ذكر مكتب رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أن الأخير سيعلن، بعد ظهر اليوم الاثنين، ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأوضح المكتب، في بيان، أنه "سيتحدث عند الساعة 18:30 (17:30 بتوقيت غرينتش) من يوم الإثنين، في بلدية ايفري "معقله الانتخابي في المنطقة الباريسية".
وأشارت مصادر مقرّبة من فالس، لـ"فرانس برس"، إلى أنه سيعلن بالتأكيد في هذه المناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية، الأمر الذي لم يعد موضع شك، منذ إعلان الرئيس، فرنسوا هولاند، أنه لا ينوي الترشح لولاية ثانية.
وكانت وسائل إعلام فرنسية، قد توقعت، أمس، أن يقدم فالس استقالته اليوم، ليعلن ترشحه رسمياً للانتخابات التمهيدية في صفوف الحزب الاشتراكي، بعد غد الثلاثاء، على أقصى تقدير، ما قد يضع الرئيس فرانسوا هولاند أمام معضلة اختيار خلف له.
ونقلت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، عن مصادر مقربة من فالس، أنّ هذا الأخير يريد ربح الوقت لخوض معركة الانتخابات التمهيدية، متحرراً من قيد المسؤولية الحكومية، إذ إنه "لن يخوض قطعاً هذه الانتخابات من موقع رئيس الحكومة".
وسيكون على الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، أن يختار شخصية جديدة خلفاً له لتولي رئاسة الحكومة وتصريف الأعمال، خلال الخمسة أشهر المقبلة، قبل الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في مايو/أيار المقبل.
إذاً سيجد هولاند نفسه بعد أربعة أيام على إعلانه التاريخي بعدم الترشح لولاية ثانية، أمام معضلة سياسية جديدة. وتروج في هذه الأثناء أسماء ثلاث شخصيات قد يقترحها هولاند لتولي منصب رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة، وهي وزير الداخلية الحالي، برنار كازنوف، المشهور بولائه الكبير لهولاند.
وهناك فرضية اختيار وزير الدفاع الحالي وصديق هولاند المخلص، جان إيف لودريان، وتعيين باتريسيا آدم رئيسة اللجنة البرلمانية المكلفة بشؤون الدفاع والجيش محله. غير أن هناك من يرى أنه من الصعب على لودريان أن يترك منصباً استراتيجياً بهذه الدرجة من الأهمية، على بعد خمسة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.
وفي المقابل، لا تستبعد مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية أن يخلق هولاند المفاجأة، لكونه صار متحرراً من الضغوط الانتخابية بعد تخليه عن الترشح لولاية ثانية، ويعين امرأة في منصب رئاسة الحكومة على منوال الرئيس الاشتراكي الراحل، فرانسوا ميتران، الذي عين إديث كريسون في منصب رئيسة الوزراء عام 1991. وكانت المرة الأولى التي تصل فيها امرأة إلى هذا المنصب في تاريخ الجمهورية الفرنسية.
وإذا ذهب هولاند في هذا الاتجاه فقد يختار إما وزيرة الصحة الحالية، ماريسول تورين، أو وزيرة التعليم الشابة، والمتحدثة السابقة باسم الحكومة، نجاة فالو بلقاسم. وفي حال اختار الأخيرة، فستكون مفاجأة مدوية وحدثاً غير مسبوق في البلدان الأوروبية، نظراً إلى أصول بلقاسم المغربية.