تستذكر الفتاة نوران البلبول (15عاما) الأيام الجميلة التي كانت تقضيها برفقة شقيقيها محمد ومحمود وهما يحتفلان معا بعيد الأضحى المبارك، والابتسامة والفرح يكادان لا يغادران جدران المنزل عندما كانت تحتضنهما.
تستعيد الفتاة بعضا من الذكريات ليست بالبعيدة، وتصمت عندما يدهمها الحزن الذي يسرق منها الكلمات في البيت الذي من المفترض أن يكون سعيدا بإخوة ثلاثة عاشوا كقلب واحد بعدما اغتالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والدهما عام 2008.
للوهلة الأولى يبدو أن الفتاة الصغيرة ستبكي خلال حديثها مع "العربي الجديد" عن أجواء العيد وشقيقيها محمد ومحمود المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 70 يوما، لكنها تثبت أنها أكبر من البكاء.
تُصر الأسيرة المحررة على المحافظة على الصبر الذي قررت أن تتحلى به في معركة أخويها، رغم براءة الطفولة التي تطغى على حديثها، ورغم الحزن الذي يأبى مفارقة المنزل.
عيد الأضحى يتزامن مع عيد ميلاد شقيقها محمد، وعيد ميلادها أيضا، الأمر الذي جعلها تفتقد أكثر من أي وقت مضى لمحمد ومحمود، ولطقوس الفرح التي كانت تعيشها معهما كطفلة مدللة لأخوين لعبا دور الأب في غيابه.
في عيد ميلادها كان محمد صاحب المفاجآت، تقول نوران: "كان يؤجل الاحتفال بعيد ميلاده لليوم التالي لنحتفل بعيدينا معا، في كل مرة كان يبتكر مفاجأة ليسعدني، دائما كنت أنسى يوم ميلادي، وكان محمد يذكرني به، أفتقد اليه الآن أكثر من أي وقت".
اقــرأ أيضاً
تضيف نوران " الشعور مش حلو بالمرة، حكيت مع محمد وذكرني بعيد ميلادي". وتستذكر: "كان يشتري لي حذاء في كل مرة، كان يأخذني إلى السوق، ويحكي لي اشتري الي بدك إياه".
عندما جاء عيد الفطر السعيد، كانت نوران في الأسر، ولم تستطع وصف الشعور الصعب الذي تعيشه هي وعشرات الأسيرات المعتقلات وهن في السجون يحتفلن بالعيد بعيدا عن عائلاتهن.
"ما في عيد هذه السنة، ما رح نحتفل، صحيح العيد لربنا، بس رح يكون حزين كثير، والشعور فيه مؤلم"، تستسلم نوران للحزن، وتضيف" محمد ومحمود مش هون عشان أطلع معهم زي كل عيد، ومش هون عشان يشتروا لي ملابس العيد".
لا تريد الفتاة الحزينة أن تعتبر عيد الأضحى عيداً، وهي تشعر بالألم الكبير، عندما تشاهد الفتيات في سنها يتجولن في السوق القريب، ويتسوقن للعيد، والابتسامة لا تفارق وجوههن.
العيد عند نوران فقط عندما يعود شقيقاها إلى أحضان المنزل. وأرادت أن تقول عبر "العربي الجديد" لمحمد ومحمود كل عام وأنتما بخير، وللأمة العربية أيضا مع مطلب صغير بأن لا ينسوا شقيقيها وكل أسيرة وأسير فلسطيني يريد أن يقضي العيد مع أهله.
الوالدة سناء عليان تقول إن طقوس العيد في منزلها ستقتصر على القهوة كضيافة فقط، فالأجواء حزينة جدا، والأخبار السيئة تقلقها هي ونوران، حتى إن تلك الأخبار جعلتها تنسى أن عيد الأضحى المبارك أقترب منهما كثيرا.
تضيف عليان: "فرحة العيد للأهل والأصدقاء والأحبة، كيف سنعيشها وجرحي بابنيّ اللذين يتألمان في السجون. كيف سأفرح ومحمد ومحمود لن يحضرا لي هدية العيد، ولن يرافقاني في زيارة قبر زوجي الشهيد، ستعود الذكريات الجميلة للمنزل، لكن هذه المرة ستشعرنا بالألم، ستبكينا".
تثقل تلك الذكريات السعيدة كاهل الأم وابنتها، وستذرفان الدموع فجر العيد مع غياب ضجيج محمد ومحمود الذي لم يسبق أن فارق المنزل قط. الحزن لن يفارقهما ومآذن المساجد تصدح بتلك التكبيرات التي تحب العائلة أن تستمع إليها مجتمعة.
تستعيد الفتاة بعضا من الذكريات ليست بالبعيدة، وتصمت عندما يدهمها الحزن الذي يسرق منها الكلمات في البيت الذي من المفترض أن يكون سعيدا بإخوة ثلاثة عاشوا كقلب واحد بعدما اغتالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والدهما عام 2008.
للوهلة الأولى يبدو أن الفتاة الصغيرة ستبكي خلال حديثها مع "العربي الجديد" عن أجواء العيد وشقيقيها محمد ومحمود المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 70 يوما، لكنها تثبت أنها أكبر من البكاء.
تُصر الأسيرة المحررة على المحافظة على الصبر الذي قررت أن تتحلى به في معركة أخويها، رغم براءة الطفولة التي تطغى على حديثها، ورغم الحزن الذي يأبى مفارقة المنزل.
عيد الأضحى يتزامن مع عيد ميلاد شقيقها محمد، وعيد ميلادها أيضا، الأمر الذي جعلها تفتقد أكثر من أي وقت مضى لمحمد ومحمود، ولطقوس الفرح التي كانت تعيشها معهما كطفلة مدللة لأخوين لعبا دور الأب في غيابه.
في عيد ميلادها كان محمد صاحب المفاجآت، تقول نوران: "كان يؤجل الاحتفال بعيد ميلاده لليوم التالي لنحتفل بعيدينا معا، في كل مرة كان يبتكر مفاجأة ليسعدني، دائما كنت أنسى يوم ميلادي، وكان محمد يذكرني به، أفتقد اليه الآن أكثر من أي وقت".
تضيف نوران " الشعور مش حلو بالمرة، حكيت مع محمد وذكرني بعيد ميلادي". وتستذكر: "كان يشتري لي حذاء في كل مرة، كان يأخذني إلى السوق، ويحكي لي اشتري الي بدك إياه".
عندما جاء عيد الفطر السعيد، كانت نوران في الأسر، ولم تستطع وصف الشعور الصعب الذي تعيشه هي وعشرات الأسيرات المعتقلات وهن في السجون يحتفلن بالعيد بعيدا عن عائلاتهن.
"ما في عيد هذه السنة، ما رح نحتفل، صحيح العيد لربنا، بس رح يكون حزين كثير، والشعور فيه مؤلم"، تستسلم نوران للحزن، وتضيف" محمد ومحمود مش هون عشان أطلع معهم زي كل عيد، ومش هون عشان يشتروا لي ملابس العيد".
لا تريد الفتاة الحزينة أن تعتبر عيد الأضحى عيداً، وهي تشعر بالألم الكبير، عندما تشاهد الفتيات في سنها يتجولن في السوق القريب، ويتسوقن للعيد، والابتسامة لا تفارق وجوههن.
العيد عند نوران فقط عندما يعود شقيقاها إلى أحضان المنزل. وأرادت أن تقول عبر "العربي الجديد" لمحمد ومحمود كل عام وأنتما بخير، وللأمة العربية أيضا مع مطلب صغير بأن لا ينسوا شقيقيها وكل أسيرة وأسير فلسطيني يريد أن يقضي العيد مع أهله.
الوالدة سناء عليان تقول إن طقوس العيد في منزلها ستقتصر على القهوة كضيافة فقط، فالأجواء حزينة جدا، والأخبار السيئة تقلقها هي ونوران، حتى إن تلك الأخبار جعلتها تنسى أن عيد الأضحى المبارك أقترب منهما كثيرا.
تضيف عليان: "فرحة العيد للأهل والأصدقاء والأحبة، كيف سنعيشها وجرحي بابنيّ اللذين يتألمان في السجون. كيف سأفرح ومحمد ومحمود لن يحضرا لي هدية العيد، ولن يرافقاني في زيارة قبر زوجي الشهيد، ستعود الذكريات الجميلة للمنزل، لكن هذه المرة ستشعرنا بالألم، ستبكينا".
تثقل تلك الذكريات السعيدة كاهل الأم وابنتها، وستذرفان الدموع فجر العيد مع غياب ضجيج محمد ومحمود الذي لم يسبق أن فارق المنزل قط. الحزن لن يفارقهما ومآذن المساجد تصدح بتلك التكبيرات التي تحب العائلة أن تستمع إليها مجتمعة.