فان جال: بين الطفولة القاسية.. والحب الذي قتله السرطان

26 يوليو 2014
شخصية فان جال الصارمة تأتي من حياة قاسية (Getty)
+ الخط -

لم يتعود لاعبو مانشستر يونايتد بعد على نظام المدرب الجديد الهولندي فان جال، وعليهم أن يعرفوا طباعه وكيفية تفكيره جيداً خصوصاً في العمل التدريبي، وتُظهر سيرة حياة فان جال انه كان تارة الفتى المدلل وتارةً أخرى يعيش في أجواء منضبطة أخلاقياً ومنظمة جداً، وهو ولد في عائلة كبيرة في هولندا.

طفولة فان جال القاسية

يعتقد البعض أن الثقة التي يتميز بها فان جال تأتي من خلال العائلة التي ترعرع فيها، حيثُ كان الصغير بين أشقائه الأربعة وشقيقاته الأربع أيضاً، بالإضافة إلى الوالدين الحنونين، في وقت يعتقد فان جال أن هذا المنزل منحه الانضباط لكي يستخدمه في الأساليب التدريبية في مسيرته المهنية.

أما منزل فان جال منظم جداً، إذ أن واجبات كل طفل محددة داخل أرجاء المنزل، واحد ينظم طاولة الأكل وواحد ينظف الأطباق، أما فان جال فكان يتسوق ويشتري الطعام للعائلة ويتولى تقشير البطاطا، من أجل إطعام العائلة، في وقت كان والد فان جال يملك نفس شخصيته الحالية من حيثُ الانضباط والجدية وكان شخصية قيادية.

في المقابل عانى والد فان جال من أزمة قلبية عندما كان إبنه في السادسة من عمره وتوفي بعد خمس سنوات من الحادثة، حتى أصبحت والدته كل شيء في حياته، في وقت كان منزل فان جال قريباً من ملعب أياكس الذي استمر حتى العام 1996، وحينها كان يوخان كرويف نجم هولندا الأول، إلا أن فان جال كان يعشق هينك جروت بسبب قدرته التهديفية.

والمُلفت أن فان جال عندما كان صغيراً ويلعب مع أصدقائه في الحي كرة القدم، سجل هدفاً وركض في الشارع وهو يصرخ: "هينكي هينكي هينكي"، في إشارة إلى النجم الهولندي هينك جروت، في حين كان فان جال يعيش طفولة قاسية ، إذ لم يكن ذاك الطفل الفكاهي بل كان جدياً ويسعى دائماً للفوز، وبعد خصاله عندما كان صغيراً لم تختف في مرحلة المراهقة أو الشباب إذ أنه لم يكن صبوراً على الآخرين، ويدرس خطواته جيداً قبل اتخاذ أي قرار.

فقدان الزوجة بسبب السرطان

لا بد وأن يعتاد لاعبو مانشستر يونايتد الانكليزي شيئا فشيئا على شخصية وأسلوب القيادة الصارمة لفان جال، فلطالما كان الكدّ والالتزام صفات اتسم بها الهولندي، الا أن تلك الصفات لم تمنع حياته من أن تنقلب رأساً على عقب، وذلك عندما فقد زوجته الأولى فرناندا أوبيس التى توفيت بعد صراع مع مرض السرطان في العام 1994.

والتقى فان جال بفرناندا عندما كان في عامه الثامن عشر وكانت تصغره بعامين، كان حباً من أوّل نظرة ثم تزوجا بعد ثلاثة أعوام، الا أن العام 1994 لم يكن إيجابياً لفان جال عندما كان مدرباً لأياكس الهولندي، حيثُ شخّص الأطباء حالة فرناندا على أنها تعاني من سرطان في الكبد والبنكرياس.

وبالرغم من محاولات فان جال معالجة زوجته على يد أفضل اطباء العالم الا أن كل محاولاته باءت بالفشل، في المقابل فإن جمهور كرة القدم الهولندية لم يُسهل من وقع المحنة على مدرب اياكس السابق، فما كان من جماهير خصوم أياكس الا أن انهالوا بالسخرية والشتائم على زوجته في المدرجات خلال المباريات التي خاضها أياكس في ذلك العام، الا أن ذلك لم يفقد المدرب الهولندي أعصابه حينها.

بيد أن وبعد 11 عاماً من الواقعة، اعترف فان جال أن آخر مرّة بكى في حياته كانت عندما توفيت زوجته، كما أنه ما زال يحتفظ بصورة لها في منزله الذي يعيش به مع زوجته الحالية ترووس، التي تفضل البقاء في البرتغال على الانتقال للعيش في انكلترا ولكن بالرغم من ذلك فإنها تبحث حاليا عن بيت في مانشستر لكي تلحق بزوجها وتسانده فى وظيفته الجديدة.     

وتشير زوجة فان جال الحالية أن الزوج والأب ليس هو نفسه المدرب الصارم الذي يشاهده الجميع في الملعب، " إنه لا يقوم بشيئ في أرجاء المنزل، فهو حتى لا يعرف كيف يحضر القهوة ولكنني أحب أن اهتم به بنفسي وهو يحب ذلك، بالتأكيد لديه جانب حساس"، في حين أنها تشعر بالأسف لكون القليل من الناس يدركون وجود هذا الجانب من المدرب الهولندي لويس فان جال.

المساهمون