غوتيريس يرشح سويسرياً لقيادة "أونروا"

06 مارس 2020
لم يعلن غوتيريس عن تعيين المفوض الجديد بعد (Getty)
+ الخط -
رشّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، السويسري فيليب لازريني لتولي منصب المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ويأتي اختيار لازريني خلفا لسويسري آخر وهو بيير كرينبول، الذي كان قد قدم استقالته من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني الأخير احتجاجا منه على اتهامات له بسوء الإدارة قال إنها جاءت لأسباب سياسية.

ولم يصدر بعد أي بيان رسمي عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة حول تعيين لازريني، إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة في الأمم المتحدة أكدت لـ"العربي الجديد" في نيويورك أن ترشيح لازريني قدم وبشكل رسمي للجنة الخاصة المعنية بوكالة الأنروا التي ترأسها الأردن حاليا.

وأكدت المصادر أن أيا من الدول الأعضاء في اللجنة لم تكسر فترة الصمت المعمول بها للاعتراض على ترشيح لازريني والتي انتهت في الرابع من مارس/آذار. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن التعيين خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويأتي تعيين لازريني، الذي يعمل حاليا كنائب للمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منذ شهر آب/ أغسطس للعام 2015، في ظل ظروف وتحديات صعبة تشهدها الأنروا.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت بأغلبية ساحقة قرارا بتمديد ولاية الأنروا حتى نهاية يونيو/ حزيران للعام 2023. وصوتت لصالح القرار في نوفمبر/ تشرين الثاني، 170 دولة مقابل اعتراض إسرائيل والولايات المتحدة وامتناع سبع دول عن التصويت.

وتواجه "أونروا" صعوبات وتحديات مالية ناجمة عن ضغوطات أميركية وإسرائيلية وقرار الولايات المتحدة وقف مساعداتها للوكالة بعد أشهر قليلة من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني من العام 2017.

وتتعرض الوكالة لحملة مكثفة وغير مسبوقة، تحت إدارة ترامب على وجه التحديد، لنزع الشرعية عنها وبالتالي عن قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يفوق عددهم الخمسة ملايين لاجئ.

وحاولت الولايات المتحدة عن طريق قطع التمويل تفكيك الوكالة. لكن المفوض السابق، بيير كرينبول، تمكن من جمع الأموال الأساسية اللازمة لسد الثغرة التي خلفها وقف الجانب الأميركي لتمويله للوكالة والتي قدرت بأكثر من 300 مليون دولار.

ويحاول الطرف الأميركي، ومعه الإسرائيلي الطعن في مصداقية الوكالة وعملها في كل مناسبة ممكنة. وكان السفير الإسرائيلي للأمم المتحدة، داني دانون، قد دعا في مقال رأي نشره في صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في شهر يونيو/ حزيران للعام 2017 إلى استسلام الشعب الفلسطيني وتفكيك الوكالة.

يذكر أن الوكالة أنشئت بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول عام 1949. وبحسب الأمم المتحدة فإنه تم إنشاؤها "بهدف تقديم برامج إغاثية مباشرة لتشغيل لاجئي فلسطين في ظلّ غياب حلّ لمسألتهم". وتجدّد الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة عمل الوكالة بشكل متكرر مرة كل ثلاث سنوات، كان آخرها تمديد عملها حتى 2023.



وعلى عكس الوكالات الأممية الأخرى، كالمفوضية العليا للاجئين التي تعتمد على ميزانية المحاصصة الإجبارية، فإنّ "أونروا" تعتمد على التبرعات من الدول الأعضاء، ما يجعلها عرضة للضغوطات، ويصعّب على المسؤولين وضع خطط لمشاريع طويلة الأمد.

ولكن أهمية الوكالة تكمن في تجسيدها للإقرار الدولي بانتماء اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين، وحقهم في العودة، وهو ما يفسّر تمكّن أبناء اللاجئين الذين تم تسجيلهم عند إنشاء الوكالة من الاستمرار في الحصول على خدماتها والأهم من ذلك استمرار توارثهم لحق العودة.