من مستشفى "لوبيك" شمال ألمانيا، أعلن الناشر الألماني ماثياس فاغنر اليوم الإثنين عن وفاة صديقه الكاتب الألماني غونتر غراس (1927 -2015)، الحائز على جائزة نوبل للآداب في العام 1999.
ولد غراس في مدينة دانتسينغ البولندية، وشارك في الحرب العالمية الثانية في العام 1944. ثم التحق بمدرسة الفنون في جامعة برلين وتخرج منها في العام 1956.
بدأت شهرة غراس الأدبية في العام 1959 بنشر روايته "طبل الصفيح"، التي تشكّل مع روايتَيّ "القط والفأر" (1961) و"سنين الكلاب" (1963)، ثلاثية عُرفت لاحقاً بـ"ثلاثية دانتسينغ" (Danzig Trilogy)؛ لتتوالى بعدها أعمالٌ أدبية كثيرة، نذكر منها "تخدير جزئي" (1969)، "اللقاء في تيلكي" (1979)، "الفأرة" (1986)، "مئويتي" (1999)، "مشية السرطان" (2002)، "الرقصات الأخيرة" (2003).
ألهمت بعض رواياته مخرجين سينمائيين، من بينهم المخرج الألماني فولكر شلندروف الذي حوَّل في العام 1979 رواية "طبل الصفيح" إلى فيلم حصد جوائز، أهمها جائزتَي أوسكار.
غراس الذي ذاع صيته في العالم العربي من خلال ترجمة بعض أعماله الروائية، كتب أيضاً في الشعر والمسرح. فمجموعته الشعرية الأولى، "Die Vorzüge der Windhühner"، كانت أول عمل أدبي له، إذ صدرت عام 1956، استتبعها بـ"المثلث المعكوس" (1960)، و"المُشَكك" (1967)، و"المهرج" (2007). أما أعماله المسرحية، فنذكر منها "الطهاة الأشرار" (1956)، و"الفيضان" (1957)، و"ما قبل" (1970).
إلى جانب أعماله الأدبية التي جعلت منه أحد أبرز كتّاب العصر الحديث، عُرف غراس كناشط اجتماعي وسياسي أيّد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ولعب دوراً مهماً ضد الجبهات السياسية والفكرية التي كانت تدعو إلى استمرار انفصال شطريّ ألمانيا الشرقي والغربي.
كان أيضاً منتقداً لسياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية، ومن أشد الأصوات الثقافية المناهضة لسياسة أميركا، ولدولة الاحتلال الإسرائيلي التي دعته بـ"عدوها اللدود". وفي هذا السياق، وجّه انتقادات حادة للمجتمع الدولي والدول الغربية إزاء نفاقها وصمتها عما يرتكبه الاحتلال في فلسطين. وفي أبريل/ نيسان 2012، نشر قصيدته الشهيرة "ما يجب أن يقال" التي تناقلتها صحف عديدة في العالم وقتها، وانقضّ فيها على حكومة بلاده بسبب تزويدها "إسرائيل" بالسلاح البحري، وهاجم الأخيرة بوصفها تهديداً للسلام والأمن في العالم.
تعرّض غراس حينها لحملات تشهير واسعة قادها اللوبي الصهيوني في أوروبا وأميركا، الذي اتهمه بـ"معاداة السامية"؛ وقد ردّ حينها على هذه التهمة بتذكيره العالم بأن ما ارتُكب من فظائع في الحرب العالمية الثانية لا يجب أن يكون ذريعة للصمت.