غموض يكتنف مصير زيارة ترامب إلى بريطانيا وسط تصاعد الاحتجاجات عليها

20 ديسمبر 2017
تسببت قضية القدس بعزل واشنطن عن حلفائها(توماس لوهنيس/Getty)
+ الخط -
لم يتضح بعد، إذا كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيزور بريطانيا في فبراير/شباط المقبل لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في لندن، خوفاً من احتجاجات محتملة تعهدت بتنظيمها أوساط بريطانية عريضة ترفض نهج ترامب وسياساته.

وقال مسؤولون بريطانيون، اليوم الأربعاء، إن زيارة الرئيس الأميركي للمملكة المتحدة، لا تزال غير أكيدة، ولا تزال عرضة للتأجيل بسبب المخاوف من التظاهرات التي سيتسبب بها، لافتين إلى أنّ القرار في نهاية الأمر يعود إلى ترامب، مع الأخذ في الحسبان وجود خطط لتظاهرات ضخمة ضده، وأنه لن يكون بالإمكان تجهيز الساحة لاستقباله كما تم في الرياض أو القدس أو بكين.

وتحدثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع ترامب هاتفياً، أمس الثلاثاء، وناقشا العلاقات بين البلدين ومواقفهما المختلفة حول القدس، ولكن لم يتضح فيما إذا كان الخلاف السابق بينهما قد تم جسره، كما لم يتضح فيما إذا كان الرئيس الأميركي سيزور بريطانيا في فبراير/شباط المقبل لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في لندن.

ويأتي الاتصال بين الزعيمين بعد 13 يوماً من إعلان ماي نيتها مهاتفة ترامب ومناقشة قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو موقف يتضارب مع السياسة التي تتبعها لندن ومعظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والتي تنص على أن مصير القدس سيتم تحديده في مفاوضات شاملة.

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء، إن "العلاقة جيدة" بين الطرفين وهو ما يسمح باختلاف وجهات النظر. ونفى أن تكون فترة الانتظار هذه التي دامت أسبوعين علامة على الخصام بين البلدين. وقال "كانت رئيسة الوزراء واضحة أن العلاقة الخاصة بين البلدين تعني أنه في حال الخلاف بيننا، فإننا نستطيع أن نكون صريحين في ذلك".

وكان السفير الأميركي في لندن، وودي جونسون، وهو صديق شخصي لترامب، قد قال، الأسبوع الماضي، إنه يتوقع أن يقوم الرئيس الأميركي بزيارة لندن في العام المقبل، مما عزز من التوقعات بأنه سيحضر افتتاح السفارة الأميركية الجديدة، التي بلغت تلكفتها 800 مليون جنيه إسترليني، وتم إنشاؤها في منطقة باترسي على الضفة الجنوبية من نهر التامز. إلا أن داوننغ ستريت (الحكومة البريطانية) والبيت الأبيض لم يذكرا التطرق إلى احتمال زيارة ترامب خلال المكالمة الهاتفية.

وفي تصريح لاحق، أصدرت رئاسة الوزراء البريطانية، بياناً، أرسلت فيه ماي بتعازيها لضحايا حادث سكة الحديد الذي حصل في ولاية واشنطن، يوم الإثنين، مضيفاً أن الطرفين "قد ناقشا المواقف المختلفة حول الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيلية، واتفقا على ضرورة أن تتقدم الولايات المتحدة بمقترحات جديدة للسلام ودعم المجتمع الدولي لهذه الجهود"

وتسببت قضية القدس بعزل واشنطن عن حلفائها وأجبرت الولايات المتحدة على استخدام حق "الفيتو" في مجلس الأمن، يوم الإثنين، عندما صوت أعضاء المجلس الباقون، بمن فيهم بريطانيا، بمطالبة واشنطن بالتراجع عن قرار الاعتراف. وردت مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن هذا التصويت "إهانة لن تنسى".

وكان الخلاف بين الطرفين حول القدس قد تبع بمشاحنة بين زعيمي البلدين حول تغريدات مسيئة للمسلمين أعاد ترامب نشرها، وتعود لمجموعة بريطانية يمينية متطرفة تعرف باسم "بريطانيا أولاً"، والتي تم حظرها من "تويتر" بداية هذا الأسبوع. وكانت ماي قد أدانت تصرف الرئيس الأميركي قائلة، إن تصرفه "خاطئ"، وهو ما دفع ترامب بالتغريد مرة أخرى على "تويتر" مطالباً ماي بالتركيز على ما يحدث في بريطانيا بدلاً من انتقاده.

كما تطرق الطرفان إلى الحرب الدائرة في اليمن، حيث عبرت ماي عن "قلقها العميق حول الوضع الإنساني".


المساهمون