غضب شعبي بمصر بعد فشل مباحثات "سد النهضة"

13 ديسمبر 2015
السد يهدّد أمن مصر المائي (فرانس برس)
+ الخط -

أدى فشل الاجتماع السداسي لمناقشة أزمة "سد النهضة الإثيوبي" بالخرطوم على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين والذي جمع وزراء خارجية مصر والسوادن وإثيوبيا، فضلاً عن وزراء ري تلك الدول، إلى حدوث حالة من القلق بين جموع الشعب المصري، خاصة بعد إرجاء تلك الاجتماعات المشتركة لاجتماع آخر بالخرطوم نهاية الشهر الجاري، حيث توالت ردود الأفعال الغاضبة.


وطالب عدد كبير من الشباب بالقيام بثورة احتجاجية بسبب "انقطاع المياه عن النيل" في حال اكتمال جسم السد، مؤكدين أن مصر سوف تصبح خرابة بلا "مياه النيل"، واتهم عدد كبير منهم، من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الحكومة بالتخاذل عن اتخاذ أي مواقف جديدة تجاه السد، وطالبوا برحيل الحكومة وبإسقاط النظام، فيما أعلنت مؤسسة "عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان" عن مخاوفها الشديدة بعد الاجتماع الأخير وفشل الحلول، مؤكدة أن احتجاز جزء من مياه الرافد الأهم الذي تحصل منه مصر على حصتها اليومية من المياه سيحول البلاد إلى دمار، كما اتهمت المؤسسة الحكومة بتضليل الرأي العام المصري.

وأكد فتحي عبد العزيز (محام)، من بين عدد من المواطنين التقتهم "العربي الجديد"، أن إثيوبيا استطاعت أن تلعب بالجميع في مصر، وأصبح "السد" حقيقة واقعية، وقال إن إثيوبيا تبني السد على قدم وساق وفق مواعيد محددة مسبقا، وأشار إلى أن من المتوقع أن تنتهي إثيوبيا من بناء المرحلة الأولى من السد قريباً، قائلا إنها تناور فقط في مفاوضاتها مع مصر والسودان لحين اكتمال المشروع وفرض الأمر الواقع على الجميع.

وأضاف محمد عبد الكريم (مهندس)، أن الحديث عن انفراج في أزمة سد النهضة ليس سوى محاولات لملء الفراغ الإعلامي بتحقيق إنجازات وهمية، مؤكداً أن تصريحات إثيوبيا دليل على أن النظام الحالي يخدع المصريين ويرفض الاعتراف بخسارته في ملف سد النهضة بصورة نهائية. وتابع شريف حمزة (عامل)، قائلاً: مصر ستتحول إلى صحراء، متعجباً لماذا لم تضرب مصر السد حتى اليوم. ويرى رجب عبد الكريم (موظف)، أن توقيع وثيقة المبادئ بين الدول الثلاث في الخرطوم من قبل لم يعول عليها الشعب وكانت البداية لضرب مصر وشعبها في مقتل.

اقرأ أيضا: فشل جولة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي

وركزت الصحف المصرية، الصادرة اليوم، على فشل اجتماع السد في العاصمة الخرطوم، وقال خبير الموارد المائية والري، نادر نور الدين، في تصريحات تلفزيونية، "أصبح هناك قلق كبير في الشارع المصري بشأن تصاعد أزمة سد النهضة"، وقال إن تأجيل الاجتماع في الخرطوم يومي 27 و28 ديسيمبر/ كانون الأول قد لا يأتي بجديد، مشيراً إلى أن مصر تتفاوض مع إثيوبيا منذ أربع سنوات ونصف السنة، أي منذ بداية وضع حجر الأساس للسد في 2 إبريل/ نيسان 2011 دون فائدة، خاصة أن إثيوبيا أعلنت الانتهاء من المرحلة الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، ونحن ما زلنا نتباحث بشأن اختيار المكتب الاستشاري.

في السياق، قال وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، إن إثيوبيا تبدد الوقت والماء لصالحها، وأضاف أن استنزاف واستهلاك الوقت ليس في صالح مصر، بل في صالح إثيوبيا، لأن المرحلة الأولى من بناء السد سيتم افتتاحها قريباً، موضحاً أن بناء السد ستكون له آثار سلبية، أبرزها تصحّر الأرض المصرية، ونقص التدفقات المائية الواردة إلى مصر وتأثر حصتها المائية التاريخية التي تقدّر بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا.

وأوضح علام، في تصريحات خاصة، أن أديس أبابا نجحت بامتياز في إدارة "أزمة السد" لصالحها، لأنها تتبع مبدأ المراوغة والمماطلة في المفاوضات، وأن أي مباحثات قادمة محكوم عليها بالفشل مثل المباحثات الماضية، لافتاً إلى أن إثيوبيا تتقدم كل يوم في بناء سد النهضة، ومصر تتعثر في المباحثات والمفاوضات، قائلًا: "مصر لم تحصل على شيء من هذه المفاوضات بعكس إثيوبيا التي حصلت على كل شيء".