تقع طرابزون شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود، ويطلق عليها لؤلؤة البحر الأسود. وهي جزء من طريق الحرير التاريخي، ولذا فهي وجهة معروفة عند التجار. ونظراً إلى طبيعتها الجغرافية ومناخها المعتدل باتت مقصداً للسياح.
تمتاز طرابزون بمحافظتها على طابعها التقليدي وتراثها الثقافي. التجول في المدينة القديمة يعود بالسائح إلى حقبة حكم العثمانيين؛ الطرقات، الجسور، الفن المعماري، وكل ما يحيط بالزائر يعيده إلى القرون الوسطى. تأسر طرابزون قلب من يزورها. فالأسعار مناسبة، والأجواء ساحرة، إذ يمكن قضاء 4 أيام بتكلفة لا تتعدى 700 دولار، شاملة الإقامة في فندق، والمصاريف اليومية.
مدينة تاريخية
في اليوم الأول من الرحلة، تبدأ الجولة من قلب المدينة، حيث المعالم التاريخية. والبداية من متحف آيا صوفيا، الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ 13، ويعد من الآثار البيزنطية المهمة على ساحل البحر الأسود. ثم قصر أتاتورك الذي تم بناؤه عام 1890. وفي فترة بعد الظهر، ما رأيكم بجولة نحو مرتفعات السلطان مراد؟ هناك لا يمكن للزائر أن يصدق ما تراه عيناه، السحب والغيوم تحت ناظريه، وهو شبه معلق في الهواء. وعند الصعود إلى المرتفعات، ستستمتعون برؤية الحيوانات البرية الأليفة كالغزلان والسناجب. أما في الليل، فالأجواء الفلوكلورية والحفلات الغنائية الشعبية ستعيدكم إلى عصور قديمة.
السحر في أوزنجول
من أجمل القرى التي تمكن زيارتها في مدينة طرابزون. تلقب بالبحيرة الطويلة، نظراً لوجود بحيرة طويلة تقع بين وادٍ عميق ومرتفعات جبلية. وتحيط بالقرية غابات الصنوبر، لذا فهي المكان المناسب لمحبي المغامرات، كذلك لمحبي السكينة والراحة.
محبو المغامرات سينجذبون إلى ممارسة رياضة التجذيف في البحيرة طوال اليوم، أما محبو الراحة والسكينة سينعمون بإقامة استثنائية بين أحضان الطبيعة. كذلك يمكنكم زيارة مزارع الأسماك المنتشرة في المنطقة، إذ تجذب السياح لتناول وجبة من السمك السلمون النهري الذي تشتهر به المنطقة. وفي الليل لا تفوّتوا فرصة الإقامة في الأكواخ الخشبية بين أحضان الطبيعة، حيث تقام حفلات التخييم والشواء. أما بالنسبة إلى تكاليف الإقامة، تبدأ الأسعار من 50 دولاراً في الليلة الواحدة خلال عطلة العيد، شاملة وجبة الفطور.
الطبيعة الخلابة
اليوم الثالث من الرحلة، سيخصص لزيارة المعالم الطبيعية التي تشتهر بها المدينة. والبداية من مغارة تشال طرابزون الواقعة في قرية تشال. تعتبر ثاني أطول مغارات العالم، إذ يقدر طول الممرات التي تم اكتشافها في المغارة بـ 8 كم. تحتوي المغارة على مجرى هوائي نظيف، هناك يمكنكم استكشاف الصواعد والنوازل والبرك المائية التي تشكلت عبر ملايين السنين، ستندهشون من روعة وعظمة المكان. بعدها استعدوا لقضاء بقية اليوم في محافظة أوردو، التي تشتهر بكثرة الشلالات والبحيرات الساحرة. ويعد ركوب التلفريك من أهم الأنشطة السياحية فيها، حيث يمكنكم اكتشاف المدينة، ورؤية المراعي والهضاب الخضراء. ولا تفوّتوا فرصة تذوق المأكولات الشعبية وتناول الشاي التركي المعد بطريقة تقليدية في المقاهي المنتشرة.
نهاية الرحلة
في اليوم الأخير من الرحلة، استعدوا لزيارة دير سوميلا الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 386. ويقع على ارتفاع 1200 متر ضمن منحدر من قرية ماجكا التي تبعد 50 كم عن مدينة طرابزون، وهو موقع ذو أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، وكذلك نقطة جذب سياحية رئيسية. ويضم الدير العديد من البيوت ومتاهة من الغرف الأثرية، وكنائس، وبيوت ضيافة.
وفي فترة بعد الظهر، لا بد من زيارة محافظة ريزة التي تبعد قُرابة ساعة عن محافظة طرابزون، والتي توصف بأنها أجمل منطقة طبيعية في تركيا، حيث يمكنكم زيارة قلعة "زيل كالي" التي يعود تاريخ إنشائها إلى القرون الوسطى. وتمتاز محافظة ريزة بطابعها التقليدي، إذ يمكنكم تذوق مأكولات معدة على الحطب، وتناول الأجبان التركية الطازجة والعسل في أكواخ معدة خصيصاً لاستقبال الزوار.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
