فرنسا: إدوار فيليب يتحرك لنصرة الأغلبية الرئاسية

13 مايو 2019
فيليب انتقد حزبه السابق (Getty)
+ الخط -

لا يوجد أفضل من رئيس الحكومة إدوار فيليب، في مهمة انتقاد حزبه السابق "الجمهوريون"، الذي يبدو أنّ رئيس لائحته للانتخابات الأوروبية، الفيلسوف كزافيي بلامي، يجمع من حوله الحشود ويمنح حزبه الأمل، وهو ما يعني القدرة على استعادة بعض "المخدوعين" من ناخبي اليمين، الذين التحقوا، في السابق، بالرئيس إيمانويل ماكرون. وهو ما سيشكل ضربة للائحة "الجمهورية إلى الأمام"، وربما استفراد "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بالصدارة، وهو ما يعتبره ماكرون كارثةً، وخسارَةً لحركته، وَعَدَ، قبل أيام، بفعلِ كُلّ شيء لتفاديها.

وربما يكون رئيس الحكومة مفيدا أيضاً، خاصة بعد قرار بعض الشخصيات اليمينية التي كانت مُلائمة لحركة ماكرون، والتي كان بينها وبين الرئيس غزَلٌ متواصل، التصويت على لائحة "الجمهوريون"، ومن بينها عمدة نيس كريستيان إيستروزي، وعمدة رانس أرنو روبيني، وعمدة تولوز جان لوك مودنيك. وبررت موقفها في مقال نشرته صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، بأملها في تعزيز "الحزب الشعبي الأوروبي"، في البرلمان الأوروبي، باعتباره الأغلبية الهادئة في وجه الشعبويين، الذين سيسمح النظام الانتخابي بتعزيز مكانتهم في البرلمان. وبالتالي، فإن "الحزب الشعبي الأوروبي هو الوحيد القادر على الانخراط في مواضيع جوهرية، مثل قضية الهجرة وعدم انتماء تركيا للاتحاد الأوروبي ووقف توسيع الاتحاد".

ولمواجهة هذه المستجدات، أكد رئيس الحكومة، في لقاء له مع صحيفة "لوفيغارو"، اليوم، أن موقف هؤلاء العمدات تمّ بسبب حسابات سياسية محلية، متعلقة باستحقاقات انتخابية قادمة. وأكد أن قسما كبيرا من اليمين لا يُوافق أفكار زعيم حزب "الجمهوريون"، لوران فوكييز. في إشارة إلى تصريحات سابقة لفوكييز تنتقد الاتحاد الأوروبي وتَعيب عليه فشله في قضايا كبيرة كالهجرة والإرهاب.


كما فضح إدوار فيليب نفاق حزبه السابق "الجمهوريون"، الذي كان مستعدا، مع مرشحه في انتخابات 2017 الرئاسية، فرانسوا فيون، قَبول التخلص من 500 ألف منصب في الوظيفة العمومية، وهو الذي يزايد الآن على حكومته، لأن الحكومة تحدّثت عن خطة للتخلص من 120 ألف منصب في الوظيفة العمومية.

واعتبر رئيس الحكومة أن اليمين الحالي، تحت رئاسة فوكييز، "غير قادر على بناء يمين حداثيّ ومؤيد للاتحاد الأوروبي، ناضلتُ من أجله إلى جانب ألان جوبيه".

وفي نفس الوقت، اعتبر رئيس الحكومة أن مشروع حزب "التجمع الوطني"، اليميني المتطرف، يريد تدمير الاتحاد الأوروبي.

وأخيرا، شدّد رئيس الحكومة على أنه "لا يجب علينا أن نظلَّ سجناء لانتماءاتنا الحزبية، وللخرائط الفكرية القديمة، التي لا تتَنَاسب مع التحديات الحالية"، وهو ما "أدركه الجنرال دوغول". وإذن "يجب التحرر من الانتماءات السابقة من أجل العمل مع أناس يريدون التقدم إلى الأمام، وهذا هو التجمع الذي أطلقه رئيس الجمهورية، وأنا مقتنعٌ بأن هذا الخيار يناسب ما يأمله الفرنسيون".

واعتبر علاقاته الحالية مع رئيس الجمهورية، "جيدة جدا ومنسابة وقائمة، كما أعتقد، على مستوى عال من الثقة. وهي تتطور بقوة. وبعد سنتين، أصبحنا نعرف بعضنا البعض بشكل أفضل".

وهذا يعني أن رئيس الحكومة على ثقة أنه سيصمد بعد الانتخابات الأوروبية، خاصة أن "ثلاثة عناصر مجتمعة متوفرة، بشكل كامل، وهي ثقة الرئيس ودعم الأغلبية البرلمانية وإرادة العمل"، خلافا لمعلّقين كثيرين يرون أن الرئيس سيُضطرّ، خلال فترة قريبة، إلى تغيير حكومته، حتى يستعيد بعض التوهج وبعض الشعبية.​

المساهمون