مسبوق ولم تشهد أمطاراً في مايو/ أيار كما شهدت عام 2016. وفقاً للأرصاد الجوية الفرنسية، فإنّ ما جرى "كارثة لم تشهدها باريس منذ بدء العمل بالأرصاد الجوية قبل 150 عاماً".
بدورها، قالت وزيرة الطاقة الفرنسية سيغولين رويال، إنّ ما جرى يشكل "تحدياً كبيراً لتأمين المياه الصالحة للشرب والطعام للسكان الذين حاصرهم طوفان نهر السين والأمطار. الأمور صعبة، لكن هناك روح تضامن حقيقية بين أفراد المجتمع". وحين تتحدث وزيرة فرنسية عن الحالة التي ضربت بلادها، فإنّها تشدد في المقابل على أنّ فرق الإنقاذ كانت سريعة التدخل.
تلك الأمطار رفعت منسوب المياه في وادي لوري وفي مناطق جنوب العاصمة باريس. وعلى بعد 110 كيلومترات من جنوب العاصمة باريس في مدينة مونتارغي، أجلي مأوى كبار السن والمدارس. وفي باريس نفسها لم يكن الوضع أقل سوءاً على سكانها وزائريها، فقد فاضت المياه على ضفتي نهر السين ووصلت إلى 6 أمتار ثم تدنت إلى 5 أمتار. وكان عام 1910 قد شهد ارتفاع منسوب المياه 8.6 أمتار على ضفتي السين.
أغلقت السلطات في عاصمة النور متاحفها اضطراراً، خصوصا متحف أورساي، ومتحف اللوفر الشهير الذي عمل موظفوه على نقل التحف واللوحات التي لا تقدّر بثمن إلى الطبقة الأخيرة من المتحف خوفاً من المياه. كما اتخذت إجراءات منذ الخميس في بقية المتاحف المنتشرة على ضفة السين. وكان قرار إغلاق المتاحف قد اتخذ بعد اجتماع في اللوفر ضم وزير الثقافة أودراي أزولاي ومدير المتاحف جان لوك مارتينيز وممثلين عن الإرث الثقافي الفرنسي، وسيبقى الإغلاق سارياً على الأقل حتى يوم بعد غد الثلاثاء، باعتبار يوم غد الاثنين يوم إغلاق بطبيعة الحال.
وعدا عن المتاحف، أقفل عدد من معالم باريس الشهيرة أبوابه، ومنها غراند بالاس، والمكتبة الوطنية. كما اتخذ متحف الفنون القريب من اللوفر إجراءات لكنّه أبقي مفتوحاً.
بحسب الأرصاد الجوية الفرنسية، فإنّ الأمطار التي شهدها شهر مايو/ أيار الماضي وصلت إلى 117 مليميتراً، وهي نسبة كبيرة ومرتفعة عن المتوسط المسجل بين الأعوام 1981 و2010 للشهر نفسه بـ63 ميليمتراً.
وبنتيجة تلك الأمطار الغزيرة والفيضانات، تضرر العديد من المحال التجارية والعمارات السكنية. وأجلت أجهزة الإطفاء والإنقاذ نحو 20 ألف مواطن، خصوصاً أولئك الذين يقطنون في "بيوت عائمة"، وبقي 25 ألفا من دون كهرباء. وبلغ عدد ضحايا الفيضانات أربعة أشخاص.
المشكلة الحقيقية التي تواجه العاصمة الفرنسية بارتفاع منسوب مياه نهر السين هي تأثير ذلك على حركة السير والنقل العام، خصوصاً في موسم سياحي ورياضي متعلق باستقبال فرنسا بطولة "رولان غاروس" للتنس، وبطولة أمم أوروبا في كرة القدم (يورو 2016).
وبالرغم من أنّ يوم الخميس بدأ يشهد انحساراً للفيضان في باريس، لكن في مناطق أخرى جنوب العاصمة ما زال الأمر "يدعو إلى اليقظة والطوارئ"، وفق رويال. وما يخشاه المسؤولون عن قطاع البنى التحتية للنقل، على لسان الناطق باسمه أريك ديفري، هو عدم قدرتهم على إيقاف تأثير الفيضانات باستخدام ألواح إسمنتية ضخمة يجري نقلها عبر سيارات شحن على بعد 100 كلم من باريس. ووفق ما نقلت صحيفة لوموند عن المسؤولين في قطاع النقل، فإنّ ما يقدّر بـ140 كيلومتراً من الأنفاق غمرت بالمياه.
وتعيش فرنسا قبل هذه الفيضانات والأمطار الغزيرة إضراباً ينفذه عمال قطاع النفط، مع انضمام آخرين متعاطفين معهم، ما يصنع مشكلة حقيقية في قطاع النقل والمواصلات. وهو ما زاد الأمر تعقيداً في إغلاق عدد من محطات المترو وتوقف بعض خطوط القطارات وتأثر باريس بذلك، وتأخر البعض عن المواعيد. كذلك، فإنّ مستوى إنذار الخطر في بعض مناطق باريس مقلق، حيث يصل إلى الأصفر الذي يأتي مباشرة خلف أعلى مستوى إنذار.
من جهتها، أصدرت الحكومة الفرنسية وعداً واضحاً بتعويض المتضررين ودعمهم. ولهذا سيكون اجتماع يوم غد، الإثنين، بهدف إجراء عملية تنسيق جهود التعويض، بحسب رئيس الوزراء مانويل فالس.
بدوره، يقول الخبير إيتين كابيكان، من الأرصاد الجوية الفرنسية، إنّ ما جرى في فرنسا وألمانيا من أمطار قوية وفيضان للأنهار "ناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، وسنشهد مثل تلك الظواهر بشكل منتظم في المستقبل". ويعتبر آخرون أنّ في الأمر مؤشراً على ظاهرة تغيّر بيئي عالمي لن تكون أوروبا في منأى عنه. ويتوقع بعضهم أن تمحى شواطئ دول كاملة، خصوصاً في هولندا وشواطئ غرب ألمانيا والدنمارك وغيرها من الدول.