فابيوس إلى طهران للتأسيس لعلاقة جديدة

21 يوليو 2015
فرنسا عينها على الامتيازات الاقتصادية بعد الاتفاق (الأناضول)
+ الخط -
أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الثلاثاء، أنّه سيتوجه إلى إيران، الأسبوع المقبل، وسيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال فابيوس في تصريح لإذاعة "فرانس أنتير": "لقد دعاني زميلي الإيراني محمد جواد ظريف في الماضي لزيارة طهران ولم أذهب. لكن الآن كل الشروط مجتمعة كي ألبي هذه الدعوة".

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي: "أرى أنه من الطبيعي، بعد توقيع الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني، أن تستعيد فرنسا وإيران علاقتهما الطبيعية".

ولفت فابيوس الانتباه إلى أن زيارته، التي من المتوقع أن تبدأ في 29 يوليو/تموز الجاري، ستكون سياسية بالأساس، وبأنه لن يصطحب معه وفدا من رجال الأعمال ومدراء الشركات الفرنسية. غير أنه أوضح في المقابل أن وفدا اقتصاديا فرنسيا رفيعا يضم رؤساء الشركات الفرنسية الكبرى وممثلين عن منظمة أرباب العمل، سيزور طهران في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

ومن المتوقع أن يتطرق فابيوس، خلال لقائه مع روحاني وظريف، إلى التداعيات الاستراتيجية لعودة طهران إلى الساحة الدولية، ومناقشة الأزمات الإقليمية التي تتدخل فيها إيران، مثل اليمن وسورية والعراق، خاصة أنه أعلن الأسبوع الماضي أنه طلب من نظيره الإيراني بأن "على إيران أن تقوم بأدوار إيجابية في المنطقة".

وتأتي زيارة فابيوس إلى طهران في إطار تسابق غربي نحو إيران، بعد التوقيع على الاتفاق النووي التاريخي، للبحث عن عقود استثمارية في السوق الإيرانية التي يتوقع أن تعرف انتعاشا قويا مع الرفع التدريجي للعقوبات الدولية. وقد دشن هذا التسابق الدولي نحو طهران، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، سيغمار غابريال، على رأس وفد اقتصادي، يوم أمس الإثنين.

وستكون زيارة فابيوس لطهران مناسبة لطيّ صفحة علاقات صعبة بين باريس وطهران، بدأت فصولها الأولى عند اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979. كما ستكون أيضا فرصة لتجاوز عقدة إيرانية شخصية راكمها فابيوس في مسيرته السياسية. فالرجل له تجربة مريرة مع إيران بدأت عام 1984 حين عيّنه الرئيس الاشتراكي الراحل، فرانسوا ميتران، رئيساً للوزراء. آنذاك، وجد فابيوس ملفاً ساخناً ينتظره، وتعرّض لضغوطات إيرانية قوية من أجل تطبيق معاهدة "أوروديف" النووية التي جمّدتها فرنسا بعد اندلاع الثورة الإيرانية. وكانت فرنسا وقّعت هذه الاتفاقية مع شاه إيران عام 1974 لبناء مؤسسة نووية فرنسية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، مقابل مليار دولار، واحتفاظ إيران بعشرة في المائة من اليورانيوم المخصب. غير أن فرنسا جمدت الاتفاقية آنذاك مكرسة شرخا كبيرا في العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضا فرنسا والاتفاق النووي الإيراني: حسابات رابحة

المساهمون