حذر المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، اليوم الأحد، الجيش، من مغبة منع دخول المساعدات الإنسانية المكدسة في كولومبيا إلى فنزويلا، تحت طائلة اعتبار هذا العمل "جريمة ضد الإنسانية"، في وقت أعلن فيه الجيش الفنزويلي، الذي يعتبر الداعم الرئيسي لنظام الرئيس نيكولاس مادورو، إطلاق مناورات عسكرية، في ظلّ التصعيد الأميركي الذي يهدد بالتدخل عسكرياً بأزمة هذا البلد.
وقال غوايدو، الذي اعترفت به نحو 40 دولة رئيساً انتقالياً لفنزويلا، إنه "ينبغي على النظام أن يدرك أن هناك مسؤوليات لا بد من تحملها. إنها جريمة ضد الإنسانية يا حضرات المسؤولين في القوات المسلحة".
وأضاف غوايدو، الذي يتولى أيضاً رئاسة البرلمان حيث للمعارضة أكثرية، "إن العسكريين يتحولون الى جلادين ومسؤولين عن أعمال إبادة عندما يغتالون شباناً متظاهرين، وعندما يمنعون دخول مساعدات إنسانية" إلى فنزويلا.
وقال المعارض الفنزويلي، في تصريحٍ أمام عدد من الصحافيين والأنصار، "أفهم أن يرفض النظام الاعتراف بوجود أزمة هم مسؤولون عنها. لكننا نحن الفنزويليين نعمل بكل قوانا لوقف هذا الاغتصاب للسلطة، والتعامل مع الوضع الطارئ".
ومتوجهاً بكلامه إلى الجيش، قال "آسف إزاء ما يدفع جيشنا إلى القيام به. الأمر منوط بكم، لقد حللنا المعضلة، ونعطيكم الأمر التالي: اسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية".
كذلك أوضح أن مئات المتطوعين تسجلوا يومي السبت والأحد للمساهمة في العملية "المعقدة" لإدخال المساعدات "في انتظار وصول شحنات مساعدات إضافية إلى البرازيل المجاورة، وإلى إحدى جزر الكاريبي". وتابع: "هناك اليوم نحو 300 ألف فنزويلي مهددين بالموت"، في حال لم تصل المساعدات.
ودعا غوايدو، بعيد مشاركته في قداس في إحدى الكنائس شرق كراكاس، مرة جديدة، الفنزويليين، إلى المشاركة في "يوم الشبيبة" الثلاثاء المقبل، إحياء لذكرى القتلى الذين سقطوا خلال التحركات المعارضة حتى الآن، والبالغ عددهم نحو 40 قتيلاً منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، بحسب الأمم المتحدة، وللمطالبة بدخول المساعدات الإنسانية من كولومبيا.
وتتكدس أطنان من المواد الغذائية والأدوية المرسلة من الولايات المتحدة منذ يوم الخميس الماضي في مخازن في بلدة كوكوتا في كولومبيا قرب جسر تيانديتاس الذي يربط بين البلدين، والذي تغلقه القوات العسكرية الفنزويلية بمستوعبات.
من جهته، يعتبر الرئيس نيكولاس مادورو أن واشنطن هي "التي فبركت هذه الحالة الإنسانية الطارئة للتدخل" في فنزويلا. كما يصف إرسال المساعدات بأنه "استعراض سياسي"، ويرى أن النقص في الأغذية والأدوية سببه العقوبات الأميركية.
وفي سياق الأزمة، أعلن الجيش الفنزويلي، الذي يعتبر الداعم الرئيسي لنظام مادورو، إطلاق مناورات عسكرية الأحد في كل أنحاء البلاد تتواصل حتى 15 من الشهر الحالي "لتعزيز القدرات الدفاعية عن الأراضي" الفنزويلية، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الجيش.
(فرانس برس)