دفع زعيم حركة "الخدمة"، أو الحركة الموازية كما تصفها الحكومة التركية، فتح الله غولن، عن نفسه، تهمة التدبير للانقلاب التركي الفاشل، مؤكداً في مقال كتبه في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنه شدد منذ اللحظات الأولى للانقلاب على "ضرورة الوصول إلى الحكومة بطرق سلمية، ليس عن طريق العنف، وأتمنى أن تستقر الأوضاع في تركيا في أقرب وقت". وطالب الولايات المتحدة الأميركية بعدم الاستجابة لمطلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتسليمه إلى تركيا.
وقال غولن، إنه على الرغم من أنه كان من "أوائل من دان الانقلاب العسكري، إلى جانب أحزاب المعارضة، إلا أن الرئيس المتسلط رجب طيب أردوغان، سارع لاتهامي بأنني أنا من دبر للانقلاب العسكري الفاشل، وطالب السلطات الأميركية أن ترحلني إلى تركيا".
ويظهر من خلال المقال، أن غولن يحاول إرسال رسائل إلى الإدارة الأميركية بعدم تسليمه، حيث أكد أن "مطالب أردوغان واتهاماته تبقى غير مسؤولة وتخالف كل ما أعتقد به".
وتحدث غولن عمّا سماها فلسفته ورؤيته للدين، والتي تقوم على "رؤية عصرية وتؤمن بالتعدد والتنوع، وبتسخير هذه الرؤية خدمة البشرية كيفما كانت ديانتهم".
وقال إنه منذ 40 سنة التي مرت على تأسيسه حركة "الخدمة"، فقد أظهر المنتمون للحركة "التزامهم وتشجيعهم حكومة تكون مستمدة من الشعب وتحترم حقوق المواطنين بغض النظر عن آرائهم ومعتقداتهم الدينية"، قبل أن يكشف أن رجال الأعمال المتعاطفين مع الحركة قاموا بالاستثمار في قطاع التعليم في أزيد من 150 دولة، وهو ما يظهر حجم هذه الحركة.
وحاول غولن اللعب على وتر التطرف والجماعات المسلحة، ليقدم نفسه أنه "ممثل الإسلام المعتدل"، عندما اعتبر أنه في الوقت الذي يبحث فيه العالم الغربي عن أصوات معتدلة داخل العالم الإسلامي، "فإن حركة الخدمة عبرت عن موقف واضح وصريح ضد العنف والتطرف، وذلك منذ أحداث 11 سبتمبر (2001)".
وواصل غولن مقاله، بالحديث أنه طوال حياته "كان ضد تدخل الجيش في الحياة السياسية الداخلية، ودافع عن الديمقراطية منذ عقود"، مبرراً الأمر بأنه "عانى من الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا، وكيف أن الأنظمة العسكرية قامت بمضايقتي وحبسي، ولا أريد للمواطنين الأتراك أن يتحملوا نفس الأمر".
وفي ما يشبه شكاية لمن يهمه الأمر في الولايات المتحدة، والغرب، قام غولن، بكيل الاتهامات لأردوغان، "بأنه قام بإغلاق العديد من وسائل الإعلام، وقام بطرد الآلاف من القضاة والمدعين العامين، ورجال الشرطة والموظفين"، قبل أن يتهم أردوغان بأنه "يقوم بإجراءات قمعية ضد الأكراد".
وقال غولن، إن أردوغان عندما تحدث عن كون فشل الانقلاب هو فضل من الله، "فإنه كان يقولها بنية سيئة، لأنه يرى في فشل الانقلاب فرصة حتى يقوم بترسيخ حكمه وأن يصبح رئيساً بصلاحيات مطلقة ولا يستطيع أحد مواجهته"، قبل أن يطالب الولايات المتحدة الأميركية بعدم تسليمه إلى تركيا، وألا ترضخ لضغوط أردوغان.