فاروق حسني.. عودة "الوزير الفنان"

11 ديسمبر 2014
+ الخط -

عندما نقرأ خبر احتضان "متحف محمود خليل" التابع لوزارة الثقافة المصرية معرضاً لآخر إبداعات وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الفنية في منتصف الشهر الجاري، فلسنا بحاجة إلى كثير من التأويل لتفسير عودة معارض "الوزير الفنان" بعيداً عن سيناريو عودة نظام مبارك.

فهو وزير ثقافة الرئيس المخلوع لربع قرن، رغم مطالبة عدد كبير من المثقفين بإقالته أكثر من مرة، أبرزها بعد حادثة حريق "مسرح بني سويف" في 2005 التي راح ضحيتها أكثر من 50 مصرياً، مما جعل حسني يشعر بالحرج، بعد ضغط المثقفين الذين شكّلوا حركة "5 سبتمبر" للمطالبة بإقالته، فقدم استقالته آنذاك، لكن مبارك "رفضها".

تمسُّك الرئيس المخلوع بالوزير الفنان (كما كانوا يسمونه) لم يكن لكفاءته، وخصوصاً أنه لم يعد يخفى على أحد أنه المتسبب الأول في تجريف الثقافة المصرية.

يبدو أن دور حسني الأهم بالنسبة لمبارك كان في إدخال عدد كبير من المثقفين في صراعات وهمية باسم "التنوير" ضد التيار الإسلامي، ليشغل المثقفين بذلك عن دورهم الأساسي في معارضة السلطة، وهو الدور نفسه الذي يلعبه الآن جابر عصفور وزير الثقافة الحالي ومساعد فاروق حسني السابق، إضافة إلى كون حسني أحد أهم مستشاري سوزان مبارك في مشاريع الثقافة الوهمية التي كانت تتصدرها.

عندما كان صوت الثورة عالياً في مصر، لم يجرؤ "الوزير الفنان" أن يقيم معرضاً واحداً داخل مصر، فأقام ثلاثة معارض في الإمارات والسعودية خلال الأعوام الأربعة منذ ثورة 25 يناير، لكن الحال الذي وصلت إليه الثورة الآن هو الذي شجع أحد رموز زمن مبارك على العودة إلى المشهد بهذه الفجاجة مرة أخرى.

لا عزاء للثورة ولا للثقافة في مصر.

المساهمون