أثارت وفاة 11 رضيعاً في قسم التوليد بمستشفى الرابطة بالعاصمة التونسية خلال اليومين الماضيين غضباً غير مسبوق لدى التونسيين الذين طالبوا بإقالة وزير الصحة، في حين شرعت السلطات في التحقيق بالقضية لتحديد المسؤوليات.
وأكدت المديرة العامة للصحة العمومية، نبيهة بورصالي فلفول، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الوزارة كلفت لجنة مختصة تضم فريقاً من مختلف الاختصاصات الطبية والصيدلية للتحقيق في أسباب الوفيات المسجلة بمستشفى الرابطة"، مؤكدة أن المعطيات الأولية كشفت أن الوفيات الحاصلة نتجت عن تعفن خطير بالدم (إنتان) وسيتم تحديد الأسباب عبر التحاليل الطبية والصيدلية الجارية.
ولفتت البورصالي إلى أن الوفيات سجلت يومي 7 و8 مارس/ آذار الجاري، واتخذت الوزارة على أثرها إجراءات وقائية من خلال وقف استعمال كل دفعات الأدوية المستعملة حالياً، واستبدالها بدفعات جديدة من الصيدلية المركزية لتفادي تكرر الإصابات.
وأضافت البورصالي أن الوزارة ستوفر اختصاصيين نفسيين للإحاطة بعائلات الرضع المتوفين، كما وعدت بالكشف عن جميع المعطيات حال إنهاء لجنة التحقيق أعمالها.
وأشعلت حادثة وفاة الرضع وسائل التواصل الاجتماعي، فحمل التونسيون الحكومة مسؤولية الوفاة، مطالبين بإقالة وزير الصحة وإرسال فريق من الطب العسكري للتحقيق بما اعتبروه تقصيراً وإهمالاً وشبهات استعمال أدوية ومضادات حيوية منتهية الصلاحية.
وأضاف البيان "اتخذت إدارة المركز بالتنسيق مع الطاقم الطبي وشبه الطبي التدابير والإجراءات اللازمة، خاصة منها الوقائية والعلاجية، لتجنّب حدوث وفيات أخرى، ولمواساة عائلات الضحايا ومتابعة الوضع الصحي لباقي المقيمين بالمركز بصفة دقيقة لمزيد من التحكم في الوضع".
كذلك قرّرت الوزارة "فتح تحقيق عاجل في الغرض من قبل لجنة مختصّة للوقوف على الأسباب الحقيقيّة التي كانت وراء وفاة الولدان وتحديد المسؤوليّات. وسيتم الإعلان عن نتائج البحث إبّان انتهاء التحقيق".
كما جاء في البيان نفسه أن وزير الصحة الدكتور عبد الرؤوف الشريف زار المركز لمساندة جهود الإطار الصحي.