فجيعة الجمهوريين الأميركيين برحيل أقوى رجالهم في المحكمة العليا

14 فبراير 2016
أوباما يتمتع بصلاحية اختيار عضو المحكمة العليا (Getty)
+ الخط -

فجع أنصار الحزب الجمهوري الأميركي بوفاة عضو المحكمة العليا، أنطونين سكاليا، أقوى أصوات المحافظين في المحكمة العليا عن عمر ناهز الثمانين عاما. وتزامنت وفاته مع تصاعد المد التقدمي الذي يقوده المرشحان المتنافسان على نيل ثقة الحزب الديمقراطي، وهما وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والسيناتور اليساري بيرني ساندرز. ومن المعروف عن سكاليا تصويته الدائم في المحكمة العليا ضد الإجهاض وزواج المثليين، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية الخلافية بين اليسار واليمين أو بين من يسمون أنفسهم بالمحافظين ومن يسمون أنفسهم بالتقدميين.


ومن المتوقع أن تزداد حدة المعركة بين اليسار واليمين عندما يعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي، عن هوية المرشح الذي سيختاره ليحل محل القاضي الراحل.
ويتمتع الرئيس الأميركي بصلاحية اقتراح اسم المرشح ولكنه لا يستطيع التوقيع على قرار التعيين ما لم يصادق مجلس الشيوخ على مرشحه. لكن وفي ظل هيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، فمن المستبعد جداً أن يصادقوا على بديل يختاره أوباما في سنة انتخابية حاسمة، لأن ترك الخيار لأوباما لا يعني في نظر الجمهوريين سوى ترسيخ الغلبة في المحكمة العليا للتيار الليبرالي.
وبسبب تزامن خسارة الجمهوريين لعضو محسوب عليهم أيديلوجيا صدر قرار تعيينه في عهد الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريغان، فإن معركة البيت الأبيض ستكون حامية الوطيس لأن الجمهوريين سيعملون كل ما في وسعهم لكي يظل على عاتق مرشحهم لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، اختيار أكبر عدد من أعضاء المحكمة العليا الذين سيحلون محل من تقدموا في السن وتدهورت حالاتهم الصحية.
في المقابل، لن يكون أمام التيار اليساري من خيار لكي يضمن عدم إجهاض خيارات الشباب الأميركي سوى الوصول إلى البيت الأبيض، وتولي اختيار مرشحين للمواقع المتوقع أن تصبح شاغرة في المحكمة العليا خلال الأعوام القليلة المقبلة برحيل عدد آخر من زملاء القاضي أنطونين سكاليا.

المساهمون