فرنسا: تجاذبات يسارية تسبق ولادة حكومة فالس

02 ابريل 2014
يرى اليسار الراديكالي فالس على أنه المُعادل لساركوزي (Getty)
+ الخط -

تسلّم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة، امانويل فالس، مهامه الجديدة، رسمياً، في قصر ماتينيون، أمس الثلاثاء، ليبدأ سلسلة من المشاورات الماراتونية، بغية تشكيل الحكومة التي يُتوقع أن يعلن عنها رسمياً، اليوم الأربعاء.

وأثار اعلان الرئيس فرانسوا هولاند، إسناد رئاسة الحكومة إلى فالس، موجة من التجاذبات داخل الغالبية اليسارية الحاكمة، إذ أدانت "جبهة اليسار" بزعامة جان لوك ميلانشون، هذا الاختيار، واصفة فالس بـ"الشخصية الليبرالية المثيرة للجدل".

واعتبر ميلانشون، القرار، بمثابة "اغتيال ثانٍ للزعيم التاريخي لليسار الفرنسي، جان جوريس"، الذي اغتيل في أربعينيات القرن الماضي.

من جهته، لم يرفض المكوّن الثاني للاشتراكيين في الائتلاف اليساري، حزب "الخضر"، فكرة المشاركة في حكومة فالس. فقد كانت ردة فعله أقل حدّة، وعقد ثلاثة من قادته اجتماعاً مطولاً بفالس فور تعيينه. لكن مهمة رأب الهوّة بين الطرفين بدت شاقة للغاية، خصوصاً بعد اعلان وزيرا "الخضر" في الحكومة المستقيلة، سيسيل دوفلو، وباسكال كانفان، رفضهما المشاركة في الحكومة الجديدة، بسبب الخلافات مع فالس حين كان وزيراً للداخلية، بسبب بعض القرارات المعادية للمهاجرين، والتي اعتبرها "الخضر" تنكّراً لقيم اليسار.

وعُرف فالس، المتحدّر من أصول مهاجرة إسبانية، بمواقفه المتشددّة ضد المهاجرين، ووقّع على قرارات مثيرة للجدل أثناء تولّيه وزارة الداخلية، منها طرد المئات من عائلات الغجر من فرنسا، بشكل اعتبرته المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان "إجراءً تعسفياً". الأمر الذي عرّض فالس، لانتقادات من الجناح اليساري للحزب الاشتراكي، لكنه أكسبه في الوقت عينه شعبية لدى الرأي العام الفرنسي، الذي يرى فيه معادلاً يسارياً للرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ما يفسر لجوء هولاند إلى تعيينه رئيساً للحكومة، لاحتواء الضربة القاسية التي تلقاها اليسار في الانتخابات البلدية.

وفي انتظار الإعلان الرسمي عن الحكومة، بدأت لعبة التسريبات السياسية والإعلامية في شأن تشكيلتها، التي ستكون مصغّرة، وتضم 18 وزيراً فقط مقابل 28 وزيراً في الحكومة السابقة. ومن أبرز الأسماء المتداولة لتولي الحقائب الرئيسية، وزير الدفاع السابق، جان إيف لودريان، الذي يدور الحديث عن احتمال توليه وزارة الداخلية. كما يرجّح أن تسجل صديقة هولاند السابقة، سيغولين رويال، عودتها إلى الحكومة، لتتولّى حقيبة التربية والثقافة.

ودار الحديث أيضاً عن احتمال تولي عمدة باريس السابق، برتران دولانوييه، حقيبة وزارية بارزة، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن آخر المعلومات، أفادت بأنه رفض المنصب بعد مفاوضات مطوّلة مع فالس.

ومن الشخصيات التي تأكد بقاؤها من أعضاء الحكومة السابقة، وزيرة العدل كريستيان توبيرا، ووزير الميزانية، برنار كازنوف، والناطقة باسم الحكومة، نجاة بلقاسم، المرجّح نقلها من حقيبة شؤون المرأة إلى حقيبة أخرى، على ان تُمنح وزارة الصناعة الى أرنو مونت بورغ. ولم يتّضح بعد مصير عدد من الوزراء البارزين في الحكومة السابقة، الذين كانت أسماؤهم مطروحة في سباق رئاسة الحكومة، مثل وزير الخارجية، لوران فابيوس، ووزير العمل، ميشال سابان، ووزير الاقتصاد، بيار موسكوفيسي.

المساهمون