فارس كرم في حضن النظام السوري

رغم انقطاع فارس كرم عن الحفلات في سورية طوال فترة الأزمة وما تلاها، باستثناء حفلة تجارية أحياها كرم في نيسان/إبريل الماضي، في أحد مطاعم دمشق، وتقديمه مراراً أعذاراً للمتعهدين السوريين الذين كانوا يدعونه لإحياء حفلات في عز الأزمة، اضطر اليوم لانهاء المقاطعة والتوجه إلى دمشق للمشاركة في فعاليات المعرض.

الحفل حصد عدداً كبيراً من جمهور فارس كرم، الذين تهافتوا بالباصات والشاحنات، للمشاركة في فعاليات المعرض، لكن كرم لم يستطع مقاومة "تبييض" صفحته مجدداً مع النظام السوري، بعد سنوات الصمت، التي كانت أقرب إلى قرار "النأي بالنفس" اتخذه دون إشارات أو إبداء رأيه بشأن الأزمة السورية، ولو أنه محسوب (كما جاء على لسانه) على النظام السوري، ورئيسه بشار الأسد.

استفاض فارس كرم بعد دخوله المسرح، بتأييده وتعاطفه مع النظام، وانتشر فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي ظهر فيه مبجلاً للنظام و"سورية الأسد"، متوجهًا إلى الناس بأنه محسوب على هذا النظام، وها هو يعترف بذلك علانية وأمام وسائل الإعلام بمحبته لرأس السلطة، متمنياً لسورية الازدهار.

كرم رسب في امتحان الصمت، وتحول من فنان يحظى بإعجاب كبير من قبل المعارضين، إلى مجرد "شبيح" بحسب التعليقات التي انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما طالب متابعون بمنعه من دخول بعض الدول الأوروبية كما هو حال زميله علي الديك، بسبب هذا الموقف من النظام السوري.



تمنّع كرم عن نشر الفيديو على صفحته الخاصة لموقع تويتر، كونه يمجد أداة القتل والظلم في سورية، ولم يُشر إليه كما يحصل في معظم الحفلات التي يحييها، ذلك قبيل مغادرته بيروت للمشاركة في فعاليات "رحلة النجوم" star on board التي ينظمها المتعهد يوسف حرب، وانطلقت من برشلونة قبل أيام. ولم يأت مكتبه الإعلامي في البيان والصور التي أرسلت إلى وسائل الإعلام على ذكر تصريح فارس كرم حول تعاطفه مع النظام ولا توجيه تحية للأسد.

واللافت أن فارس كرم شارك في اليوم الأول لوصوله إلى برشلونة بمظاهرة أقيمت هناك للتنديد بالإرهاب، بعد الهجمات التي تعرضت لها مدن إسبانية منتصف الشهر الحالي، لكن ذلك لم يوفر من زيادة الهجوم على كرم من خطوته وتصريحه في معرض دمشق الدولي، والذي حوله إلى مجرد بوق لنظام يواصل التنكيل بشعبه يوماً بعد يوم.