تعيدنا جائزة سرفانتس للآداب، التي حصل عليها خوان غويتيسولو أخيراً، إلى الوقوف من جديد على نقاط مضيئة في تاريخ هذا المبدع.
تمر هذه السنة ستون عاماً على إصدار روايته الأولى "لعبة الأيدي"، اللعبة التي ظل يجيدها على مدار عقود، وهو يتشابك بالكلمات، لا بالأيدي فحسب، مع قضايا إنسانية كثيرة تناولها في مؤلفاته، ودافع عنها عبر مواقفه التي ارتبطت بالشعب الإسباني، أو ببعض الشعوب العربية والإسلامية. وهنا نتذكّر النصوص التي خصّصها لغزة والقاهرة والجزائر وإسطنبول والشيشان.
تصادم غويتيسولو باكراً مع نظام فرانكو الذي حوّله من مواطن إسباني إلى لاجئ غير مرغوب فيه، غادر بلاده منذ مطلع الخمسينيات إلى باريس، قبل أن يستقر في المغرب منذ ثلاثين سنة، ويتعلم لغته المحكية، وتكون مراكش ملهمة لكتابته، هو الذي دافع عن ساحتها الشهيرة بالحكواتيين، كي تدرجها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي اللامادي.
ولا يمكن نسيان موقفه من القضية الفلسطينية، والاستعمار الفرنسي للجزائر، والغزو الأميركي للعراق، وحرب البوسنة، واستبداد بعض الأنظمة العربية، أو الكتب التي أصدرها في السبعينيات وخلخلت الأوساط الثقافية والسياسية في إسبانيا، لأنها كانت محاكمة للنظرة السلبية التي يملكها الإسبان إزاء المرحلة الأندلسية. كما لا يمكن نسيان جائزة القذافي التي رفضها غويتيسلو فيما تهافت عليها مثقفون عرب.