لا يكف مهرجان "موازين"، الذي يقام سنوياً بموعده الصيفي تحت شعار "إيقاعات العالم"، عن خلق الجدل داخل المغرب. فاندلعت موجات غضب من المواطنين المغاربة، منذ ليلة افتتاح المهرجان بصعود جينيفر لوبيز بـ"البكيني" على منصة حفل افتتاح الدورة الرابعة عشرة، وأضرم فتيلها، مساء أمس، المغني البريطاني وعازف الغيتار ستيفان أولسيدال، خلال حفل فرقته بلاسيبو الشهيرة بالمهرجان.
ستيفان أولسيدال، وفي خطوة أرادها احتجاجية على تجريم المثلية الجنسية في المملكة المغربية، قام بتوجيه رسالة ضمنية تطالب بإلغاء البند 489 من القانون الجنائي المغربي، الذي يجرّم "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس، من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات". وأمام جمهور بلغ عشرات الآلاف، كتب أولسيدال رقم البند على صدره العاري مشطوباً عليه بخطين متقاطعين، فيما لوّن غيتاره بالألوان التي ترمز عالمياً إلى علم خاص بالمثليين جنسياً.
ولم يقف المغاربة صامتون أمام خطوة العازف، وفيما بدا البعض خلال سهرة الفرقة غير واعٍ لما يقصده، ندد البعض الآخر بتصرف أولسيدال، لكن الهجوم الأقوى كان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتعمّق عليها الجدل الأخلاقي والهوياتي للمملكة المغربية، ووصل حدود المطالبة بإلغاء مهرجان موازين، وفتح تحقيقات تؤدي إلى محاكمة من "يسعون إلى خلق الفتنة وسط مجتمع محافظ"، و"تمرير رسائل تتعارض مع الانتماء الديني للمغرب عبر القنوات العمومية التي يموّلها دافعو الضرائب المغاربة"، حسب عدد من التعليقات والشهادات.
ولم يكن أولسيدال الوحيد بين أعضاء الفرقة الذي يجهر بمثليته، وندد بالقوانين الجنائية المغربية في هذا الصدد، بل آزره في ذلك قائد الفرقة برايان مولكو، الذي رسم الرقم 489 على صدره أيضاً بالطريقة ذاتها.
والمفارقة بالأمر أن ناشطتين من حركة "فيمن" المثلية، اختارتا أيضاً، ظهيرة يوم أمس، التعري علناً أمام مسجد صومعة حسان بالرباط، وتبادلتا القبلات أمام أنظار المارة وكاميرا وثّقت لفعلهما، قبل أن تحاولا الهروب إلى باريس عبر مدينة سلا ويمنعهما الأمن المغربي ويوقفهما.
هذه الحوادث التي بدأت أولاً بفيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك"، قبل أن تنتقل إلى سهرات مهرجان موازين وبثها العمومي، يرى المواطنون المغاربة أنها تضر بهويتهم الدينية والأخلاقية، وشكلت في تواليها وتكرارها صدمة لدى الشعب المغربي "المحافظ رغم الحداثة والمعاصرة التي يحاول عيشها في اندماج ولا تتعارض مع أصالته"، في الوقت الذي يشير فيه أنصار المثلية الجنسية إلى أنها تدخل ضمن الحريات الفردية للأشخاص.
ورأى المواطنون المغاربة الخلاص في خبر غير مؤكد إلى الآن، في غياب بلاغ رسمي من المؤسسة الملكية، تداول بقوة على مواقع الأخبار الإلكترونية، ونسب إلى تدوينة للقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، عبد الواحد بو رحيم، يقول فيها "نقلاً عن جهات عليمة"، إن العاهل المغربي محمد السادس، تفاعل مع مطالب المغاربة وقرر إلغاء مهرجان موازين، بعد مقترح قدمه مستشاره فؤاد عالي الهمة، فيما ستصدر عقوبات تأديبية في حق سليم الشيخ، المدير العام للقناة المغربية الثانية، وسميرة سيطايل، مديرة الأخبار ونائبة المدير العام بالقناة ذاتها، وهي العقوبات التي ستنفذ حسب التدوينة بمجرد عودة الملك من جولته الأفريقية.
اقرأ أيضأ:
الجدل حول "بيكيني لوبيز" مستمر ومطالبة بفتح تحقيق حكومي