فيما أكد الوزير أن هناك اجتماعات سوف تعقد خلال الأيام المقبلة بين عدد من المسؤولين الأفارقة للتدخل لدى الجانب الإثيوبي من أجل حلحلة تلك الأزمة، وقال إن هناك رعاية خاصة من جانب الحكومة والقيادة السياسية لهذا الملف، مؤكداً أن لقاءات سوف تتم خلال الأيام المقبلة بين وزراء الري من مصر والسودان وإثيوبيا لبحث أزمتي مياه النيل والسد.
اقرأ أيضا: إحالة وزير الري المصري الأسبق للقضاء لمعارضته مشاريع السيسي
فيما أكد مصدر مسؤول بوزارة الري أن الوزير الجديد لم يتطرق كثيراً لأزمة السد سوى بكلمات مقتضبة، مفادها أن الوزارة تبحث في دراسات سد النهضة وكأن هناك تعليمات بعدم التحدث في تلك القضية، موضحاً أن الوزير الجديد بدا مهموماً في أول اجتماع له بخصوص عدد من ملفات المياه التي من بينها أزمة السد الذي سيحرم مصر كثيراً من المياه والكهرباء في حال تشغيله.
وأضاف المصدر أن الوزير ليس لديه أي حلول إيجابية حيال تلك القضية، التي تشغل بال الجميع في مصر، وهي التي كانت سبباً للإطاحة بالوزير السابق الدكتور حسام مغازي من حقيبة وزارة الري.
وأضاف المصدر أن الوزير بحث في كافة ملفات الوزير السابق، بخصوص أزمة السد، وأنه حاول إلقاء اللوم عليه في تأخر الوزارة في القيام بدورها قبل اكتمال بناء جسم السد بالتحرك على كافة المستويات، مضيفاً أن هناك غضبا ساد الاجتماع بسبب تصريحات رئيس الحكومة الإثيوبي حيال السد، وعدم ارتياح الحضور تجاه وزير الري الجديد لعدم وجود أي رؤية جديدة لديه مع تلك الأزمة التي جاء بسببها لتولي شؤون وزارة الري، وهو ما ظهر جلياً في الاجتماع.
ولفت المصدر إلى أن وجود الوزير الجديد لن يكون بمستوى تطلعات المصريين، وأن اختياره خطأ، مؤكداً أن تلك الأزمة ﻻ تبشر بخير بل تثير القلق والخوف، وأن استمرارها بدون حلول يثير الفزع لدى المصريين لكون نهر النيل يمثل شريان الحياة بالنسبة لمصر.
اقرأ أيضا: مسؤول مصري يكذّب تصريحات وزير الري عن "سد النهضة"
من جانبه، قال وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر علام إن الوزير الجديد ربما تكون لديه تعليمات بعدم التحدث حيال تلك القضية الهامة، التي أصبحت حديث العامة في مصر، مؤكداً أن أزمة سد النهضة ليست أزمة وزارة بل أزمة نظام بالكامل، مشيراً إلى أن تصريحات رئيس الحكومة الإثيوبي تؤكد فشل كافة المباحثات التي أجرتها مصر مع إثيوبيا والسودان، وأن بلاده مستمرة في استكمال بناء السد، وهو أمر محبط للغاية للشعب المصري، لكون أن مياه النيل تعد عصب الحياة، وتعرض البلاد لمجاعة مائية خطيرة تهدد كل أنواع الحياة في مصر.
وتابع علام قائلاً: "كل المؤشرات تؤكد صحة ما حذرنا منه بأن أديس أبابا ماضية في بناء السد، وأن الاجتماعات التي حدثت هنا وهناك وتكاليف تلك الاجتماعات الباهظة هي لاستهلاك الوقت فقط"، مؤكداً أن حكومتنا ما زالت تنتظر جديدا في هذا الملف، وأنا أقول: الجديد هو استكمال بناء السد وتحويل مصر إلى صحراء بعد العجز المائي الذي سيحدث كل عام مع تشغيل السد.
وأضاف أن مصر انصاعت لإثيوبيا، ما جعل الكثير من الدول الأفارقة تقرر التخلي عنها، كما أن مصر لم تضمن أي حصة مائية حتى الآن أو حتى التزام إثيوبيا بالحد الأدنى من المياه الذي يجب أن يصرف من خلف السد يوميا وسنويا بحيث تحافظ على حصة مصر من المياه، وقال إن وزارة الري في مصر تعلم جيدًا أن هناك مماطلة من الجانب الإثيوبي لحين اكتمال بناء السد، ورغم ذلك تعاملت بحسن نية في ملف أمن قومي مصري يخص حياة الشعب المصري بأكمله.
وأوضح الوزير السابق أن صور الأقمار الصناعية تؤكد أن إثيوبيا انتهت من بناء ما يقارب من 70% من سد النهضة، كما أنها أجرت تشغيلا تجريبيا لأربع بوابات منه.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية المصري بالخرطوم.. وملف سد النهضة يحضر بقوة