غليون وكيلو لإصلاح "الائتلاف"... وأخذ إيران بالاعتبار

17 فبراير 2014
+ الخط -

كشف المعارضان السوريان البارزان، برهان غليون وميشال كيلو، اللذان سبق لهما أن شاركا في مؤتمر "جنيف2"، أن "الائتلاف الوطني" قطع، في جولتي مفاوضات المؤتمر، الطريق على فكرة إعادة تأهيل النظام السوري، وأن المفاوضات في المدينة السويسرية أظهرت أن النظام لا يملك مشروعاً، ولا يريد الحل السياسي.

ورأى عضو "الائتلاف"، برهان غليون، في ندوة حوارية مصغرة، أمس الأحد، استضافها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في الدوحة، أن "التحدي الآن يتمّثل في وضع المعارضة السورية والمجتمع الدولي، و"أصدقاء سوريا" أمام مسؤولياتهم، حيث ظهر بعد مفاوضات جنيف أنه لا يوجد حل سياسي للأزمة، ما يستدعي مقاربة جديدة، وأساليب عمل مختلفة منهما".

من جهته، اعتبر كيلو أن الشعب السوري نجح في تثبيت حقوقه بوثيقة دولية، تتمثل في مقررات مؤتمر "جنيف1"، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، وخصوصاً البندين 16 و17 الخاصين بتطبيق بيان "جنيف1" بشكل ملزم، وبموجب الفصل السابع، وتشكيل "هيئة حكم انتقاليّة" برضى الطرفين، تمهد لإقامة نظام ديمقراطي في سوريا.

وأوضح غليون أن مفاوضات "جنيف2" كانت "ممراً إجبارياً" للمعارضة السورية، حسب تعبيره، حافظ فيها "الائتلاف" على رصيده قوة سياسية وطرفاً سياسياً يجري الحوار معه، وقطعت الطريق على اعتبار الثورة السورية ثورة إسلامية تقوم بها جهات متطرفة. وأضاف، أن المعارضة حققت في مشاركتها مصداقية لدى المجتمع الدولي، يمكن الاعتماد عليها. وقال غليون إن "الخطوة الصعبة كانت أن ندخل في مفاوضات مع النظام، مع يقيننا أن الطرف الثاني ليس معنياً بها، ولا يوجد لديه مشروع، واستراتيجيته تقوم على تمرير الوقت، وكيل السباب والشتائم وتخوين وفد المعارضة".

كذلك اعتبر كيلو، أنّ النتيجة الأهم لمفاوضات "جنيف2" هي إجبار المجتمع الدولي على اتخاذ قرار بشأن الأزمة في سوريا، بأن يعلن عن عجزه، أو يطوّر أدواته، ويتبع وسائل جديدة، لحسم الصراع. وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد جهوداً لتمكين الثوار من تغيير موازين القوى على الأرض، بعدما بدّدت المفاوضات وهم أن النظام يبحث عن حل سياسي. وشدّد كيلو على أنّ المشاركة في "جنيف2" لم تؤثر على حقوق الشعب السوري، و"باتت المعارضة تحظى الآن بدعم عسكري أكثر من السابق".

بدوره، شكك غليون بإمكانية عقد جولة مفاوضات جديدة في "جنيف3"، إلا أنه ألمح إلى أن ذلك يبقى احتمالاً وارداً، لكنه ضعيف. واتفق مع كيلو على أن إيران عامل لا يمكن تجاوزه في الأزمة السورية، لأن النظام رهن إرادته الى إيران وروسيا، وعلى المعارضة في المرحلة المقبلة أن تفكر، من خلال وسطاء أو بشكل جانبي مباشر، "أخذ إيران بالاعتبار في أية مفاوضات مقبلة".

وكشف كيلو، في الندوة التي أدارها وشارك فيها مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، عزمي بشارة، عن وجود مشروع تعمل عليه المعارضة، لتكليف الأمم المتحدة بعقد جلسة إدارية لمجلس الأمن الدولي، لا يستخدم فيها حق الفيتو، فيتخذ المجلس، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً بإحالة حكام دمشق إلى محكمة الجنايات الدولية، أو إلى محكمة خاصة، استناداً إلى وثائق لدى المعارضة، تؤكد مسؤوليتهم عن جرائم حرب في سوريا. وأفاد كيلو بأن واشنطن تقف ضد المشروع، لاعتقادها أنه سيطال إسرائيل، في النهاية.

واعتبر كيلو أن فشل مفاوضات جنيف يجب أن يعيد "الائتلاف" إلى برنامج إعادة بناء الدولة السورية ومؤسساتها في المناطق "المحررة"، وبناء "الجيش الحر" للدفاع عن الشعب السوري، ومنع استراتيجية التجويع التي يتبعها النظام، وطبقها بنجاح في معضمية الشام، وبعض أطراف دمشق، ومناطق بحمص، مفادها أن النظام يقدم الغذاء للمحاصرين، ويفك الحصار عن بلداتهم وأحيائهم، في مقابل تراجعهم عن دعم الثورة، ومن ثم يُظهر للعالم أنه يتحاور مع معارضيه في الداخل، ويصل معهم إلى حلول. وشدّد المعارض العلماني البارز، والذي يرأس "تكتل المنبر الديمقراطي" في "الائتلاف"، على أن الأخير "مطالَب بإصلاح نفسه، وإصلاح علاقاته مع السوريين في الداخل، وممارسة سياسات تخدمهم، وتحافظ على حقوقهم، وتساهم في استمرار زخم الثورة".

دلالات